عزتي بديني |
19-03-12 01:02 PM |
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم
 |
|
 |
|
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم
1- كان يعود الصحابة على الاستنباط :
سأل أصحابة يوماً فقال ( إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ ) فوقع الناس
في شجر البوادي ، قال عبدالله – يعني ابن عمر - : ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت ثم قالوا : حدثنا ما هي يا
رسول الله ؟ قال : ( هي النخلة ) .
وجاء رجل ذات يوم فقال : رأيت الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل فأرى الناس يتكففون منها فالمستكثر
والمستقل وإذا سبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت ثم أخذ به رجل آخر فعلا به ثم أخذ به رجل
آخر فعلا به ثم أخذ به رجل آخر فانقطع ثم وصل ، فقال أبو بكر : يا رسول الله بأبي أنت يا رسول الله والله لتدعني
فأعبرها فقال النبي : اعبرها . فقال : أما الظلة فالإسلام ، وأما الذي ينطف من العسل والسمن فالقرآن حلاوته تنطف
فالمستكثر من القرآن والمستقل وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت عليه تأخذ به فيعيلك الله
ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فيعلو به ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به ثم يوصل له فيعلو به
فأخبرني يا رسول الله – بأبي أنت – أصبت أم أخطأت ؟ قال النبي : ( أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً ) قال : فوالله يا رسول
الله لتحدثني بالذي أخطأت ، قال : ( لا تقسم ) .
وما أحوج الأمة في التربي على المنهج العلمي وعدم الوقوف عند حفظ المسائل المجردة أو الجمود على المتون
والمختصرات والحواشي .
2- تعويد الصحابة على المناقشة والمراجعة :
وتروي لنا هذا المنهج عنه $ أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – فقد كانت لا تسمع شيئاً لا تعرفه إلا راجعت فيه
حتى تعرفه وأن النبي $ قال : ( من حوسب عذب ) ، قالت عائشة : فقلت : أوليس يقول الله تعالى : [ فسوف يحاسب
حساباً يسيراً ] ؟ قالت : فقال : ( إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك ) . والقضية ليست سلوكاً ذاتياً
لعائشة – رضي الله عنها – وإن كان ذاك محل تقدير واحترام بل هو ما تعلمته واعتادته من المعلم الأول $ .
وبعد هذه الجولة مع المعلم الأول في العناية بتعليم المنهج العلمي نشعر أن تساؤلاً يفرض نفسه ويقفز إلى أذهاننا :
*- هل نـحن نعني بتعليم طلابنا وتهيئتهم ليكونوا أهل علم يستنبطون ويبدعون ويبتكرون ؟ أم أننا نربيهم على تلقي أقوال
أساتذتهم بالتسليم دون مراجعة وربما دون فهم لمضمون القول ؟
*-هل نرى أن من أهدافنا في التعليم أن نربي ملكة التفكير والإبداع لدى طلابنا وأن نعودهم على استنباط الأحكام
الشرعية من النصوص وعلى الجمع بين ما يبدو متعارضاً ؟
* - وهل من أهدافنا تربيتهم على تنزيل الأحكام الشرعية على الوقائع التي يرونها ؟
إن المتأمل في واقع التعليم الذي نقدمه لأبنائنا يلحظ أننا كثيراً ما نستطرد في السرد العلمي المجرد ونشعر بارتياح أكثر
حين نقدم للطالب كمًّا هائلاً من المعلومات ، والطالب هو الآخر يقيس مدى النجاح والإنجاز بقدر ما يسطره مما يسمعه
من أستاذه والتقويم والامتحان إنما هو على أساس ما حفظه الطالب من معلومات واستطاع استدعاء ذلك وتذكره .
وشيء من ذلك حق لكن توجيه الجهد لهذا النوع وهذا النمط من التعليم لا يعدو أن يُخرج جيلاً يحفظ المسائل والمعارف
ثم ينساها بعد ذلك أو يكون ظلاً لأستاذه وشيخه . ولأن تعلم الجائع صيد السمك خير من أن تعطيه ألف سمكه .
إن هذا يدعونا لمراجعة هادئة مراجعة تتضمن أهدافنا وحجمها وأولوياتها وتتضمن طرق التعليم والتدريس ووسائله
وأساليبه .
والإقتداء بالنبي .. ليس قاصراً على مسائل الطهارة والذكر والصلاة بل هو معنى أشمل يظل برواقه جوانب الحياة
المختلفة فيطبعها بهديه وسنته .
|
|
 |
|
 |
|