قصيدة عن الجهاد في سبيل الله
 

مال النفوس عن الجهاد تميل = أو ليس فيه تنزل التنزيل
أو ليس منه تربت الأجيال = من عهد الصحابة نعم ذاك الجيل
أو ليس عقداً رابحاً مع ربنا = وعداً من الرحمن ليس يزول
والله قد اشترى أموالنا ونفوسنا = بجنان الخلد فاز قاتل وقتيل
وعداً به القرآنُ يُتلى في الورى = وأتت به لنا التوراة والإنجيل
رباه فامنحني منك الشهادة مقبلاً = في مواكب الإيمان حين يصول
محتسباً لوجهك في سبيلك مهجتي = هذا السبيل فلا سواه سبيل
والخيل معقود بهن الخير = ما بقيت إلى ألا تكون هناك خيول
طوبى لعبد مسلم آخذ بعنانه = يرجو الشهادة وسيفه مسلول
قل لي بربك ما الحياة إذاغدت = ذلاً ومهانة من خائن وذليل
قل لي بربك ما الحياة إذا غدا = صار وغد يصول بظلها ويجول
إني نظرت إلى الحياة فإذا بها = سأم المجاهد وكل متاعها مملول
إلا تلذذ عالم بها في علمه = أوعابد ومستغفرلله وذاك قليل
وإذا بلذة الجهاد أتت وتميزت = على اللذات حيث مذاقها المعسول
وإذا اجتمعن العلم ثم عبادة = وجهاد صدق عقدها موصول
فلعمرك تلك أسمى واطيب لذة = طيب الشهادة ونال بعدها إكليل
ما خلتُ أسعد من حياة مجاهد = باع الحياة وما لديه فضول
فصلاته لا كالصلاة في السلم = وصومه لا كالصيام وقلبه قنديل
وفتات خبز اكله في الخندق = والنار تقصف فوقه والدماء تسيل
أحلى وأشهى من صنوف موائد = بين الحدائق يلهوا والهواء عليل
وقضاء سويعة في ظلمة بحراسة = بردُ الفؤاد ودفئه وما لها تمثيل
يا أنسهم لله في ليلهم ونهارهم = ما كان في الرحمن فهوحتما جميل
أرأيت أجمل منظر من جحافلهم = إذا زحفت لها التكبير والتهليل
أسمعت أندى من أزيز رصاصهم = كسيوف أبطال عز لهن صليل
وهدير دباباتهم فوق عالي الربى = كخيول من سبقوا لهن صهيل
أرأيت أعظم من رباطة جأشهم = يوم الملحمة وفيها الدماء تسيل
يتهافتون شوقا إلى منازلة العدا = من ذاالذي يفوز بقربه وينول
يتسابقون شوقا إلى جنان الخلد = كأنما قد فتحت لهم أبوابها وقفول
وكأنما أرواحهم تحمل في راحهم = ثمن وبذل للدخول وذلك المأمول
والله ينصر بالملائك جندة وعبادة = إن صدقوا وتوكلوا وإمامهم جبريل

جزاك الله خير وبارك الله فيك واشكرك