الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له من اتقاه وتوكل عليه جعل له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اتخذ القرآن سبيلاً إلى ربه ومنهجا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أعلامِ الهدى ومصابيح الدجى وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
هذا القرآن الكريم نعمة بين أيدينا بين أيدينا الآن معجزة خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها من خاف من شيء لجأ إلى القرآن ليذهب عنه خوفه وهمه من أصيب بمصيبة لجأ إلى القرآن ليسليه ويذهب عنه حزنه ويخفف مصيبته من أشكل عليه مشكله في دينه أو دنياه فتح القرآن يبحث عن حلها فيجده فوراً وأحيانا يصاب الإنسان بمشكلة أو هم ثم إذا فتح ليستمع القرآن كان أولى الآيات التي يسمعها فيها حل لمشكلته لأن الله سبحانه علم بها فيسر لك سماعها من إمام يقرأ في الصلاة أو من شريط تستمع إليه فينشرح صدرك لأنك عملت أن الله يسر لك سماع الآيات الخاصة في حل مشكلتك القصص في هذا الباب كثيرة .

إن هذا القرآن الذي بين أيدينا يسره الله لنا هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم من تمسك به نجا ومن أعرض عنه هلك، فلا ينجو من عذاب الله ولا يفوز برحمة الله إلا من تمسّك بهذا القرآن العظيم الذي بين أيدينا، يسره الله وسهله علينا وأمرنا بالعمل به والتمسك به، فيه الهدى والنور، فيه الشفاء، فيه الرحمة، فيه الهداية قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً* وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [الإسراء:9-10]، هذا هو القرآن، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً) [الإسراء:82]، إنه حجة الله علينا، قال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) [الأنعام:19 .

فلنقرأ القرآن ونتدبره فهو كلام الله الشافي الكافي في قرأته الأجر العظيم وفي تدبره حل جميع المشكلات والإشكالات الدينية والدنيوية من بدء الخلق إلى يرث الله الأرض ومن عليها .
وقد خطر في نفسي في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان أن أكتب هذه الكلمات لعل الله أن ينفعني وإياكم بها
إقرؤوا القرآن وتلذذوا بسماع آياته واحمد الله حمداً كثيراً لا ينقطع أن أبقى لكم هذه المعجزة بين أيديكم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم