شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت القصـص والعبـــــــر (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=36)
-   -   (تجربتي القصصية الأولى) (https://ansaaar.com/showthread.php?t=27657)

تألق 14-10-12 02:31 PM

(تجربتي القصصية الأولى)
 
(تجربتي القصصية الأولى)


أحداث هذه القصة حقيقية وأعرف أصحابها، لكنّي أسوقها سياقا أدبيا مع إضافة بعض الخيال الذي تقتضيه الصنعة الأدبية، وقد غيرت أسماءهم لأخرى.
http://smiles.al-wed.com/smiles/72/mo51.gif
سلوى وحنان فتاتان جمعهما النسب فهما ابنتا عم، وجمعهما الزمن فهما في سن واحدة، براءة الطفولة تحيط بهما، لا تفترقان عن بعضهما حتى عند النوم، بل وربما جمعتهما الأحلام أيضا.
وجمعهما أيضا حسن الأخلاق حيث نشأتا في بيت غُذِيتا فيه بالدين.
تكبران وتكبر أمانيهما، تتشابك أياديهما تعهدا على حفظ الصداقة مهما طال الزمن، وكما هي سنة الله في خلقه، يقدر تعالى أن يسوق الزوج ليكون من قدر حنان، حنان التي كانت تفوق سلوى جمالا باهرا، فالكل يتحدث عن جمالها، وكل امرأة كانت تحرص أن تكون حنان من نصيب ابنها، أما سلوى فقد كان حظها من الجمال الظاهر ما يجعل الخطاب يزهدون فيها، غير أن الجمال الباطن قد ادخره المولى للرجل السعيد.

الدنيا لا تسع أم حنان فرحة وابتهاجا لزواج ابنتها في سن صغيرة تسبق في ذلك أقرانها.
تدخل الأم على ابنتها، تطوقها بذراعيها، وتنظر في عينيها نظرة فرح بأخرى ممزوجة بحزن، وتتشابك دموع السعادة مع دموع الحزن لفراق هذه النبتة الصغيرة لتكمل نموها في بيت الزوجية.
(ولكن هل سيكتمل نموها حقا؟؟)
وتأتي سلوى لتهنئ رفيقة دربها بل نصفها الثاني وتدعو لها (اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير) وتهدي صديقتها كتابا عن تربية الأبناء؛ استعدادا ليوم الأمومة.
استدارت سلوى إلى مرآة في الغرفة، ونفسها تحدثها: "أن لا غرابة أن تتزوج حنان قبلك فحظك من الجمال قليل!"، لكنها في شموخ المؤمنة حملت في قلبها إيمانا عظيما وقالت لنفسها: إن يوما ما ويأتي قدر الله بما أحب بإذنه تعالى، حملها على ذلك حسن ظنها بربها الذي غرس في قلبها منذ طفولتها.

تُزَفُّ حنان لبيتها الجديد، وزوجِها، الذي تحمله أحلامه ليكون أبا ويرى أبناءه حوله يعيشون في هذا الخير العظيم الذي رزقه الله إياه، فقد كان غنيا، ذا خير موفور.
تمضي السنون ويزداد زوج حنان لهفا ليسمع كلمة (بابا)، وحنان يحرقها الشوق لأن تسمع كلمة (ماما) لكنّ الله قدّر -وهو الحكيم الرحيم- أن تكون حنان عاقرا، نعم حنان التي وُهِبت من الجمال ما وُهِبت أراد الله أن تكون عاقرا، رضيت حنان المؤمنة بما قدر الله لها، ولكنها لم تضع يدها على خدها، كيف وقلبها ينبض شوقا لطفل تضمه ليغرق في حنانها، تود طفلا بين يديها لتغذوه بما تعلمت، إذن كيف تفعل وهي لا تنجب؟
كيف تلبي نداء الأمومة الذي يعصف بها؟
http://www.alrage.net/vb/images/smilies/smilies/74.gif
جدّت واجتهدت حتى صارت مديرة لإحدى المدارس، تعلم بنات المسلمين أمور دينهن وصار يخرج من تحت يدها المئات من البنات وهن يحملن معاني الحب لهذه الأم، نعم لقد صارت حنان أمّا لمئات الفتيات؛ إذ ليست الأم التي تلد فقط إنما الأم التي تربي.
ولكن ماذا عن زوجها؟ أتتركه دون أن يحقق معاني الأبوة؟
إنّ نفسها الكريمة لا تسمح بذلك، فقد ألحّت عليه أن يتزوج بأخرى بما أنه ميسور الحال، وفعلا تزوج وصار أبا، ولم تكتفِ بذلك بل أصرّت أن تكون أمّا ثانية لأبناء زوجها، وصارت تشاركه التربية، بل وتذهب بهم لمدرستها فخرا أن هؤلاء أبناء زوجي وأنا أم لهم أيضا.
يا لقلبها العظيم!، هكذا يكون قلب الأم.
http://www.alrage.net/vb/images/smilies/smilies/74.gif
أما سلوى فقد مضت بها السنون وهي مساعدة لحنان في مدرستها،
تساعدها في الأمور الإدارية،
وتارة في حل مشاكل الطالبات،
وتارة في الأمور المالية،
فالهموم مازالت مشتركة بينهن،
لقد اكتسبت سلوى خبرة عميقة في التعامل مع الأطفال والمراهقين، وكيفية تربيتهم.
وهنا تكون سلوى قد بلغت من العمر 40 عاما.
تعود إلى المرآة مرة أخرى وتحدثها نفسها: "ياه يا سلوى قد بلغ بك العمر 40 سنة أتظنين أنك ستتزوجين بعد؟ إذا كان الرجال قد زهدوا فيك وأنت في العشرين فكيف بك وأنت في الأربعين؟!"
تضحك سلوى ساخرة من كلام نفسها وتفتح كتاب ربها وتقرأ قوله تعالى: (لكل أجل كتاب)، نعم يا نفسي لكل أجل كتاب، وكفى.

تثور رياح عاتية في بيت حنان تعصف بعلاقتها الزوجية فينحلّ عقد الزواج الذي دام أكثر من 25 عاما!.
رحماك يا رب!.
وفي نفس الوقت يطرق باب أسرة سلوى رجل من خارج مدينتهم، ميسور الحال، ذو خلق عال، لا يعرفهم ولا يعرفونه.
جاء يطلب الزواج بسلوى!
تجري سلوى إلى مرآتها فرحةً وتقول: ألم أقل لك يا نفسي: (لكل أجل كتاب
تتزوج سلوى ويرزقها الله الكريم بأربعة من الأولاد: ابنين وابنتين.
أما حنان فبعد سنوات من الانفصال يعود الطير إلى وكره وينعم بعيشة هنيئة.
http://www.alrage.net/vb/images/smilies/smilies/74.gif
جلست سلوى مع أبنائها يوما تغرس فيهم معنى قوله تعالى: (... وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) البقرة/216
وكررتْ عليهم مرارا:
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).


كتبتها/كن داعيا

تألق 14-10-12 02:34 PM

أرجو من الكرام اقتراح اسم للقصة
شرط ألا يكون جزءا من آية، فقد أعياني إيجادُ اسم مناسب لها.
وشكرا

جارة المصطفى 15-10-12 12:22 AM

تبارك الرحمن .. تجربة موفقة
بارك الله فيك أخيتي
ملاحظة .. بل وربما جمعتهما الأحلام أيضا.
وجمعهما أيضاحسن الأخلاق ( تكرار لا داعي )

لي رجعة إن شاء الله ..

تألق 15-10-12 01:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جارة المصطفى (المشاركة 214595)
تبارك الرحمن .. تجربة موفقة
بارك الله فيك أخيتي
ملاحظة .. بل وربما جمعتهما الأحلام أيضا.
وجمعهما أيضاحسن الأخلاق ( تكرار لا داعي )

لي رجعة إن شاء الله ..

بوركتِ وفعلا كنت أشعر بذلك
يعجبني جدا من يرشدني وزادك الله فضلا
أنتظر عودتك

Al3sjd 15-10-12 07:58 AM

جميل جدا لعل الفكرة العامة التي اقتبستها للموضوع(يوما ما ويأتي قدر الله بما أحب بإذنه تعالى) وايضا ((لكل أجل كتاب) لان هذا حال الشخصية الثانية وايضا الشخصية الاولى ايقنت بعد ان عاشت التجارب الحية بعكس الثانية التي أيقنت بقدرالله قبل كل شيبناؤك الفني للقصة رائع جدا اعجبتني الشخصيات وكيف جرت احداثها حيث عاد الجميع الى مصب واحد وهو الايمان بأقدار الله واشتركا بصفة الصبر
والاجمل من هذا طريقة النسج خفية وكأنها تتجسد على ارض الواقع امام القارئ
ليصبح الاسم (يوماما ويأتي قدرالله بماأحب) لاننا لوقرأنا الشخصيتين لوجدنا ان الله قدر لحنان ان لاتنجب فتوجهت الى الدعوة بل صنع منها هذا الامر امرآة عظيمة تتحلى بأخلاق نبيلة وهذا خير لها ام سلوى فكانت الاحداث التي جرت عليها من البداية واضحة المسار والمراد


بوركتِ يافاضلة

الراجيـــة عفو ربـــها 15-10-12 10:10 AM

أقتـــرح الموضوع أن يكون يرزق من يشـــاءبغيـــر حســـاب

اللهم أرزقنـــي ماأتمنـــى

دائـــــمـــا مبدعــــة أختـــي

تألق 15-10-12 09:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة al3sjd (المشاركة 214618)
جميل جدا لعل الفكرة العامة التي اقتبستها للموضوع(يوما ما ويأتي قدر الله بما أحب بإذنه تعالى) وايضا ((لكل أجل كتاب) لان هذا حال الشخصية الثانية وايضا الشخصية الاولى ايقنت بعد ان عاشت التجارب الحية بعكس الثانية التي أيقنت بقدرالله قبل كل شي بناؤك الفني للقصة رائع جدا اعجبتني الشخصيات وكيف جرت احداثها حيث عاد الجميع الى مصب واحد وهو الايمان بأقدار الله واشتركا بصفة الصبر
والاجمل من هذا طريقة النسج خفية وكأنها تتجسد على ارض الواقع امام القارئ
ليصبح الاسم (يوماما ويأتي قدرالله بماأحب) لاننا لوقرأنا الشخصيتين لوجدنا ان الله قدر لحنان ان لاتنجب فتوجهت الى الدعوة بل صنع منها هذا الامر امرآة عظيمة تتحلى بأخلاق نبيلة وهذا خير لها ام سلوى فكانت الاحداث التي جرت عليها من البداية واضحة المسار والمراد


بوركتِ يافاضلة

راااااااااائع تحليلك جدا جدا
بصراحة دفعتموني للأمام موفقة يارب

تألق 15-10-12 09:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الراجيــة عفــو الله (المشاركة 214625)
أقتـــرح الموضوع أن يكون يرزق من يشـــاءبغيـــر حســـاب

اللهم أرزقنـــي ماأتمنـــى

دائـــــمـــا مبدعــــة أختـــي

شكرا جزيلا لإضاءتك بوركت أخية

العالم الحي 16-10-12 02:54 PM

سلمت يدك ماشاء الله الله يوفقك

ابوريم 18-10-12 03:45 PM

من صبر ظفر

الشـــامـــــخ 18-10-12 05:42 PM

تجريه قصصية مميزه كبداية ونتمنى لك الرقي فأنتي أهل لذلك

وبالنسبه للأسم فلم أجد إلا اسمين ( سلوى وحنان ) او (القسمه والنصيب )

بارك الله فيك وزادك الله علماً وحكمه

عقيدتي نجاتي 18-10-12 07:04 PM

تجربة موفقة و إن شاء الله للأمام
أما عن إسم القصة فوجدت ما يعبر عنها حسب مفهومي لها
"الصبر و الإحتساب"
و هذا أيضا
"و عنده كل شيء بمقدار"

تألق 28-10-12 08:39 PM

شكرا لكم جميعا لتفاعلكم واقتراحكم اسما
كنت أفكر في اسم: سلوى وحنان
خاصة أن الفتيات تجذبهن القصص التي بأسماء فتيات.
بوركتم

درر الشهد 02-12-12 08:08 PM

بارك الله فيك وزادك الله من فضله


الساعة الآن 08:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant