![]() |
من الذي أغضب الجليل حتى حلف ؟!!
هل عندنا مثل هذا اليقين والتصديق بخبر الله ورسوله ؟ تأمل حال هذا الأعرابي الذي سمع آيات بيّنات فتأثر بها ... فماذا صنع ؟ قال الأصمعي : أقبلت ذات مرة من مسجد البصرة إذ طلع أعرابي جلف جاف على قعود له متقلداً سيفه ، وبيده قوسه ، فَدَنـا وسلّم ، وقال : ممن الرجل ؟ قلت : من بني أصمع . قال : أنت الأصمعي ؟ قلت : نعم . قال : ومن أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يُتلى فيه كلام الرحمن . قال : وللرحمن كلام يتلوه الآدميون ؟! قلت : نعم . قال : فَاتـْـلُ عليّ منه شيئا ، فقرأت ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ) إلى قوله (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) . فقال الأعرابي : يا أصمعي هذا كلام الرحمن ؟ قلت : إي والذي بعث محمداً بالحق إنه لكلامه ، أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . فقال لي : يا أصمعي حسبك . ثم قام إلى ناقته فنحرها ، وقطعها بجلدها ، وقال : أعنِّي على توزيعها ، ففرقناها على من أقبل وأدبر ، ثم عمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما ، ووضعهما تحت الرحل ، وولّى نحو البادية ، وهو يقول : ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) . قال الأصمعيّ : فَمَقـَـتُّ نفسي ولمتها ، ثم حججت مع الرشيد ، فبينما أنا أطوف إذا أنا بصوت رقيق ، فالتفتُّ ، فإذا أنا بالأعرابي وهو ناحل ، فسلّم عليّ ، وأخذ بيدي ، وقال : اتلُ عليّ كلام الرحمن ، وأجلسني من وراء المقام ، فقرأت ( وَالذَّارِيَاتِ ) حتى وصلت إلى قوله تعالى : ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) فقال الأعرابي : لقد وجدنا ما وعدنا الرحمن حقا . وقال غير هذا ؟ قلت : نعم ؛ يقول الله تبارك وتعالى : ( فوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ) فصاح الأعرابي ، وقال : يا سبحان الله ! من الذي أغضب الجليل حتى حلف ؟ ألم يصدقوه في قوله حتى ألجئوه إلى اليمين ؟؟ فقالها ثلاثا ، وخرجت بها نفسه . رواه البيهقي في شعب الإيمان . |
|
بارك الله فيك ونفع بعلمك
|
وفيكم بارك الرحمن
|
بارك الله فيك شكرا
|
وخيرا جزاك أختي الفاضلة
|
الساعة الآن 09:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir