![]() |
اجابات موقع اسلام ويب على اسئلتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اجابات موقع اسلام ويب على اسئلتي متجدد السؤال سماحة الشيخ وفقك الله: هل فسر البخاري قوله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه ـ إلا ملكه؟ وما ردك على فتوى الألباني أن هذا لا يقوله مسلم مؤمن في كتابه فتاوى الألباني ص: 522؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد قال البخاري ـ رحمه الله ـ في صحيحه: باب تفسير سورة القصص: كل شيء هالك إلا وجهه ـ إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجه الله. انتهى. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: قوله: إلا وجهه إلا ملكه ـ في رواية النسفي: وقال معمر، فذكره، ومعمر هذا هو أبو عبيدة بن المثنى وهذا كلامه في كتابه مجاز القرآن، لكن بلفظ إلا هو، وكذا نقله الطبري عن بعض أهل العربية، وكذا ذكره الفراء وقال ابن التين: قال أبو عبيدة: إلا وجهه أي جلاله، وقيل: إلا إياه. انتهى. وهذا يوضح أن البخاري حكى قولين في تفسير الآية، وأن تفسير الوجه بالملك نقله عن غيره، وهو معمر ـ أبو عبيدة بن المثنى ـ ولم ينفرد البخاري بذكر هذا القول وحكايته، فقد حكاه جمع من أهل العلم منهم شيخ الإسلام وابن القيم والبغوي وابن كثير وابن أبي العز وغيرهم، والظاهر أن من فسر الآية بالملك، لم يرد الملك المخلوق، وإنما أراد صفة الملك له سبحانه، وإلا لحصل التناقض، فإن قوله تعالى: كل شيء هالك ـ فيه تقرير زوال الملك المخلوق، لا بقاؤه، وأما ملك الله تعالى الذي هو صفته فلا يزول، قال السمرقندي في بحر العلوم: كل شيء هالك إلا وجهه ـ يعني كل عمل هالك لا ثواب له إلا ما يراد به وجه الله عز وجل، ويقال: كل شيء متغير إلا ملكه، فإن ملكه لا يتغير ولا يزول إلى غيره أبدا. اهـ. وينبغي أن يُعلم أن السلف قد يفسرون اللفظة بالمطابقة، وقد يفسرونها بالتضمن واللازم، فيظن الظان أن ذلك تأويلا وليس الأمر كذلك، ومثاله أن يقول أحدهم في تفسير قوله تعالى: فإنك بأعيينا ـ إنك بحفظ وكلاءة من الله، فهذا حق وهو لازم أو متضمَّن لإثبات العين، وليس فيه نفي الصفة أو تأويلها، ولا يجوز أن يقال عن مثل هذا المفسر إنه ذهب إلى التأويل المذموم بمجرد هذا، بل لا بد أن ينظر في مجموع كلامه، لمعرفة موقفه من الإثبات والتأويل، والبخاري ـ رحمه الله ـ لا ينفي صفة الوجه ولا يؤولها فقد بوب عليها في كتاب التوحيد من صحيحه فقال: باب قول الله تعالى: كل شيء هالك إلا وجهه ـ وأسند حديث جابر بن عبد الله قال: لما نزلت هذه الآية: قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ـ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك، فقال: أو من تحت أرجلكم ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعوذ بوجهك، قال: أو يلبسكم شيعا ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا أيسر. اهـ. فعلى فرض أنه فسر الآية بقوله: إلا ملكه، أو إلا هو، أو إلا ذاته، لم يكن هذا تأويلا لصفة الوجه، بل تفسير للآية باللازم، فإن بقاء وجه الله تعالى يستلزم بقاء ذاته وبقاء ملكه وجلاله، قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله: فأهل السنة يثبتون الصفة ويثبتون ما تضمنته ويثبتون اللوازم... لو قال قائل: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ لو قال قائل: يعني تبارك الذي تحت قدرته وتصرفه الملك، هذه قد يقولها رجل من أهل السنة ويقول معها: هذه الآية فيها إثبات صفة اليد لله تعالى والملك تحت قدرة الله تعالى وتصرفه، فيكون الكلام صحيحا، هذا تفسير بالتضمن تفسير باللازم، لأنه يلزم من كون الملك بيد الله جل وعلا أن يكون تحت تصرفه وتدبيره وقدرته. وأما الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ فهو يجل الإمام البخاري ويعترف بصحة منهجه في صفات الله تعالى، وقد اختصر صحيحه وحقق الأدب المفرد له، ولكنه يشكك في نسبة الكلمة للبخاري ويقول: ننزه الإمام البخاري عن أن يؤول هذه الآية وهو إمام في الحديث وفي الصفات، وهو سلفي العقيدة والحمد لله. اهـ. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2369550&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
سماحة الشيخ وفقك الله عند اتهام بعض الفرق الضالة بوجود طلاسم للسحر في كتبهم يردون علينا أنه يوجود في كتبنا الآتي: شمس المعارف الكبرى للبوني، كتاب الرحمة في الطب والحكمة تأليف جلال الدين السيوطي ص:117، الأجوبه المرضية للسخاوي الجزء الأول ص384 وقال إنه يكتب على خرقتين لم يصبهما ماء وتضعهما المطلقة تحت قدميها تضع بإذن الله عز وجل، فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني الجزء العاشر طبعة دار السلام ص 288، كتاب الطب كتاب السر المكتوم للفخر الرازي، فماهو ردكم على ما ذكر فيها؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد ذكرنا في الفتويين رقم: 111790، ورقم: 115492، أن علم الجداول والطلاسم من الباطل. وتقدم الكلام عن كتاب شمس المعارف في الفتوى رقم: 15070. كما تقدم في الفتوى رقم: 53210، الكلام حول كتاب الرحمة في الطب والحكمة وأنه لا تصح نسبته للسيوطي. وأما كتاب الأجوبة المرضية: فهو كتاب يحتوي على بعض الفتاوى الحديثية، وليس من الكتب المتخصصة في السحر ولم يذكر هذا الكلام متبنيا له، وإنما ذكره عرضا في الكلام على تاج الدين الحموي وعزا ذلك له، وهذا الأمر باطل عند أهل السنة، ومن المعروف عند أهل السنة أن العصمة للوحي كتابا وسنة، وأنه ليس أحد من الناس معصوماً، بل كل يؤخذ من قوله ويرد، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ثبت الدليل عليه من النص مقبول عند أهل السنة، وأما ما ذكره أحد العلماء فإنه محكوم عليه بالشرع ولا يقبل إذا عارض الشرع ولا ينسب لأهل السنة القول به إذا ما ثبت عندهم رده. وقد تكلم السيوطي في الأشباه والنظائر على أنواع العلوم فذكر أن منها واجبا ومحرما، وعد من المحرم الفلسفة والشعوذة والتنجيم والرمل والسحر والموسيقى، وقد قرر أهل السنة أنه لا يجوز للمسلم أن يجعل شيئاً سببا لجلب نفع أو دفع ضر إلا ما ثبت شرعاً أو حساً أنه كذلك، قال الشيخ صالح آل الشيخ: كل شيء يفعله الناس بما يعتقدونه سببا وليس هو بسبب شرعي ولا قدري فإنه لا يجوز اتخاذه. اهـ. وأما كتاب السر المكتوم للرازي: فإن أهل السنة لا يعتمدونه، بل قد انتقده علماء السنة كالذهبي وشيخ الإسلام وابن حجر، ومال ابن السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى إلى أنه مختلق على الرازي. وأما ما ذكرت عن فتح الباري فنرجو أن ترسل لنا الكلام الذي ذكر فيه ابن حجر ما يشكل عليك. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2369654&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
يقول أهل الضلال إن آخر عهد بالرسول كان مع علي وعندما نذكر لهم هذه الراوية: صحيح البخاري ـ كتاب الوصايا ـ هل كان النبي صلى الله عليه وسلم أوصى؟ فقال لا: 2590 حدثنا عمرو بن زرارة أخبرنا إسماعيل عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال ذكروا عند عائشة أن عليا رضي الله عنهما كان وصيا، فقالت متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري أو قالت حجري فدعا بالطست فلقد انخنث في حجري فما شعرت أنه قد مات، فمتى أوصى إليه؟ يردون علينا بالآتي: مسند أبي يعلى الأحاديث مذيلة بأحكام حسين سليم أسد عليها الجزء الثاني عشر الصفحة: 364ـ 6934ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا جرير عن مغيرة عن أم موسى عن أم سلمة قالت: والذي يحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة بعد غداة يقول: جاء علي؟ مرارا؟ قالت: وأظنه بعثه في حاجة، قال فجاء بعد فظننا أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب فكنت من أدناهم فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الحديث المذكور جاء بروايات متعددة وفيها ألفاظ تسقط استدلال أهل الضلال به على ما أرادوه من معارضة الحديث المبين لموت النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة وفي حجرها، ففي مسند أبي يعلى الموصلي:14ـ 216ـ حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى، عن أم سلمة، قالت: والذي يحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة بعد غداة يقول: جاء علي؟ مرارا، قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة، قال: فجاء بعد، فظننا أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم، فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك. وفي رواية: قالت: فجاء قبل طلوع الشمس. ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ضحى، والحديث رواه أحمد وابن أبي شيبة والحاكم وغيرهم. وقد صحح بعضهم هذا الحديث وحسنه آخرون، لكن الصواب فيه أن الحديث ضعيف، وقد بين ذلك الألباني فقد قال في سلسلة الأحاديث الضعيفة في معرض رده على من قبل الحديث: الحديث منكر, مداره على المغيرة عن أم موسى ... وفيه أم موسى لم يوثقها غير العجلي وهو توثيق غير معتبر؛ لما عرف عن العجلي من التساهل في التوثيق كابن حبان، فكيف يكون حال من لم يوثقه ابن حبان نفسه.. وقد أشار إلى ذلك الدارقطني بقوله: يخرج حديثها للاعتبار... وتفرد عنها مغيرة بن مقسم... وفي الحديث علة أخرى غير تفرد المغيرة عنها وهي عنعنة المغيرة في كل المصادر المذكورة آنفا وهو من المكثرين من التدليس، فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ...... اهـ راجع بقية كلامه ففيه فوائد حديثية قيمة. وعليه؛ فإن الحديث ضعيف ولا يحتج به, كيف وهو يعارض حديث عائشة في الصحيح وغيره, لكن على فرض التسليم بما فيه فليس فيه دلالة على ما أرادوا، لأن قول أم سلمة في الحديث: ثم قبض من يومه ذلك ـ صريح في أنه لم يكن هو آخر العهد به، ثم هناك من قال إن المراد به أنه آخر عهدا به من الرجال, لكن ورد في روايات أخرى أنه: كان من أقرب الناس به عهدا ـ ومن للتبعيض فتدل على أن هناك أيضا من كان من آخر الناس به عهدا غير علي ومنهم عبد الرحمن بن أبي بكر، فقد أخرج البخاري ـ 13ـ349: عن عائشة: دخل عبد الرحمن بن أبي بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مسندته إلى صدري، ومع عبد الرحمن سواك رطب يستن به، فأبده رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره فأخذت السواك فقصمته ونفضته وطيبته ثم دفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استنانا قط أحسن منه، فما عدا أن فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يده أو إصبعه ثم قال: في الرفيق الأعلى ثلاثا، ثم قضى، وكانت تقول: مات بين حاقنتي وذاقنتي. وفي الحديث عن عائشة ـ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: أين أنا غدا ـ يريد يوم عائشة ـ فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها، قالت عائشة: فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه في بيتي، فقبضه الله عز وجل وإن رأسه لبين نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي، دخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك يستن به، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أعطني هذا السواك يا عبد الرحمن، فأعطانيه، فقضمته، ثم مضغته، فأعطيته رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به وهو مستند إلى صدري. هذا لفظ حديث البخاري، وهو أكملها. وقد ذكر الحافظ في الفتح: 8ـ 139ـ في شرح حديث عائشة جملة من الأحاديث معارضة له ساقها حديثا حديثا من طرق وقال: وكل طريق منها لا يخلو من شيعي فلا يلتفت إليها. كما يمكن أن يقال إن أم سلمة أخبرت عما رأت وعرفت وهي إنما كانت زائرة وليست صاحبة البيت، ثم هي لم تكن معه في آخر ساعة، وأخبرت أن عليا دخل قبل طلوع الشمس ثم قالت: وقبض من يومه ذلك، وعائشة هي صاحبة البيت وهي التي مات النبي صلى الله عليه وسلم في صدرها وهي تخبر عن آخر لحظة له في الحياة ومن كان معه فيها، فهي أثبت في هذا الكلام وأدق، ومن علم حجة على من لم يعلم، ومن حضر حجة على من لم يحضر. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2369676&Option=Questio nId&lang=A |
سماحة الشيخ وفقك الله، السؤال: في فتاوى الخمر والمخدرات لابن تيميه يقول التالي: وإذا طبخ العصير حتى يذهب ثلثه أو نصفه وهو يسكر فهو حرام عند الأئمه الأربعة، بل هو خمر عند مالك والشافعي وأحمد، وأما إذا ذهب ثلثاه وبقي ثلثه، فهذا لا يسكر في العادة إلا إذا انضم إليه ما يقويه أو لسبب آخر، فمتى أسكر فهو حرام بإجماع المسلمين، وهو الطلاء الذي أباحه عمر بن الخطاب للمسلمين، فالآن ما هو الطلاء لو عرفناه الذي أباحه عمر بن الخطاب للمسلمين؟ أرجو توضيح كلام ابن تيمية الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فالطلاء المقصود هنا هو الذي قال عنه ابن منظور في لسان العرب، هو: ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه، وتسميه العجم الميبختج، وبعض العرب يسمي الخمر الطلاء، يريد بذلك تحسين اسمها إلا أنها الطلاء بعينها... اهـ. وأما كلام ابن تيمية في هذا الموضوع فواضح، وننقله لك بنصه من الفتاوى الكبرى، فبعد ما ذكر حديث: وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ، وحديث: مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ، وهما حديثان صحيحان ـ كما هو معلوم ـ قال رحمه الله: فذَهَبَ أَهْلُ الْحِجَازِ وَالْيَمَنِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ، وَالْبَصْرَةِ، وَفُقَهَاءُ الْحَدِيثِ: كَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَغَيْرِهِمْ: أَنَّ كُلَّ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ، وَهُوَ خَمْرٌ عِنْدَهُمْ مِنْ أَيِّ مَادَّةٍ كَانَتْ: مِنْ الْحُبُوبِ وَالثِّمَارِ، وَغَيْرِهَا، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ الْعِنَبِ، أَوْ التَّمْرِ أَوْ الْحِنْطَةِ، أَوْ الشَّعِيرِ، أَوْ لَبَنِ الْخَيْلِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، وَسَوَاءٌ كَانَ نِيًّا أَوْ مَطْبُوخًا، وَسَوَاءٌ ذَهَبَ ثُلُثَاهُ، أَوْ ثُلُثُهُ، أَوْ نِصْفُهُ، أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ، فَمَتَى كَانَ كَثِيرُهُ مُسْكِرًا حَرُمَ قَلِيلُهُ بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَهُمْ، وَمَعَ هَذَا فَهُمْ يَقُولُونَ بِمَا ثَبَتَ عَنْ عُمَرَ، فَإِنَّ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ وَأَرَادَ أَنْ يَطْبُخَ لِلْمُسْلِمِينَ شَرَابًا لَا يُسْكِرُ كَثِيرُهُ طَبَخَ الْعَصِيرَ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثَاهُ وَبَقِيَ ثُلُثُهُ، وَصَارَ مِثْلَ الرُّبِّ، فَأَدْخَلَ فِيهِ أُصْبُعَهُ فَوَجَدَهُ غَلِيظًا، فَقَالَ: كَأَنَّهُ الطَّلَا، يَعْنِي الطَّلَا الَّذِي يُطْلَى بِهِ الْإِبِلُ، فَسَمَّوْا ذَلِكَ الطَّلَا، فَهَذَا الَّذِي أَبَاحَهُ عُمَرُ لَمْ يَكُنْ يُسْكِرُ، وَذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرٍ صَاحِبُ الْخَلَّالِ: أَنَّهُ مُبَاحٌ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذَا بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَا يُسْكِرُ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَذْكُورِينَ: إنَّهُ يُبَاحُ مَعَ كَوْنِهِ مُسْكِرًا. ومعنى هذا الكلام: أن كل مسكر حرام، وأن ما أسكر كثيره فقليله حرام، وأن ما لا يسكر كثيره لا حرج فيه، وقد مثل لما يجوز تناوله بما فعله عمر ـ رضي الله عنه ـ عندما قدم الشام فصنع للمسلمين شرابا لا يسكر كثيره، وقد شبهه عمر بالطلاء الذي تطلى به الإبل لكثافته، فهذا الذي صنعه عمر وأباحه لا يسكر كثيره وأحرى قليله، وإن سمى بعضهم الخمر باسم الطلاء، فإن هذا من تسمية الأشياء بغير اسمها، ولكن العبرة بالمسميات والمضامين لا بالأسماء والعناوين، وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين التالية أرقامهما: 161877، 128537. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2369558&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
أرجو توضيح هذا الحديث، مسند أحمد بن حنبل ـ 6ـ62ـ الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها 24378، حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبدة بن سليمان، قال ثنا محمد بن إسحاق عن فاطمة بنت محمد عن عمرة عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت صوت المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء ـ قال محمد والمساحي المرور، وتعليق شعيب الأرنؤوط: حديث محتمل للتحسين الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الحديث المذكور تناقلته كتب السير وغيرها، فقد رواه البيهقي في السنن، وابن أبي شيبة في مصنفه، وعبد الرزاق وغيرهم، ولعل معناه أن أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ لم تكن في غرفتها لتشاهد الدفن وذلك لوجود الرجال من أهل بيته صلى الله عليه وسلم وغيرهم في البيت لتجهيز دفنه.. ويمكن أن تكون مع النساء في أحد البيوت المجاورة، فلم يعلمن بدفنه صلى الله عليه وسلم، أو كن يستبعدن أنه سيدفن حتى سمعن أدوات الدفن من المَساحِي جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد، والكرازين الفؤوس تعمل في دفنه صلى الله عليه وسلم، قال الشوكاني في نيل الأوطار: قوله: المرور جمع مَرّ بفتح الميم بعدها راء مهملة وهو المسحاة على ما في القاموس، وقيل: صوت المسحاة على الأرض. وقد وقع مثل هذا لأم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أيضا، فقد جاء في الموطأ: أنها كانت تقول: ما صدقت بموت النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعت وقع الكرازين. وكما وقع لفاطمة ـ رضي الله عنها ـ فقد جاء في صحيح البخاري: قالت فاطمة ـ عليها السلام ـ يا أنس؛ أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب. وقول الشيخ الأرنؤوط: حديث محتمل للتحسين ـ يعني أنه متردد بين الحُسن والضعف، فهو لا يجزم بحسنه. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2369680&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
يقول أهل الضلال إن الرسول عليه الصلاة والسلام طلب عليا ولم يطلب غيره ويعتمدون على هذه الراوية: في مسند أحمد بن حنبل بتعليق شعيب الأرنؤوط الجزء الأول الصفحة: 356ـ 3355ـ حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أرقم بن شرحبيل عن بن عباس قال: لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه كان في بيت عائشة فقال ادعوا لي عليا قالت عائشة ندعو لك أبا بكر، قال ادعوه، قالت حفصة يا رسول الله ندعو لك عمر، قال ادعوه، قالت أم الفضل يا رسول الله ندعو لك العباس، قال ادعوه، فلما اجتمعوا رفع رأسه فلم ير عليا فسكت، فقال عمر قوموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر يصلي بالناس، فقالت عائشة إن أبا بكر رجل حصر ومتى ما لا يراك الناس يبكون فلو أمرت عمر يصلي بالناس فخرج أبو بكر فصلى بالناس ووجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما رآه الناس سبحوا أبا بكر فذهب يتأخر فأومأ إليه أي مكانك فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس قال وقام أبو بكر عن يمينه وكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر، قال ابن عباس وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من القراءة من حيث بلغ أبو بكر ومات في مرضه ذاك عليه السلام، وقال وكيع مرة فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون بأبي بكر ـ تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح ـ أرجو التعليق من سماحتكم جزاكم الله خيرا. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فليس لأهل الضلال متمسك في هذه الرواية بشيء وهذا من خلال النظر في عدة أمور: 1ـ لا يدل مجرد دعائه لعلي أنه لا يريد غيره ولو كان الأمر كذلك لما قبل أن يدعوا له أبا بكر وعمر والعباس. 2ـ أن مجرد عرض عائشة وحفصة وأم الفضل ليدعوا له أبا بكر ومن معه ليس فيه انتقاص لعلي ولا إعراض عنه، كيف وقد عرضت عائشة لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يصلي بالناس قالت: لو أمرت عمر. 3ـ في الحديث أمر أبي بكر أن يصلي بالناس، وهذه منزلة أعظم من مجرد طلب علي رضي الله عنه. 4ـ في الرواية الأخرى وراء هذه الرواية مباشرة ما يبين أن هذه الدعوة لم تكن للوصية، ففي مسند أحمد: 7ـ217ـ حدثنا حجاج أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأرقم بن شرحبيل قال: سافرت مع ابن عباس من المدينة إلى الشام فسألته أوصى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معناه، وقال: ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة حتى ثقل جدا فخرج يهادى بين رجلين وإن رجليه لتخطان في الأرض، فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوص. 5ـ لو كان يريد عليا لأمر هام لطلب إيجاده مرة ثانية وثالثة حتى يحضر كما أمرهم بإحضاره يوم فتح خيبر مع أنه كان يشتكي عينيه. وعليه، فليس في هذه الرواية أي متمسك لأهل الضلال، ولا فيه منقبة زائدة لعلي ـ رضى الله عنه ـ على غيره من الخلفاء الراشدين. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2369682&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
ما ردكم على نقد السبكي للذهبي في طبقات الشافعية الكبرى الجزء الثاني ص22 فقد قال: "قاعدة في المؤرخين:وأما تاريخ شيخنا الذهبي فإنه على حسنه وجمعه مشحون بالتعصب بالتفريط - لا وَاخَذَه اللهُ - فلقد أكثر الوقيعة في أهل الدين - أعني الفقراء الذين هم صفوه الخلق - واستطال بلسانه على كثير من أئمة الشافعيين والحنفيين, ومال فأفرط على الأشاعرة, ومدح فزاد في المجسمة, هذا وهو والحافظ الدره والإمام المبجل فما ظنك بعوام المؤرخين". الإجابــة الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد: فلا شك أن الذهبي إمام عصره وفريد دهره في مجاله وعلمه, والتاج السبكي نفسه مقرٌّ له بذلك, وهو القائل " أما أستاذنا أبو عبد الله، فبصر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظًا، وذهب العصر معنىً ولفظًا، وشيخ الجرح والتعديل، ورجل الرجال في كل سبيل، كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد، فنظرها، ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها, وهو الذي خرجنا في هذه الصناعة، وأدخلنا في عداد الجماعة " وغاية ما يقال: إن هذا الكلام من التاج السبكي زلة قلم, حملها عليه حبه لأهل مذهبه وطائفته, فظن أن الذهبي نقصهم حقهم إذ لم يطول تراجمهم, والأصل في مثل هذا الكلام أن يقال: أولاً: إن كلام الأقران في بعضهم يطوى ولا يروى, إلا ما كان مبنيًا على نقد علمي مؤصل ومقبول. ثانيًا: إن العلماء بشر, والخطأ عليهم واقع, لكن لا ينبغي أن يكون اتهامهم بالخطأ فيما ليس فيهم, أو فيما هم فيه مصيبون. فقد ذكر السخاوي في كتابه " الإعلان بالتوبيخ " منتقدي التاريخ وذكر مراتبهم الستة، وذكر المرتبة الخامسة فقال :" ومنهم من نسب بعضهم إلى التقصير والتعصب ؛ حيث لم يستوعب القول فيمن هو منحرف عنهم، بل يحذف كثيرًا مما يراه من ثناء الناس عليهم, ويستوفي الكلام فيمن عداهم غير مقتصر عليهم" , ثم قال في نقد هذه المرتبة بعد عدة صفحات :" فالذي نسب الذهبي لذلك هو تلميذه التاج السبكي، وهو على تقدير تسليمه إنما هو في أفراد مما وقع التاج في أقبح منه. قلنا: حاشا المؤرِّخ، النَّقَّاد، الإمام الذهبي - رَحِمَهُ اللَّهُ - أن يكون هذه منهجه في تواريخه: الكبيرة، والصغيرة. والسّبكي من تلاميذه، وينقل من كتابه: "سير أعلام النبلاء"، في "طبقاته"، وهو أعلم بمنهجه، فيكف يقول مثل هذا؟! إنَّ سير أعلام النبلاء موسوعة فريدة في باب التراجم، لا يكاد يترك شيئًا من حياة المترجم – ولا سيّما الكبار – إلا وذكره, ونراه يتكلم على تراجم الرجال ، وما غمز أحدًا، ولا أزرى بأحدٍ ممن خالفهم، ولو في العقيدة – وحاشاه - بل يتكلم على بدعة المبتدع بما يليق بحاله، دون إفراطٍ ولا تفريطٍ. قال الشوكاني في: "البدر الطالع" (ص 627) عن مصنفات الذهبي: «جميع مصنفاته مقبولة، مرغوب فيها, رحل الناس لأجلها، وأخذوها عنه، وتداولوها، وقرؤوها، وكتبوها في حياته، وطارت في جميع بقاع الأرض, وله فيها تعبيرات رائقة، وألفاظ رشيقة غالبًا, لم يسلك مسلكه فيها أهل عصره، ولا من قبلهم، ولا من بعدهم, وبالجملة: فالناس في التاريخ من أهل عصره فمن بعدهم عيال عليه, ولم يجمع أحد في هذا الفن كجمعه، ولا حرره كتحريره». ويقول (ص 627): «وقد أكثر التشنيع عليه تلميذه السّبكي، وذكر في مواضع من "طبقاته للشافعية", ولم يأت بطائل, بل غاية ما قاله: إنَّه كان إذا ترجم الظاهرية والحنابلة أطال في تقريظهم، وإذا ترجم غيرهم من شافعي، أو حنفي لم يستوف ما يستحقه, وعندي أنَّ هذا كما قال الأول: "وتلك شكاية ظاهر عنك عارها", فإنَّ الرجل قد ملئ حبًّا للحديث، وغلب عليه فصار الناس عنده هم أهله، وأكثر محققيهم وأكابرهم هم من كان يطيل الثناء عليه، إلا من غلب عليه التقليد، وقطع عمره في اشتغال بما لا يفيد" انتهى حكم القاضي الشوكاني، بين الأستاذ وتلميذه, وكما رأينا، فكلامه نموذج من الإنصاف العلمي. وقد دافع الدكتور بشّار عوّاد في : "الذهبي ومنهجه في تاريخ الإسلام" عن الذهبي بكلام علمي رصين, وعلق على قول السبكي السابق: "كان شديدَ المَيْلِ إلى آراء الحَنابِلة، كثيرَ الإِزراءِ بأهل السُّنّة" في (ص 464): «ولم يكن الذهبي متعصبًا للحنابلة، بالمعنى الذي صوّره السبكي, فالرجل كان محَدِّثًا، يُحب أهل الحديث ويحترمهم», وقال (ص 462): «ولو قال السبكي: إنَّه كان يتعصب على الأشاعرة وحسب، لوجد بعض الآذان الصاغية، ولبحث له المؤيدون عن بضعة نصوص قد تؤيد رأيه, علمًا أنَّي بحثت في: "تاريخ الإسلام" ولم أستطع أنْ أحصل على مثلٍ يَصْلُح أنْ يُسَمَّى انتقادًا لأشعري, نعم، قد نجد بعض تقصير في تراجم قسم من الأشاعرة، قد جاء من عدم قيام الذهبي بنقل آراء المخالفين بتوسع، حبًّا منه للعافية». وللفائدة فهناك كتاب حسن في بابه وهو " قواعد في التعامل مع العلماء " لعبد الرحمن اللويحق فيحسن قراءته. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=188733 يتبع |
السلام عليكم ماهو قول المذاهب الاربعة في لمس المرأة الاجنبية وماهو القول الراجح ولماذا اختلفوا؟ أخي الكريم / أختي الكريمة نحيلك على (سؤال/أسئلة) سابقة يتضمن الجواب عليها ما استفسرت عنه في سؤالك عنوان الفتوى رقم الفتوى تحريم مصافحة المرأة الأجنبية 1025 لمس المرأة لا ينقض الوضوء 2248 حكم صلاة من لمس امرأة 16271 حكم مصافحة المرأة الأجنبية 30340 مذاهب العلماء في وضوء من لمس امرأة بدون شهوة 41160 لا ينتقض الوضوء بمجرد لمس المرأة في المذهب الحنفي 98448 http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2374988&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
السلام عليكم هل اجاز الشافعي نكاح البنت من الزنا ؟ وماهو قول المذهاب الاخرى والقول الراجح؟ أخي الكريم / أختي الكريمة نحيلك على (سؤال/أسئلة) سابقة يتضمن الجواب عليها ما استفسرت عنه في سؤالك عنوان الفتوى رقم الفتوى حكم الزواج من بنت الزنا 13905 معارضة الأهل ورغبة الابن في نكاح بنت الزنا... قدم أفضل الأمرين 15130 حكم زواج الرجل بمن زنى بها أبوه 31376 حكم الزواج من ابنة الزنا 46306 http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2374992&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
ما هي الزوجة الأولى التي تزوجها الرسول صلى الله عليه و سلم؟ وهل تزوجت إحدى زوجاته بعد وفاته؟. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فأول زوجة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي: خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ وراجع الفتوى رقم: 26774. أما زوجاته اللواتي توفي وهن في عصمته فلم تتزوج بعده أي واحدة منهن، لأن ذلك محرم بإجماع أهل العلم وهو من خصائصه صلى الله عليه وسلم، قال ابن كثير فى تفسيره: ولهذا اجتمع العلماء قاطبة على أن من توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أزواجه أنه يحرم على غيره تزوجها من بعده، لأنهن أزواجه في الدنيا والأخرة وأمهات المؤمنين كما تقدم. انتهى. وقال القرطبي فى تفسيره: فحرم الله نكاح أزواجه من بعده وجعل لهن حكم الأمهات، وهذا من خصائصه تمييزًا لشرفه وتنبيهًا على مرتبته صلى الله عليه وسلم. قال الشافعي ـرحمه الله: وأزواجه صلى الله عليه وسلم اللاتي مات عنهن لا يحل لأحد نكاحهن، ومن استحل ذلك كان كافرًا، لقوله تعالى: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا. وقد قيل: إنما منع من التزوج بزوجاته لأنهن أزواجه في الجنة، وأن المرأة في الجنة لآخر أزواجها. انتهى. أما من فارقها من أزواجه فى حياته فقد اختلف في جواز نكاحها لغيره، وقد قيل إن كلا من زوجتيه: الكندية والكلبية قد تزوجتا بعد أن طلقهما وضعف ذلك بعض أهل العلم. قال القرطبي في تفسيره أيضا: فأما زوجاته عليه السلام اللاتي فارقهن في حياته مثل الكلبية وغيرها، فهل كان يحل لغيره نكاحهن؟ فيه خلاف، والصحيح جواز ذلك، لما روي أن الكلبية التي فارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها عكرمة بن أبي جهل على ما تقدم. وقيل: إن الذي تزوجها الأشعث بن قيس الكندي، قال القاضي أبو الطيب: الذي تزوجها مهاجر بن أبي أمية، ولم ينكر ذلك أحد فدل على أنه إجماع. انتهى. وقال ابن عاشور فى التحرير والتنوير: واعلم أنه لم يتبين، هل التحريم الذي في الآية يختص بالنساء اللاتي بنى بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أو هو يعم كل امرأة عقد عليها مثل الكندية التي استعاذت منه، فقال لها: الحقي بأهلك، فتزوجها الأشعث بن قيس في زمن عمر بن الخطاب، ومثل قتيلة بنت قيس الكلبية التي زوجها أخوها الأشعث بن قيس من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حملها معه إلى حضرموت فتوفي رسول الله قبل قفولهما، فتزوجها عكرمة بن أبي جهل، وأن أبا بكر هم بعقابه، فقال له عمر: إن رسول الله لم يدخل بها والمرويات في هذا الباب ضعيفة. انتهى. والله أعلم. http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Id=2375026&Option=Questio nId&lang=A يتبع |
إذا أمكن يا فضيلة الشيخ أن تسرد الأيات التي وافقت عند نزولها كلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الأحاديث التي خصها به سيد الخلق محمد صلى عليه وآله وصحبه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه قد ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء، والهيثمي في مجمع الزوائد كثيراً من الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة في فضل عمر رضي الله عنه، وقد فصل السيوطي في بيان موافقات الوحي لكلام عمر فقال: فصل في موافقات عمر رضي الله عنه: قد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين، أخرج ابن مردويه عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن، وأخرج ابن عساكر عن علي قال: إن في القرآن لرأيا من رأي عمر. وأخرج عن ابن عمر مرفوعاً ما قال الناس في شيء وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر. وأخرج الشيخان عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت: وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى. وقلت: يا رسول الله يدخل على نسائك البر والفاجر فلو أمرتهن يحتجبن فنزلت آية الحجاب، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة فقلت عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك. وأخرج مسلم عن عمر قال: وافقت ربي في ثلاث في الحجاب وفي أساري بدر وفي مقام إبراهيم ففي هذا الحديث خصلة رابعة، وفي التهذيب للنووي: نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر وفي الحجاب وفي مقام إبراهيم وفي تحريم الخمر فزاد خصلة خامسة، وحديثها في السنن ومستدرك الحاكم أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فأنزل الله تحريمها. وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره عن أنس قال: قال عمر: وافقت ربي في أربع نزلت هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ. الآية فلما نزلت قلت: أنا فتبارك الله حسن الخالقين فنزلت: فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. فزاد في هذا الحديث خصلة سادسة وللحديث طريق آخر عن ابن عباس أوردته في التفسير المسند. ثم رأيت في كتاب فضائل الإمامين لأبي عبد الله الشيباني قال: وافق عمر ربه في أحد وعشرين موضعاً فذكر هذه الستة وزاد سابعاً قصة عبد الله ابن أبي، قلت: حديثها في الصحيح عنه قال: لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام إليه فقمت حتى وقفت في صدره فقلت: يا رسول الله أو على عدو الله ابن أبي القائل يوم كذا كذا، فوالله ما كان إلا يسيراً حتى نزلت: وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا. الآية، وثامناً: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ. الآية، وتاسعاً: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ. الآية، قلت: هما مع آية المائدة خصلة واحدة والثلاثة في الحديث السابق. وعاشراً لما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاستغفار لقوم: قال عمر: سواء عليهم فأنزل الله: سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ. قلت: أخرجه الطبراني عن ابن عباس، الحادي عشر لما استشار صلى الله عليه وسلم الصحابة في الخروج إلى بدر أشار عمر بالخروج فنزلت: كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ. الآية، الثاني عشر لما استشار الصحابة في قصة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول الله قال: الله، قال: أفتظن أن ربك دلس عليك فيها سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك. الثالث عشر قصته في الصيام لما جامع زوجته بعد الانتباه وكان ذلك محرما في أول الإسلام فنزل: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ. الآية، قلت: أخرجه أحمد في مسنده. الرابع عشر قوله تعالى: قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ. الآية، قلت: أخرجه ابن جرير وغيره من طرق عديدة وأقر بها للموافقة ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديا لقي عمر فقال: إن جبريل الذي يذكره صاحبكم عدو لنا، فقال له عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين فنزلت على لسان عمر. الخامس عشر قوله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ. الآية، قلت أخرج قصتها ابن أبي حاتم وابن مروديه عن أبي الأسود قال اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه ردنا إلى عمر بن الخطاب فأتيا إليه فقال الرجل قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال ردنا إلى عمر فقال أكذاك قال: نعم، فقال عمر: مكانكما حتى أخرج إليكم فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله وأدبر الآخر فقال يا رسول الله قتل عمر والله صاحبي، فقال: ما كنت أظن أن يجترئ عمر على قتل مؤمن، فأنزل الله: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ. الآية، فأهدر دم الرجل وبرئ عمر من قتله وله شاهد موصول أوردته في التفسير المسند. السادس عشر الاستئذان في الدخول وذلك أنه دخل عليه غلامه وكان نائماً فقال: اللهم حرم الدخول فنزلت آية الاستئذان. السابع عشر قوله في اليهود إنهم قوم بهت. الثامن عشر قوله تعالى ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، قلت أخرج قصتها ابن عساكر في تاريخه عن جابر بن عبد الله وهي في أسباب النزول. التاسع عشر رفع تلاوة الشيخ والشيخة إذا زنيا الآية. العشرون قوله يوم أحد لما قال أبو سفيان أفي القوم فلان ،لا نجيبنه، فوافقه رسول اله صلى الله عليه وسلم، قلت: أخرج قصته أحمد في مسنده. وفي مجمع الزوائد للهيثمي في باب مناقب عمر كثير من الأحاديث وأقوال الصحابة نذكر أثبتها مع كلام الهيثمي على سنده فمن ذلك ما روى عن أبي وائل قال: قال عبد الله لو أن علم عمر وضع في كفة الميزان ووضع علم أهل الأرض في كفة لرجح علمه بعلمهم، قال وكيع: قال الأعمش فأنكرت ذلك فأتيت إبراهيم فذكرته له، فقال: وما أنكرت من ذلك فوالله لقد قال عبد الله أفضل من ذلك قال إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر رواه الطبراني بأسانيد ورجال هذا رجال الصحيح غير أسد بن موسى وهو ثقة. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت حتى تملأت حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب فأولوها قالوا: يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأك منه ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب فقال: أصبتم، قلت: هو في الصحيح بغير سياقه رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب صدر عمر بيده حين أسلم ثلاث مرات وهو يقول اللهم أخرج ما في صدر عمر من غل وأبدله إيماناً يقول ذلك ثلاث مرات. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار رجال الصحيح غير الجهم ابن أبي الجهم وهو ثقة. وعن علي قال: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ما كنا نبعد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن السكينة تنطق على لسان عمر. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. وعن ابن مسعود قال: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر. رواه الطبراني وإسناده حسن، وعن طارق بن شهاب قال: كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر. رواه الطبراني ورجاله ثقات. والله أعلم. ملاحظة: لم يكن هذا سؤالي بالظبط ولكن الموقع ارسل لي هذا الرابط وفيه اجابة على سؤال مشابه لسؤالي يتبع |
بارك الله فيك أخي الفاضل وفي جهودك الطيبة . قد يكون لي ملاحظات يسيرة آثرت أن لا أتحدث عنها وذلك لأن الإستشكال مني قد لا يكون منضبط وعلمي بالشكل المطلوب . وأشكرك جزيل الشكر على ما قدمت . |
الساعة الآن 04:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir