شبكــة أنصــار آل محمــد - فائدة في سبب تولية أبي بكر لخالد وعزل عمر له

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...asmala.svg.png

م: التعليق على السياسة الشرعية لشيخ الإسلام بن تيمية _ للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمهما الله ص:54

هذه فائدة لم تمر علينا إلا في هذا الكتاب ، وهي أن تولية أبي بكر لخالد _ رضـي الله عنهما _ وإبقاءه على الولاية ؛ لأنه شديد وأبو بكر رضي الله عنه يميل إلى اللين . وعزل عمر رضي الله عنه له ؛ لأنه شديد وعمر شديد ؛ فكأن لسان حاله يقول : إذا اجتمعت شدتي وشدة خالد رضي الله عنه ، صار في ذلك مشقة على المسلمين ؛ فعزله وأتى بأبي عبيدة رضي الله عنه وهو لين ؛ ثم إن عمر رضي الله عنه أتى به لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ) ؛ فوصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالأمانة ، ووصف خالداً بأنه سيف ؛ لأن خالداً رضي الله عنه تميز بالقوة ، وأبا عبيدة رضي الله عنه يتميز بأنه أمين هذه الأمة ومعه شيء من اللين .

ومثل هذه الأمور تعتبر من إطلاع الله سبحانه وتعالى من شاء على الحكمة التي قد تفوت على كثيراً من الناس ، فبعض الناس يرى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عزل خالداً على وجه التنكيل والعقوبة ؛ لكن شيخ الإسلام _ رحمه الله _ فتح لنا باباً جديداً ، وهو أن عمر رضي الله عنه عزل خالداً رضي الله عنه لئلا تجتمع في الولاية شدتان ؛ شدة الوالي الخليفه وشدة نوابه . فرضي الله عنهم أجمعين .

فهذه سياسة حكيمة ، وهي من سنة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم .
فمثلاً : مدير المدرسة إذا كان شديداً ، ينبغي أن يختار له وكيلاً ليناً ، وهلم جراً .