أَورى بِأُفقِكَ بارِقٌ يَتَأَلَّقُ
أَورى بِأُفقِكَ بارِقٌ يَتَأَلَّقُ / وَسَقى دِيارَكَ وابِلٌ يَتَدَفَّقُ
وَتَحَمَّلا عَنّي إِلَيكَ تَحِيَّةً / تَندى عَلى نَفسِ القَبولِ وَتَعبَقُ
وَوُقيتُ فيكَ مِنَ اللَيالي إِنَّها / غِربانُ بَينٍ بِالتَفَرُّقِ تَنعَقُ
فَلَقَد نَأى مابَينَنا فَمُغَرِّبٌ / مُستَوطِنٌ ظَهرَ النَوى وَمُشَرِّقُ
وَلَئِن سَلَوتَ وَما إِخالُكَ ناسِياً / كَرَمَ الإِخاءِ فَإِنَّني أَتَشَوَّقُ
وَيَهيجُني نَفَسُ النَسيمِ إِذا سَرى / وَيَشوقُني فيكَ الحَمامُ الأَورَقُ
فَإِذا تَطَلَّعَ مِن سَمائِكَ بارِقٌ / أَو طافَ زَورٌ مِن خَيالِكَ يَطرُقُ
خَفَقَت لِذِكرِكَ أَضلُعي فَكَأَنَّ لي / في كُلِّ جانِحَةٍ جَناحاً يَخفِقُ
وَتَمَلَّكَتني لَوعَةٌ مَشبوبَةٌ شَوقاً / إِلَيكَ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
وَلَئِن شَحَطتَ فَإِنَّ عَهدَكَ زَهرَةٌ / تَندى وَذِكرَكَ نَفحَةٌ تُتَنَشَّقُ
ابن خفاجه
|