شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   البيــت العـــام (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   متاع الغرور (https://ansaaar.com/showthread.php?t=35959)

أبـو عـبـد الـرحـمـن 28-02-16 01:56 PM

متاع الغرور
 
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر‏.‏

ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه ‏"‏ وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه ‏"‏‏.‏



تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن‏.‏



أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك‏.‏



تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم‏.‏



لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك‏.‏



كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر‏!‏ فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر‏!‏ كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل‏!‏‏.‏



وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل‏!‏‏.‏



فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري‏.‏



وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول الحمى من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة‏.‏



ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه‏.‏



ورب نظرة لم تناظر‏!‏‏.‏



وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين‏.‏



فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة‏.‏



فإن الهوى مكايد‏.‏



وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه‏!‏ واذكر حمزة مع وحشي‏.‏



واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النفس وبدء الهوى طموح العين فصل حالة القلب مع العبادة أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة‏.‏



وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب‏.‏



ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة‏.‏



وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة‏.‏



فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء‏.‏



فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق‏.‏



ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد‏.‏



إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى‏.‏



فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك السماء‏.‏



نسأل الله معز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم‏.‏



إبن الجوزي رحمه الله / صيد الخاطر

عزتي بديني 28-02-16 11:18 PM



نفع الله بكم وأثابكم خير ثواب

عقيدتي نجاتي 28-03-16 02:56 AM

بارك الله فيكم ونفع بكم

ALSHAMIKH 19-02-18 06:24 AM

قال صلى الله عليه وسلـم
"
من صنع إليه معروفا فقال: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء"
سنن الترمذي حكم الحديث: صحيح

فجزاكم الله خيراً ونفع الله بكم وبما قدمتم وجعله في موازين حسناتكم


الساعة الآن 08:04 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant