![]() |
طلحةُ بنُ عُبيد الله رضي الله عنه ...
هو طلحةُ بنُ عُبيد الله بنِ عثمان بنِ عمرو بنِ كعب بنِ سعد بنِ تَيْم بنِ مُرة بنِ كعب بنِ لؤي، القرشى أبو محمد التيْمى.
أحدُ العشرة المشهود لهم بالجنة . وأحدُ الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام. وأحدُ الستة أصحاب الشورى الذين نَص عليهم عُمَرُ رضي الله عنه، وقال : تُوفي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنهم راض. وأحدُ الخمسة الذين أسلموا مِن سادات الصحابة على يدي أبي بكر رضي الله عنه ، وهم : عثمانُ ، وعبدُ الرحمن بن عوف ، والزبيرُ بن العوام ، وسعدُ بن أبي وقاص . وكان يُقال له ولأبي بكر رضي الله عنهما : القرينانِ ؛ لأن نوفلَ بن خُويلد بنِ العَدَوية أخذهما ، فقرنهما في حبل واحدٍ حين بلغه إسلامُهُما ، ولم يمنَعْهُما بنو تَيْم . وكان يُقال له: طلحةَ الخير ، وطلحةَ الجُود ، وطلحةَ الفَيَّاض . شَهِدَ المشاهد كُلها مَعَ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بدراً ، فإنه كان بالشام ، فضَرَبَ له رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بسهمه وأجره . وأبلَى يومَ أحدٍ بلاءً حسناً ، وأصيبت يدُه يومئذٍ ، ورقاها رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكان جماعة من الصحابة يقولون عن يوم أحد : ذاك يوم كله لِطلحة ، ولما طأطأ لِرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِينهضَ على تلك الصخرةِ يومَ أحدٍ قال :" أوجب طلحةُ " . قُتِل رضي الله عنه يومَ وَقْعة الجَمَل في العاشر من جُمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقد استَكْمَل من العمر يومئذٍ أربعاً وستين سنة . ينظر : "الاستيعاب" لابن عبد البر (2/764)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (1/25)، و"الوافي بالوفيات" للصفدي (16/271). ثانيا: أما قصة دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحد ، فرواها جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ، قَالَ : " لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَوَلَّى النَّاسُ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحِيَةٍ فِي اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَفِيهِمْ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، فَأَدْرَكَهُمُ الْمُشْرِكُونَ ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ؟ . فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَمَا أَنْتَ . فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا الْمُشْرِكُونَ ، فَقَالَ : مَنْ لِلْقَوْمِ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، قَالَ : كَمَا أَنْتَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ : أَنَا ، فَقَالَ : أَنْتَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَقُولُ ذَلِكَ ، وَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَيُقَاتِلُ قِتَالَ مَنْ قَبْلَهُ حَتَّى يُقْتَلَ ، حَتَّى بَقِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لِلْقَوْمِ؟ فَقَالَ طَلْحَةُ : أَنَا ، فَقَاتَلَ طَلْحَةُ قِتَالَ الْأَحَدَ عَشَرَ ، حَتَّى ضُرِبَتْ يَدُهُ ، فَقُطِعَتْ أَصَابِعُهُ ، فَقَالَ : حَسِّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ قُلْتَ بِسْمِ اللَّهِ لَرَفَعَتْكَ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ثُمَّ رَدَّ اللَّهُ الْمُشْرِكِينَ " . أخرجه النسائي (3149)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8/ 304)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/96)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/236)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/73) . قال الطبراني : " لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، إِلَّا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ، تَفَرَّدَ بِهِ : يَحْيَى " انتهى. وقال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (6/ 701): " هذا إسناد على شرط مسلم ، إلا أن فيه عنعنة أبي الزبير، وقد سكت عنه الحافظ ابن كثير في " البداية " (4 / 26) ... ثم قال : " وبالجملة ، فحديث الترجمة حسن في أقل أحواله " انتهى . وقال في "صحيح النسائي" (3149): " حسن من قوله : فقطعت أصابعه...، وما قبله يحتمل التحسين ، وهو على شرط مسلم " انتهى . وقال شعيب الأرناؤوط في "تخريج سير أعلام النبلاء" (1/27): " رجاله ثقات ، إلا أن أبا الزبير مدلس وقد عنعن " انتهى. وعليه : فالحديث لا بأس به ، ولم يمت فيها طلحة رضي الله عنه ، وإنما مات في وقعة الجمل - كما سبق ذكره - . |
فارس الإسلام، طلحة بن عبيدالله بن عثمان القرشي التيمي، ويُكنى أبا محمد، ويعرف بطلحة الخير، وطلحة الفياض؛ لكَرَمِه وجُوده،
وصفه ابنه موسى فقال: كان أبي أبيضَ يضرب إلى الحمرة، مربوعًا إلى القصر هو أقرب، رحب الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم القدمَيْن، وقد لقي في بداية إسلامه أذًى شديدًا، فقد أخذه نوفل بن خويلد هو وأبا بكر الصديق فشدَّهما في حبل واحد، ولم يمنعهما بنو تيم، وكان يعذبهما تعذيبًا شديدًا، فلم يجيباه إلى ما أراد من الرجوع عن الإسلام إلى الكفر. وكانتْ لهذا الصحابي مواقفُ بطوليةٌ رائعة، تدلُّ على شجاعته ونصرته لهذا الدين، فمن أعظم تلك المواقف ما بذَلَه يوم أُحد من دفاعٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد تكاثر المشركون على النبي صلى الله عليه وسلم فكان يحميه بجسده عن النبال والسيوف أن تصيبه، حتى إنه جرح يوم أُحُد أربعةً وعشرين جرحًا، ما بين ضربة بسيف وطعنة برمح، وشلَّت أصابعه. روى البخاري في صحيحه من حديث قيس بن أبي حازم، قال: "رأيت يد طلحة بن عبيدالله شلاء، وقى بها النبيَّ - صلى الله عليه وسل"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد كُسرت رباعيته، وجُرحت شفته، وسال الدم على وجهه، فجعل طلحة يكرُّ على المشركين حتى يدفعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ينقلب إلى النبي ليرقى به إلى الجبل. روى الترمذي في سننه من حديث الزبير رضي الله عنه قال: "كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد درعان، فنهض إلى صخرة فلم يستطع (من الثقل والإعياء)، فأقعد تحته طلحة، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استوى على الصخرة، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((أوجب طلحة))؛ أي: وجبتْ له الجنة، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي عثمان قال: لَم يبقَ مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرُ طلحة وسعد، عن حديثهما. ومِنْ فضائله العظيمة: ما رواه الترمذي في سننه من حديث جابر رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن سرَّه أن ينظر إلى شهيدٍ يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيدالله)). وروى الترمذي في سننه من حديث موسى بن طلحة، قال: دخلت على معاوية فقال: ألا أبشِّرك؟ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((طلحة ممن قضى نحبه)). قال شراح الحديث: أي بذَلَ نفسه في سبيل الله، حتى لم يبقَ بينه وبين الهلاك شيءٌ، فهو كمَن قُتل وإن كان حيًّا. وقد اشتهر رضي الله عنه بالكرم والإنفاق والبذل؛ لذلك سُمِّي طلحة الخير، وطلحة الفياض. يقول قبيصة بن جابر رضي الله عنه: صحبت طلحة، فما رأيتُ أعطى لجزيل مالٍ منه من غير مسألة، وذكر الحافظ في الإصابة: "أن قتْله كان على يد مروان بن الحكم في معركة الجمل"، روى يعقوب بن سفيان في كتابه "المعرفة والتاريخ" عن قيس بن أبي حازم، أن مروان بن الحكم رأى طلحة، وقال: هذا ممن أعان على قتْل عثمان، فرماه بسهم فأثبته في ركبته، فجعل الدم ينزف منه حتى مات . قال الذهبي: نُشهد الله على بُغض قتلة الصحابة أمثال: طلحة، والزبير، وعلي، ونبرأ إلى الله مِنْ فعلهم، ونكل أمرهم إلى الله. اهـ. ودخل عمران بن طلحة بعد معركة الجمل على علي بن أبي طالب، فرحَّب به وأدناه، وقال: إنِّي لأرجو أن يجعلني الله وأباك والزبيرَ بن العوام ممن قال فيهم: ï´؟ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ï´¾ وكان قتله سنة ست وثلاثين من الهجرة في جمادى الآخرة، وله أربع وستون سنة. رضي الله عن طلحة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا به في دار كرامته. |
جزاك الله خيراً وجعل ما قدمت في موازين حسناتك |
جزاك الله خيراً
وجمعنا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم |
الساعة الآن 06:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir