شبكــة أنصــار آل محمــد - إلى فحول الرجال من أهل درعا

بسم الله الرحمن الرحيم

مـؤسسـة المـأسدة الإعـلامية

- تقــــدمـ -

مقــــــــال في الصميم

إلى فحول الرجال من أهل درعا

للشيخ /أبي يوسف الأردني- فك الله أسره-

الحمدلله الواحد القهار، عالم الجهر والإسرار، معز المؤمنين ، ومستدرج الكفار ،وصلى الله على النبي المختار، إمام المصطفين الأخيار، وعلى آله وصحبهالأبرار ، رهبان الليل وفرسان النهار ، وبعد:

إلى أهل العزم والعزمات ، من أهل درعا ، أهل الخير والخيرات ، واليمنوالبركات ، يا من أعدتم سيرة أجدادكم أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وسعد وطلحةوالنعمان ، وتالله إن اللسان ليعجز عن وصف بطولاتكم ، فأنتم أكبر منكلماتي وشأنكم أعظم من أن أتحدث عنه ، ولكن مالا يدرك كله ، لا يترك جله

فقد والله أدركنا بكم قوافل الفاتحين ، وعرفنا معنى العيش في ظل الحرية،وهذه خيول العز قد أسرجت لكم ، فدونكم فامتطوها ، وهذه راية النصر قدارتفعت خفاقة ، فدونكم فخذوها ، واعلموا أنكم اليوم قد أصبحتم قبلة أهلالشام ، الذين هم قادة الناس ، وساسة الرجال ، ومن لا يصلح شأن الأمة إلابهم ، فهذا الزمان زمانكم ، وهذا الوقت وقتكم ، فكونوا على قدر المهمة،وعلى حجم المسؤولية ، وتذكروا أن فجر العزة قد بزغ من درعا ،وأن شمسالتمكين قد أشرقت من حوران ، وسيكتب التاريخ أنكم من قطع رأس الأفعى ، فأيمجد بعد هذا المجد ، وأي فخر فوق هذا الفخر .

فقد والله أدهشتم الدنيا بشدة بأسكم ، وأذهلتم العالم بشجاعتكم،ولأمر ما جعل الله درعا أرض المحشر ، ولأمر ما جعل درعا أقرب البلاد إلىالأرض المقدسة ، فما بينهما إلا رمية حجر، وتالله إن ما ينتظركم من الفخارأعظم وأجل ، ولا نتقول على الله ، ولكنه استقراء للتاريخ وإدراك لمجرىالأحداث وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ، والله من وراء القصد.

فهيا يا أحبتي فقد زال عنكم نير الاحتلال ، وتخلصتم من عبء الأيام القاسية، واحذروا من التواني ،وإياكم والتراجع، ولا تلتفتوا إلى أقوال المنافقين، وإرجاف المرجفين ، وتخذيل المخذلين ، فقد حصحص الحق ، ولاحت بشائرالرفعة ، وأوشكت قلعة الظلم أن تسقط على أهلها ، وكاد أن يخر عليهم سقفأعمالهم الدنيئة وقد حاق بهم مكرهم السيئ.

فلا يغرنكم المجرم بشار بأقواله ، وتراجعاته ، وتنازلاته ،فما أسهل أنيمحوها كما يمحو الليل النهار ، فأنتم أعلم الناس بمكره ودهائه ، وخبرةالأيام التي اكتسبها من والده الهالك حافظ الإجرام ، وأسد الخيانة ، وأشبهالولاة بفرعون ، ولا تنسوا أن لكم عندهم ثأرا قد أصبحتم قاب قوسين أو أدنىمن إدراكه ، وتذكروا أن الفرص تمر مر السحاب ، فقد أقبلت عليكم أيام العزوأدبرت عن بشار وحزبه ، وأقبلت نحوكم دنيا الأمن والإيمان ، وأقبلت نحوبشار وزمرته دنيا الذل والهوان .

وإياكم يا أحبتي من أن يثنيكم منظر الدماء ، عن إنهاء المهمة ، بلسيروا إلى نهاية الشوط وأكملوا جولة البطولة ، واعلموا أنه لا يستقيمالأمر بغير الدماء ، فاقرؤوا التاريخ تجدوا أنه ما قامت عزة ،وما تمتع قومبظل التمكين إلا بعد أن سالت الدماء غزيرة ، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد أريقت دماؤه ودماء صحبه الأبرار فوق ربى الأرض ، فالتمحيص سنة كونية (ولن تجد لسنة الله تبديلا) .

وتذكروا أنكم إن تراجعتم ونكصتم على أعقابكم - ونعوذ بالله من الخذلان - فإن المجرم ابن المجرم سيعمل فيكم سيف بطشه ، ويطلق العنان لكلابه كي تنهشلحومكم ، ولن يكفيه ألف حماه في أحرار درعا ، وأبرار حوران ، وسوف يستبيحأعراضكم - والعياذ بالله - كيف لا ، وأنتم من مرغ أنفه في تراب الذل ،وألبسه ثوب الهوان ، فالحذر الحذر من أهل الغدر ، وأرباب الخديعة ، ومعلميالخيانة ، وأساتذة المؤامرات .

وهناك أمر آخر تنبهوا له ، وهو أن صمودكم كلمة السر في صمود إخوانكم فيبقية المحافظات ، فبمقدار ثباتكم يكون ثباتهم ، وبحجم صبركم على الأذى ،يزيد استعداد إخوانكم للتضحية .

وتذكروا أنكم وإن خذلتكم الدنيا ، فلن يضركم ذلك ، إن كان الله معكم فهونعم المولى ونعم النصير(ولله الأمر من قبل ومن بعد) ، ( يعز من يشاء ويذلمن يشاء ) ، وكما
قال الشاعر :

ومن يخش صعود الجبال ** يعش أبد الدهر بين الحفر

وما هي إلا روحة أو غدوة ، وتنفض السوق ، وتتم الصفقة ، فبايعوا الله علىالثبات ، ومزيدا من الصبر في مجال العز ، ورويدا رويدا تنقشع غمامة القهر، وعما قليل يعود الحق إلى أهله ،ويأخذ القوس باريها .

( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين