عادتِ الذكرى لجُرحٍ لم تُداويهِ الحياة
 

في مساءٍ من سنين
ذكر الأهلُ حماة
مع دموعٍ من عيونٍ في انسجامٍ واكفات
هزها الدمعُ ووجهٌ جعدته العبرات
مالذي أبكاها أمي
مابها هذي حماة؟؟!!
ثم مرَّ العمر حتى صارتْ الصُغرى فتاة
فمضت تقلبُ كُتْبَاً وشريطاً ودواة
تسألُ الأوراقَ عنكِ
هل روى القصة قاص؟
هل روى التاريخُ عنها
هل روى عنها الرواة
مرَّ وقتٌ لم تجدكِ
لم تجد حتى الفُتات
أرخت الجفن بيأسٍ
داعب النوم الفتاة
يجذب النفسَ شعورٌ
نحو كشفِ الخافيات
نحو رمزٍ والتياعٍ يحكي عن حرقِ حماة
شدها لونُ شريطٍ غيَّرته العاديات
يحفظُ صوتَ ضجيجٍ وصُراخٍ ونعاة
يحفظُ صوتَ فتاةٍ أرهقتها الزفرات
غالبتهُ شهقاتٌ وأنينٌ في الشتات
يروي عن دهمٍ وغصبٍ ودماءٍ نازفات
عن أيادٍ قطَّعوها
عن نساءٍ قتلوها
عن رقابٍ لرجالٍ داسها أعتى العتاة
عن عجوزٍ ورضيعٍ و دجاجٍ وشياه
عن صراخٍ لصباياً دُفنتْ قبل الوفاة
عن سماءٍ لبدتها بدخانٍ قاصفات
عن رُكامٍ وخرابٍ وجراحٍ ورُفات
عن أكاذيبٍ وزورٍ من خؤونٍ مُلفقات
بهتوا المقتول زوراً بشنيعِ الغدرات
زعموا أنَّ غِلاظاً ووحوشاً في حماة
نسج السفاحُ فُحشاً وظلاماً وانتهاك
صوَّر المجرمُ أهلي بمريعِ المُهلكات
كمكم الأفواه أفنى ,رمى بالسجن تُقاة
هرب البعض وغابتْ في دجى السجن سُراة
عرفتْ سرَّ حماةٍ , سر قهرٍ وممات
سر بُهتانٍ وإفكٍ غرَّ أجيالاً وبات
دافعت عنه كثيراً حتى مع جيلِ حماة
ثم مرَّ العمر حتى شغلتْ عنها الحياة
حتى ثار اليوم أهل الشام واستبطت حماة
ثم ثارت في قليلٍ فكثيرٍ كالفرات
ثم جاء الأمسُ هزت جمعةُ الأمس الاُباة
ماجت الأرضُ ببحرٍ من أسودٍ زائرات
كسر الحشد قيوداً من سنينٍ ماضيات
أرعب القطَ جبالٌ ملأت أرضَ حماة
فتهاوى في ذهولٍ ثم أهوى في التفات
لم يزل يظما لذبحٍ في ثرى العز حماة
بيد أن الأمس ماضٍ , وقصاصُ الأمس آت
عادت الذكرى لجرحٍ لم تداويه الحياة
ظننا الباغي نسينا أنَّ ثأر الأمسِ مات
لم يزل جرحُ حماةٍ راعفاً يُحيي الرفات
جاء يومٌ فيه يشفي جرحنا واليومُ آتْ
إنَّ نصر الله آتْ..إنَّ نصر الله آت.

اللهم آمين وإياكم
اللهم كن لأهلنا في حماة وحمص وكل بقعةٍ لطخ الظلم ثراها بالدماء., اللهم إن الطاغوت يقتحم أراضيهم بمدرعاته فحطم عتاده واخسف بجنده الأرض , وألق بقلبه الرعب من عبادك المؤمنين.

كلمات معبرة 00رفع الله قدرك