السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتحدث عن ظاهرة مهمة في المجتمعات الاسلامية تجعله أقل قدرة على مواجهة كثير من التحديات وهي تراجع قيم العمل. باتت هذه الضاهرة واضحة جدا ونحن ننتمي الى دين دستوره القرآن الكريم والسـنة النبوية
بسـم الله الرحمن الرحيم
(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) {التوبة/105}
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام
"رحم الله امرء عمل عملاً فأتقنه"
في هذا المبحث نذكر من قيم العمل الأداء والاتقان. فمن ناحية الأداء
يوجد الكثير من الناس لايجدون حرجا في قلة العمل أو عدمه لمجرّد انه متمكن ماديا أو لوجود أعذار واهية. ونجد ايضا ضعف الأداء لمجرد ضعف الرقابة أو التقييم الدقيق في الأداء وخاصة في الوضائف الحكومية. ويأتي شهر رمضان المبارك فيتعذّر الكثيرون بالصيام. هذا اضافة الى الكثير من أشكال البطالة المقنعة المنتشرة كالوباء في مجتمعاتنا الاسلامية. ونحن جالسين في البيت وننفق على انفسنا مارزقنا الله من واسع رحمته، هل سألنا انفسنا أن هل وفينا في عملنا ما يجاري الكهرباء الذي نستهلكه، أو الماء النظيف الذي نستخدمه، وكل الخدمات المدنية التي نستفيـــد منها كل يوم؟
# من قيــــم العمل انه ليس من أجل الرزق فحسب، وانما للايفاء بما يقدمـــه لنا المجتمع#
ونعرج قليلا الى مسألة الأتقان. لماذا نحتاج الى بيئة رقابية صارمة جدا أو الأغتراب في الدول الأجنبية لكي نحرص على جانب الأتقان في العمل. يمكن ان نسأل أي مدير مشروع عن الخسائر التي يسببها عدم اتقان العمل ويمكن ان نسأل المختصين عن التراجع الأجتماعي في جوانب عديدة التي يسببها تفشي ضاهرة عدم الاتقان في العمل.
القوة وترسيخ العادات البنّاءة#
وهنا اذكر معلومة بسيطة، وهي ان حوالي 300 شخص يموتون يوميا في اليابان بسبب مرض "ادمان العمل". كما ان عيادات العلاج من مرض "ادمان العمل" أصبحت منتشرة في اليابان. فالنموذج الياباني يعكس كلا من الأداء والاتقان في العمل.
اختتم بالسؤال، ماذا ينقصنا
لكي ننافس النموذج الياباني؟ ربما هنالك اجبات كثيرة ولكن هل ترقى الى مستوى المبررات؟ علما ان ديننا الأسلامي الحنيف يوّفر الصحة النفسـية اللازمة لعدم الاصابة بالامراض النفسـية ومن ضمنها مرض "ادمان العمل"