مرض السل وعلاجه: حتى خمسين سنة الماضية لم يكن يعرف علاج مرض السل الذي أودى بحياة العديد من الناس.
والشائع أن العالم الألماني "روبرت كوخ" (1834-1910) هو الذي اكتشف جرثومة السل وطرق علاج هذا المرض.
ونظرا لهذا الاكتشاف المهم فقد نال هذا العالم جائزة نوبل في الطب عام 1905.
ولكن الحقيقة أن العالم العثماني "عباس وسيم بن عبد الرحمن" (تـ 1761)
كانت له بحوث مهمة حول الجرثومة التي تسبب هذا المرض وحول طرق انتقاله وطرق علاجه.
وأثارت بحوثه هذه اهتماما كبيرا في أوروبا.
وكان العلماء الأجانب يزورونه من حين لآخر.
عملية إزالة عتمة عدسة العين (Cataract): الشائع أن "بلانكت" هو أول من قام بعملية لإزالة عتمة عدسة العين في عام 1846.
ويشير القرآن الكريم إلى قصة يعقوب
عندما ابيضت عيناه حزنا على يوسف
.
وأن عينيه رجعتا طبيعية بعد أن ألقوا على وجهه قميص يوسف
.
وانطلاقا من هذه القصة خطر على بال العالم المسلم "أبي القاسم عمار بن علي الموصلي" (950-1010)
الذي عاش في العراق وفي مصر، إماكنية إجراء عملية للعين وعلاجها من هذا المرض.
فكتابه "كتاب المُنتخب" الذي خصصه لأمراض العين، أصبح أفضل مرجع في طب العيون في الغرب حتى القرن الثامن عشر.
فإلى جانب الطرق العديدة في معالجة أمراض العيون، فقد قام بعملية لإزالة عتمة عدسة العين باستعمال أنبوب مجوف.
وكما جاء أعلاه فإن المسلمين ساهموا في إثراء العلوم التي تعد ميراثا للإنسانية
ولاسيما في المدة المحصورة بين القرن الثامن والقرن السادس عشر.
وقد أشار الكثير من المختصين بتاريخ العلوم من المنصفين في الغرب أمثال "جركو ساتون" وبشكل مفصل
إلى إسهام هؤلاء العلماء المسلمين في مجال العلم، حيث يذكرون في كتبهم بأن "ثابت بن قره" هو أقليدس المسلمين
وأن الخوارزمي سبق في علم الجبر أقليدس بألف عام.
-ويقولون عن جابر بن حيان بأنه مؤسس علم الكيمياء الحديث
وأن ابن الهيثم مؤسس علم البصريات ومؤسس علم الفيزياء التجريبـي، أما ابن سينا فهو عندهم أستاذ الأطباء
و"الجزري" هو مؤسس الهندسة الحديثة ومؤسس السيطرة الآلية.
أما "أولوغ بك" فهو عندهم عالم الفلك في القرن الخامس عشر
والمعمار العثماني "سنان" فيعدونه رئيس المهندسين والمعماريين، و"بيري رئيس" أعظم بحار في العالم.
ويقولون عن الرازي بأنه العالم الكيميائي الذي درّس الغرب.
كما استعملوا أوصافا جميلة أخرى حول العلماء الآخرين.
وفي عام 1950 قرر اتحاد هيئة علماء الفلك إطلاق أسماء العلماء الذين ساهموا في إغناء العلم على فوهات براكين القمر.
فكان من بين هؤلاء العلماء؛ ثابت بن قرّه، أبو الوفا، ألوغ بك، علي كوشجو، جابر بن حيان، ابن الهيثم، البيروني
ابن سينا، ناصر الدين الطوسي، البطّاني، الفرغني، البيتروجي، الزرقاوي والصوفي.
لقد أوردنا أعلاه بعض المكتشفات والمخترعات لبعض العلماء المسلمين قبل مئات الأعوام.
ولا يُذكر هؤلاء العلماء ومكتشفاتهم في أغلب الكتب والمؤلفات، بل تُقدم على أنها مكتشفات علماء الغرب.
وعندما نرى اليوم بعض شبابنا يحصلون على نجاحات كبيرة في المباريات العلمية العالمية
نزداد إيمانا بأنه عندما تُقدم لهم الإمكانات، فإنهم سيساهمون في التطور كأجدادهم الأجلاء.
المصدر:مجلة حراء.