قبل عدة سنوات ذهبت مع أحد أقاربي
إلى منزل الشيخ عبد الحميد البيابي
الكائن بحي المحدود في جزيرة تاروت،
وكان مجلسه مكتظاً بالناس.
كان المجلس أقرب إلى المستطيل،
ذا سجاد بني فاتح ومساند حمراء،
دون أثاث يذكر سوى طاولة فوقها بعض المزهريات،
وقليل من الكتب والأوراق المبعثرة،
اكتشفت فيما بعد
أن هذه أوراق قد سجل فيها الناس ممتلكاتهم
كي يحسب لهم قيمة الخمس.
بالقرب من الشيخ كان أحد الفقراء
جاء كي يطلب منه المساعدة،
وكان الشيخ يسكت قليلاً ثم يعود ليقول له:
كم مرة ساعدتك؟
ثم يتحدث مع غيره ويعاود القول له:
سوف أساعدك
ولكن إلى متى سوف أستمر في مساعدتك؟
انتابني شعور بالضيق الشديد
والخجل من تصرفات الشيخ
رغم أن الكلام ليس موجهاً لي،
وتساءلت في نفسي:
ما شعور هذا الشخص
وهو يتلقى كل هذه الإهانات؟