البرهان 125
من سورة التوبة
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ْ}
{ 100 ْ}
السابقون هم الذين سبقوا هذة الأمة
وبدروها إلى الإيمان والهجرة، والجهاد، وإقامة دين اللّه.
{ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ }
{ الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم
يبتغون فضلا من اللّه ورضوانا،
وينصرون اللّه ورسوله أولئك هم الصادقون }
و من { الْأَنْصَارِ }
{ الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم
يحبون من هاجر إليهم،
ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا،
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة }
{ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ } بالاعتقادات والأقوال والأعمال،
فهؤلاء، هم الذين سلموا من الذم،
وحصل لهم نهاية المدح،
وأفضل الكرامات من اللّه.
{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ }
ورضاه تعالى أكبر من نعيم الجنة،
{ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ }
الجارية التي تساق إلى سَقْيِ الجنان،
والحدائق الزاهية الزاهرة، والرياض الناضرة.
{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا }
لا يبغون عنها حولا، ولا يطلبون منها بدلا،
لأنهم مهما تمنوه أدركوه، ومهما أرادوه وجدوه.
{ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
الذي حصل لهم فيه كل محبوب للنفوس، ولذة للأرواح،
ونعيم للقلوب، وشهوة للأبدان،
واندفع عنهم كل محذور.