سنبحث عن تفصيل معنى التلاوة التي أمر الله بها رسوله 
في الآية 27 من سورة الكهف
يقول الله تعالى :(وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ)
حسنا الله سبحانه لم يقل ( وأقرأ) فقط، بل (وأتل)
يقول السعدي في تيسير الكريم الرحمن:
(والأمر في قوله: {واتل} شامل للتلاوة بمعنى القراءة. والتلو: بمعنى الإتباع. )
حسنا سأعيد وأقرأ بتركيز:
(شامل للتلاوة بمعنى القراءة. والتلو: بمعنى الإتباع.)
إدراكنا لحقيقة التلاوة المأمور بها للقرآن
والتي تشمل (القراءة) و(الإتباع)
تجعلنا نفهم سر وصية الرسول
لأبي ذر :
( أوصيك بتقوى الله تعالى ؛ فإنه رأس الأمر كله، وعليك بتلاوة القرآن وذكر الله تعالى ؛ فإنه ذكر لك في السماء، ونور لك في الأرض ) – حسن –
قال المناوي شارحا هذا الحديث في كتابه (فيض القدير) :
أي أن : ( أهل السماء وهم الملائكة يثنون عليك فيما بينهم ؛ لسبب لزومك لتلاوته)
فكر قليلا
هل قراءتك للقرآن تستحق أن يثني عليك أهل السماء؟
حسنا نعود لأفنان
لنجعل السؤال أكثر دقة .. فبدلا من أن نتساءل:
(هل من الممكن أن نقرأ القرآن الكريم كما كان يقرؤه رسولنا عليه الصلاة والسلام؟)
سنتساءل :
(هل من الممكن أن نتلوا القرآن الكريم كما كان يتلوه رسولنا عليه الصلاة والسلام؟)
الإجابة بإيجاز في الآية 30 من سورة فاطر:
(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ أَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)
يقول السعدي:
[ يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال،
ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها.)
ولو أعدنا النظر في الآية
فسنجد أن الله جل في علاه أمر بالتلاوة بمعناها العام : (القراءة والإتباع)
ثم خصص أحدهما وهو( الإتباع) في ذكره للصلاة و الصدقة التي جاء بها القرآن
يقول السعدي في تتمته لتفسير الآية
ثم خص من التلاوة بعد ما عم)
و مجمل القول:
إنه لكي نتلو القرآن
كما كان يتلوه النبي محمد
فنحن نحتاج إلى تحقيق ركني التلاوة :
الركن الأول:
ركن تنظيري (قراءة الألفاظ )
يشرحها حسن أحمد عمر :
(التلاوة بمعناها القرآني الذي فهمته من القرآن:
أن أقرأ وافهم وأتدبر وأستنبط من القرآن العظيم)
ركن تطبيقي (الإتباع)
( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)
ويشرحها السعدي :
(يتبعونهفي أوامره فيمتثلونها،
وفي نواهيه فيتركونها،
وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها،
ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال)
وربط القرطبي بين الركنيين بعبارة جاااامعة
فقال:
( بفهم المعاني يكون الإتباع لمن وفق)
اللهم إننا نسألك أن نتلوه حق تلاوته
اللهم إننا نسألك أن نتلوه حق تلاوته
اللهم إننا نسألك أن نتلوه حق تلاوته
سبحانك اللهم وبحمدك.. أشهد أن لا إله إلا أنت..أستغفرك و أتوب إليك
ما وافق الحق من قولي فخذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه
حقوق النشر للجميع
كتبته: هند عامر