ألم تكن وصية الإمام الحسين 
لأخته زينب:
( يا أخيه،
إني أقسمت فأبري قسمي،
لا تشقي علي جيباً،
ولا تخمشي علي وجهاً،
ولا تدعي علي بالويل والثبور
إذا أنا هلكت ) [1].
بل قال جد الإمام الحسين
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
للسيدة الزهراء عليها السلام:
( إذا أنا مت فلا تخمشي وجهاً
ولا ترخي علي شعراً
ولا تنادي بالويل
ولا تقيمي عليَّ نائحة ) [2].
هم مصرون على هذه الطقوس؛
لأنها فقط وفقط تدعم مراكزهم،
يتحدثون منذ بدء الخليقة
عن مقتل الإمام الحسين 
وعن معجزاته وقدراته الخارقة،
ولم يتحدثوا يوماً عن سيرته قبل ذلك..
لم يتحدثوا عن زهده وعبادته لرب الناس،
بل يتحدثون عن جواز دعائه من دون الله.
لم يتحدثوا يوماً أن الإمام الحسين
شارك في فتح أفريقيا وجاهد من مصر إلى المغرب.
لا يذكرون إلا مولده ومقتله
وكأن الإمام الحسين
ولد فقتل
ولم تكن له حياة زاخرة بالإنجازات،
لا يهمهم كل ذلك..
ما يهمهم مرقد الإمام الحسين 
وما يجلبه من أموال..
ما يهمهم استثمار مأساته..
ما يهمهم السيطرة على عقول الناس البسطاء
واستغلالهم ماديًا..
ما يهمهم استمرار تدفق الناس للأضرحة
وبالتالي تدفق الأموال في أرصدتهم..
ما يهمهم استمرار مسيرات التطبير والعويل.
ليس حبًا في الحسين
بل حبًا في أطباق الثريد.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
[1] - الإرشاد للمفيد ( 2 / 94 )، بحار الأنوار للمجلسي ( 45 / 3 ).
[2] - الكافي للكليني ( 5 / 527 )، وسائل الشيعة للحر العاملي ( 3 / 272 ).