عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-11, 10:24 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
الدرع الاسلامي
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jul 2011
العضوية: 4674
المشاركات: 633 [+]
الجنس:
المذهب:
بمعدل : 0.13 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 15
نقاط التقييم: 61
الدرع الاسلامي سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
الدرع الاسلامي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الدرع الاسلامي المنتدى : بيت الحـــوار الحــــــــّر
افتراضي

عمار البرادعي*


كلام صريح عن الوضع وتسريب الملاحظات والهمسات ..
إذا كان ثوار ليبيا قد حسموا أمرهم بعد فترة قصيرة من انطلاق ثورتهم فلم يروا بُدّا من حمل السلاح في وجه آلة الحرب القذّافية الموجهة ضدهم ، ولم يروا طريقا للخلاص غير الإستعانة بالمجتمع الدولي خيارا وحيدا أمام صمت الأنظمة العربية وعجز جامعتها ، فإن موقف ثوار سوريا يختلف تماما منذ بداية ثورتهم وحتى اللحظة ، حيث التُزموا فيها بالتعبير السلمي رغم هول الجرائم التي ارتُكِبت بحقهم . ومع ذلك واجههم النظام باتهامات العمالة والتخريب والإندساس ، ثم عمل قصارى جهده ومازال على تصويرهم قلّة لا تؤثّر.
أمام هذا الواقع لم يأخذ العرب ولا القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة موقفا حازما حتى وقت قريب ، ولم تكن اعتراضاتها قوية النبرة بالمستوى الذي تقتضيه جرائم النظام اليومية . حتى الكيان الصهيوني الذي تردد الكثير عن عدم رغبته في تغيير النظام ، قرأنا أخبارا من مصادر مختلفة تؤكد إبلاغه الولايات المتحدة بموقفه هذا وأسبابه . وذهبت صحيفة يديعوت أحرونوت في تبريرها لهذا الموقف بأسلوب يحاول الإيحاء بالموضوعية الى حد القول في عدد 26 أيار/ مايو الماضي " إن للأسد معارضة بالطبع ، وحوله اضطرابات أيضا ، ولكن ذلك ليس بالحجم المادي ولا الروحي الموجود في ميدان التحرير بالقاهرة " ، متناسية أن تعداد الشعب المصري الشقيق أربعة أضعاف تعداد شقيقه السوري ، وأن ما حصل في ميدان التحرير من إجرام وبلطجة وإزهاق لأرواح مناضلين شرفاء لا تُعادَل كثافته من قريب أو بعيد بما حصل ويحصل طوال الشهور الستة الماضية في سائر أرجاء المحافظات السورية.
ومع ذلك ، لم يكن واردا في أذهان السوريين ، وفي مقدمتهم الثوار فكرة طلب التدخّل الأجنبي ، من منطلق مبدئي وحساسية تاريخية شفّافة . لكن ذلك لا يعني أنهم سيبقون مكتوفي الأيدي إلى الأبد أمام استفحال جرائم النظام اليومية أو أنهم لا يتطلّعون إلى دعم عربي أو دولي محدد الإطار والهدف ، فهم يدركون أن النظام نفسه الذي يُريحه استمرار تمسك الثوار بخيارهم السلمي ، يؤرقه هذا الخيار في الآن نفسه ، ذلك لأنه عندما يقوم المجتمع الدولي بدعمهم لاحقا ، لن يعود النظام قادرا بهذه السهولة على اتهامهم بالتآمر والعمالة ، إذ لا يُعقَل أن يكون متآمرا ولا عميلا من يواجه بلحمه ودمه آلة الإبادة اليومية طوال أكثر من نصف عام ، دون أن يطلب الاستغاثة من الخارج . وهذا اليوم لابدّ أن يأتي سريعا بعد أن استمرأ بشار وأركان حكمه لعبة الإبادة ضد شعبهم ، وعندها لن يجدوا جديدا يقولونه غير ترداد اسطوانة التدخل الأجنبي والعمالة وعودة الاحتلال والاستعمار.
ورغم أن هذه الإسطوانة المشروخة لن تنطلي على أحد بعد كل التضحيات التي بذلها الثوار بشهادة الدنيا كلها ، إلا أن الضرب على هذا الوتر بأسلوب مفضوح الأهداف والنوايا يدفعنا إلى التساؤل : أليس الاستعمار من يسلب إرادة الشعب ويُكمم أفواهه ويستنزف خيراته ، ويغذّي التفرقة بين أبنائه ويعمل على تقسيمه إلى طوائف ومناطق وأعراق .. الخ ؟
إذا كان الردّ بالإيجاب ، وهو كذلك ، فما الذي لم يفعله نظام الأسد الأب وابنه بشار من هذه الممارسات الإجرامية كلها ، وسط شعارات الممانعة والصمود إلى جانب الغوص في أحضان النظام الصفوي في طهران ؟ ألم يسلب إرادة الناس ويُكمم أفواههم ويُغذّي التفرقة بينهم ، ويُبيد بكثافة أكثر مما أباد الإستعمار .. ؟ ثمّ ، ألا ينطبق عليه القول " وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة .. " ؟
لا يغيب عن الذهن التأكيد هنا ولو من قبيل الافتراض ، على انه لو اختار أي شعب في الدنيا الاستعانة بالاستعمار والاحتلال بمحض إرادته لأوجب إدانته . وحتى لو افترضنا أيضا أنه أُجبِر على ذلك ولكن من ضمن خيارات أخرى أقل ارتهانا لإرادته ، لما اختلف الأمر كثيرا. ولكن حين لا يكون أمامه أي طريق آخر بعد كل الذي جرى ويجري غير خيار اللجوء للمجتمع الدولي ، هل يكون هو المجرم أم النظام الذي يذبحه ويدفعه بإصرار نحو هذا الخيار اليتيم ؟
لو كان الشعب عميلا متآمرا يُنفّذ إرادة الأجنبي ، حسب هلوَسات النظام ، لما كان أصلا بحاجة للاستعانة بالمجتمع الدولي ـ أيا كان الرأي فيه ـ ، ولوجدنا أن عتاة الإستعمار وقهر الشعوب في هذا العالم يهبّون لإسناده ، ولكن ما سمعناه حتى وقت قريب يؤشّر الى العكس . فشعبنا العربي السوري لا يمكنه أن يغفل إفصاح الكيان الصهيوني مرارا عن رغبته في بقاء نظام بشار ، ولا الأسباب التي ساقها في تفسيره لهذه الرغبة . ولن يغفل أيضا ما تسرّب عن الجهد الذي بذلته الولايات المتحدة في هذا السياق حتى الأمس القريب .، وتحبيذها ـ كما إسرائيل ـ التفاهم معه على قواسم في موضوع الإصلاح لكي تمرّ سحابة التغيير ويتحقق الخروج من هذا المأزق.
هذا الكلام ليس من عندنا ، بل بعض ما كشفته وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية ، ومنها صحيفة هاآرتس التي ضربت على نفس الوتر مطلع تموز الماضي ، وهو ما قامت بترجمته صحيفة العرب القطرية ( عدد 6 تموز /ص 13 ) قائلة بالحرف : " تقوم واشنطن بالاجتماع مع ممثلين من المعارضة السورية ـ تعني التابعين لأجهزتها من الهامشيين المتواجدين على أرضها ـ وتشجّعهم على الدخول في مفاوضات مع الرئيس السوري من أجل تهدئة الأوضاع . وعلمت هاآرتس من مصدر أمني أن الولايات المتحدة لا تُفضّل الإطاحة بالرئيس بشار الآن ، خاصة وأنه يمسك الكثير من الخيوط الهامة في يديه ، من سيطرته على بعض الجماعات المسلّحة بالعراق ، وحتى الدور الهام والحيوي الذي يلعبه في لبنان".
الجانب الغريب في هذا الموقف الأميركي ـ الإسرائيلي أنه يلتقي مع موقف نظام الملالي الصّفوي في إيران ، عدوّهم اللفظي الأكثر صخبا وتهديدا فارغا منذ ثلاثة عقود . كما يلتقي ـ وهو الأغرب ـ مع المالكي المنَصّب من قبل التفاهم الأميركي ـ الصفوي حاكما لبغداد المحتلة ، والذي كان حتى الأمس القريب يشكو يوميا من تدخّل سوريا في شؤون العراق ، وإيوائها المنظمات الإرهابية العاملة ضدّه ، وكان بصدد التوجّه إلى الأمم المتحدة للشكوى عليها.
بكل الأسف هذه هي الحقيقة المُرّة التي لا يريد أن يعترف بها ولا أن يراها من يدافع عن الأنظمة التي تذبح شعوبها ، تحت ذريعة رفض الاحتلال غير المتحقق أصلا . حتى لو لم يجد ثوار سوريا أمامهم غير اللجوء الاضطراري إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية أو المجتمع الدولي ـ لا فرق ـ لدعم مطالبهم في الحرية والكرامة ووقف حرب الإبادة ضدهم.
يبقى الجانب الأهم بالنسبة لمصير الثورة وهو المتعلق بوضعها وخط مسارها داخليا وفي الخارج ، والمهامّ الواجبة التحقيق والأكثر إلحاحا في هذه الظروف . وهنا تجدر الإشارة من أجل التوفيق لا التفريق أنه إذا كان الداخل قد توحّد عمليا على أرض المواجهة مع النظام ، وتَوافَق أفرادا وتنظيمات على الأطر السياسية العريضة لسورية الغد ، التي تشكُل بمجموعها نقيض الواقع التسلطي الدكتاتوري الحاكم . فإن الخارج الذي بدأ حراكه السياسي المعارض بشكل ملموس بعد إنطلاق الثورة ، لم يخرج حتى اللحظة عن إطار الدوران في دائرة التصريحات والمؤتمرات التشاورية التي تعدّدت وتنقّلت من أنطاليا إلى إستانبول فبروكسيل والدوحة وباريس ، ولم ترق نتائجها بعد الى مجرد الاتفاق على تشكيل هيئة تنسيقية واحدة تضم سائر القوى المعارضة من تنظيمات ومستقلين ، الأمر الذي شجّع ـ مع الأسف ـ على تسريب ملاحظات حول اهتمام البعض بإبراز الذات بدل المجموع ، واتخاذ آخرين لأنفسهم أسماء تنظيمات وهيئات إما غير موجودة أو محدودة العدد وضئيلة التأثير ،عدا ارتفاع وتيرة الهمس حول تغليب النّفَس الفئوي أو الطائفي أو العرقي لدى بعض" المعارضين "، مع أن سوريا الوطن والشعب تستحق منا جميعا الترفّع عن كل ما يُلهينا عن مهمة خيار الوحدة لتحقيق الهدف الأساس : إسقاط النظام . فهل يُعقل أن نبقى نراوح مكاننا تنهشنا الملاحظات والهمسات ، بينما شعبنا في الداخل يسطّر بدمائه يوميا أنصع صفحات المجد ؟



*عضواتحاد تنسيقيات الثورة السورية في فرنسا










توقيع : الدرع الاسلامي

ايها الشيعي اذا اردت الحق فعليك بالبحث الجاد المركز المتصف بالحرية والتجرد لمعرفة الحقيقة .

عرض البوم صور الدرع الاسلامي   رد مع اقتباس