تأسيس الحكومة المؤقتة:
ظروف التأسيس:
أمام الوضعالجديد الذي آلت إليه الثورة التحريرية والمتمثل في :
- الإنتصارات العديدة التي حققتها منذ اندلاعها سواء على الصعيدالداخلي أو الخارجي.
- نجاح هجومات 20 أوت 1955.
- التنظيمات الجديدة التي أقرها مؤتمر الصوماموتوحيد القيادة الوطنيةمن خلال المجلس الوطني للثورة الجزائرية CNRA ولجنة التنسيق والتنفيذ.
- زيادة النشاط الديبلوماسي والحصول على تأييد معظم الدول العربيةوالدول الصديقة في العالم.
- تأثير الثورة الجزائرية على السياسة الفرنسية الداخلية ، وتواليسقوط الحكومات الواحدة تلو الأخرى.
أصبح من الضروري على قادة الثورة في لجنة التنسيق والتنفيذ الإعلانعن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ،خاصة في خضم تزايدالمناورات الفرنسية تجاه القضية الجزائرية ، وادعاءات فرنسا إنهالم تجد ممثِّلا شرعيًّا للتفاوض معه
الإعلان عن الحكـومة المؤقتة
وقدتمَّ الإعلان الرسمي عن تشكيل الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائريةفي القاهرة بتاريخ 19 سبتمبر 1958 ، وفي نفس اليوم صدر أول تصريحلرئيس الحكومة المؤقتة حدّد ظروف نشأتها والأهداف المتوخّاة منتأسيسها ، وقد جاءت هذه الحكومة تنفيذا لقرارات المجلس الوطنيللثورة الجزائرية في إجتماعه المنعقد في القاهرة من 22 إلى 28أوت 1958 ، والذي كلف فيه لجنة التنسيق والتنفيذ بالإعلان عن تأسيسحكومة مؤقتة ،إستكمالا لمؤسسات الثورة وإعادة بناء الدولة الجزائريةالحديثة ،ووضعت الحكومة المؤقتة السلطة الفرنسية امام الأمر الواقع، وهي التي كانت تصرح دائما أنها لم تجد مع من تتفاوض . وعرفتالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ثلاث تشكيلات من 1958 إلى
التشكيلات الثلاث للحكومة المؤقتة:
التشكيلةالثانيـة 1960-1961
السيدفرحات عباس رئيسا.
السيد كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الشؤون الخارجية
السادة:
بن بلة نائب الرئيس
السيد حسين آيت أحمد نائب الرئيس
رابح بيطاط نائب الرئيس.
السيد محمد بوضياف وزير دولة.
السيد محمد خيضر وزير دولة.
السيد السعيد محمدي وزير دولة.
السيد عبد الحميد مهري وزير الشؤون الإجتماعية والثقافية
السيد عبد الحفيظ بوصوف وزير التسليح والإتصالات العامة.
السيد أحمد فرنسيس وزير المالية والشؤون الإقتصادية
السيد محمد يزيد وزير الإعلام.
السيد لخضر بن طوبال وزير الداخلية. التشكيلةالثالثة 1961-1962
السيدبن يوسف بن خدّة رئيسا ووزيرالمالية والشؤون الإقتصادية.
السيد كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الداخلية.
السيد أحمد بن بلة نائب الرئيس.
السيد محمد بوضياف نائب الرئيس
السيد حسين آيت أحمد وزير دولة
السيد رابح بيطاط وزير دولة.
السيد محمد خيضر وزير دولة.
السيد لخضر بن طوبال وزير دولة.
السيد سعيد محمدي وزير دولة.
السيد سعد دحلب وزير الشؤون الخارجية.
السيد عبد الحفيظ بوصوف وزير التسليح والإتصالات العامة.
السيد أمحمد يزيد وزير الإعلام
أول تصريح للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية:
في اليومالتاسع عشر من شهر سبتمبر سنة 1958 أعلنت الحكومة المؤقتة للجمهوريةالجزائرية…
و إن هذا الإعلان الذي وقع بإسم شعب يكافح منذ أربعة أعوام فيسبيل إستقلاله قد بعث الدولة الجزائرية التي إبتلعها الإحتلالالحربي سنة 1830 ومحاها بصفة قاسية ظالمة من الخارطة السياسيةللشمال الإفريقي...
وهكذا تنتهي أشنع عمليات الاغتصاب التي تمّت في القرن الماضي والتيأرادت أن تنتزع عن الشعب جنسيته وتغير مجرى تاريخه وتحرمه من كلوسائل الحياة وتحيله إلى ذرات من الأفراد ، وهكذا ينتهي أيضا الليلالطويل ، ليل الخرافات والأباطيل ، وينتهي أخيرا عهد الاحتقاروالإذلال والعبودية…
وقد مضت على هذا الشعب أربع سنوات وهو في ميدان الكفاح صامدا أمامقوة عسكرية من أضخم قوى العالم وسقط في ميدان الشرف والكرامة منأبنائه ما يزيد عن الستمائة ألف شهيد خضبت دمائهم طريق الحريةالمجيد الطويل ، ولقد ألقت فرنسا بهذا الشعب للطغاة الاستعماريينوقادة الجند يتفننون كل يوم في تعذيبه وتقتيله ، ولكنه ظلّ رغمهذه الآلام ورغم آلاف الضحايا صامدا في عقيدته مؤمنا بأن ساعةالتحرير آتية لا ريب فيها…
إن جيش التحرير الوطني بإمكانيته المحدودة يصارع -والنصر إلى جانبه-جيشافرنسيا جهّز بأحدث الأسلحة من مدفعية وطيران وبحرية…
إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تجدّد العهد بأن تظلَّمخلصة الإخلاص كله للمثل العليا التي قدَّموا في سبيلها أغلى التضحيات : الحرية والعدالة والتحرّر الاجتماعي…
إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المنبثقة عن إرادة الشعب، شاعرة من هذه الناحية بكل مسؤولياتها ، وإنها ستضطلع بها جميعا، وأوّل هذه الواجبات أن تقود الشعب والجيش حتى يتحقّق التحرّرالوطني...
إن الشعب الجزائري شعب مسالم ، فهو لم يرفع سلاحه إلاّ مرغما منطرف الاستعماريين وبعد أن استنفذ كل الوسائل السلمية لاسترجاعحريته واستقلاله ، وما خرافة الجزائر الفرنسية وما أسطورة الاندماجإلا ثمرات سياسة القوة والعنف…
إن الجزائر ليست فرنسا ، وإن الشعب الجزائري ليس فرنسيا ، وإنمحاولة فرنسا الجزائر عملية عقيمة وجريمة حكم عليها ميثاق الأممالمتحدة …إن الجزائر المكافحة لتتوجّه بالشكر إلى كل الدول التيإجتمعت في مؤتمر باندونغ ، كما تؤكِّد لها إعترافها بالجميل لماتلقاه منها من عون مادي وسند أدبي…أما الحكومة المؤقتة للجمهوريةالجزائرية فهي مستعدة للمفاوضة …ولقد سجلت الحكومة المؤقتة للجمهوريةالجزائرية منذ نشأتها بكل إغتباط عدَّة إعترافات من بعض الدولهي تقدم لها الشكر الجزيل على ذلك ، وهناك دول أخرى ستعترف بهافي المستقبل…
وفي ختام هذا التصريح نريد أن نذكر بأن استمرار الحرب في الجزائريشكل تهديدا دائما للسلام العالمي ، ونحن نهيب بالجميع أفراداوحكومات ليضموا جهودهم لجهودنا من أجل وضع حد لهذه الحرب التيهي محاولة إحتلال جديد …
و إننا نأمل أملا حارا أن يسمع هذا النداء