- والاحتمال الثالث
أن المسلمين بايعوا أبا بكر،
فعندها نقول لهم:
ماذا تريدون أنتم إذن؟
إذا كان الناس انتخبوا لأنفسهم خليفة
والإمام علي
بايعه
فلماذا تصرون على افتعال خلاف
بعد كل هذه القرون ؟!
هل جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ليجعل الحكم الإسلامي حكماً ملكياً؟!
جميع الحضارات التي مرت على البشرية
كانت تستعبد الناس وتسحقهم،
الآشوريون والإغريقيون والفينيقيون
والفراعنة والروم والفرس؛
كلهم اضطهدوا البشر باسم الدين،
وادعوا أن الدين يعطيهم وذويهم حق الملك والتصرف،
وكلما مات ملك ورث الملك قرابته،
وكان الشعب لا رأي له في كل ذلك
بل يفرض عليه الأمر فرضاً.
أتى الإسلام كي يلغي دساتير البشر
ويضع تشريعاً يكفل للمرء كرامته وإنسانيته
وتحريره من عبودية البشر إلى عبودية رب البشر..
أتى كي يرقى بالفرد والمجتمع الإنساني
إلى أعلى درجات الحرية..
لدرجة أن يصبحوا أحراراً في اختيار
من يحكمهم ومن يمثلهم،
لم يأت كي يعطي الحكم لآل بيت النبي
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
هل يعقل أن تشريع أوروبا الانتخابي
أرقى من التشريع الإلهي؟!
لا يقول هذا مسلم يحترم الدين
الذي ارتضاه الله للناس.
لم يمر على البشرية تشريع أكثر عدلاً من الإسلام..
لم يأت على الإنسان تشريع أرقى من تشريع الإسلام؛
الأمر شورى
والحاكم يبايعه المسلمون ويجتمعون عليه،
الإسلام سبق كل حضارات الأرض
إلى دستور غاية في الرقي
لم يشهد التاريخ له مثيلاً إلى هذا اليوم.