أسلموا عندما كان الإسلام ضعيفاً
وكفروا عندما أصبح الإسلام قوياً
متى يظهر المنافقون ولماذا؟
إن من ينافق في أي زمان وفي أي مكان
لديه أحد هدفين لا ثالث لهما
فإما أنه خائف،
وإما أنه يطمع بمصلحة ما.
لذا لم يظهر منافقون خلال فترة دعوة النبي
صلى الله عليه وآله وسلم في مكة،
فمن ذا الذي ينافق شخصاً لا مال له ولا سلطان،
وأتى بدين جديد أتباعه مضطهدون،
وكفار الجزيرة العربية قاطبة تلاحقه
وتعذب كل من تسول له نفسه أن ينصره.
من ذا الذي يفكر مجرد تفكير في إعانة النبي
صلى الله عليه وآله وسلم
في بداية دعوته في مكة
كي يجره الكفار على رمال الصحراء المحرقة
ويكوى بالنار والحديد؟
من ذا الذي ينافق شخصاً محكوماً عليه في نظر الجميع
– في ذلك الوقت –
أنه هالك لا محالة،
وأن دينه سيفنى بلا شك؟
كل من أسلم في مكة ناله من التنكيل والتعذيب
ما يفوق احتمال البشر؛
لكنهم بقوا صامدين
يبتغون الدار الآخرة وثواب رب العالمين.
في ظل هذا الوضع لا مصلحة لأحد أن ينافق النبي
صلى الله عليه وآله وسلم أو حتى يجامله،
لكن حين اشتدت قوة المسلمين بهجرتهم إلى المدينة
وأصبحت لديهم دولة ظهر من يدعي الإسلام
إما خوفاً من المسلمين، وإما أنه يريد مصلحة دنيوية،
وقد وردت آيات في فضحهم والتحذير منهم.
لكن هل يعني هذا أن المسلمين في ذلك العصر
– حتى من أسلم في مكة وعانى ما عاناه
من تعذيب كفار قريش –
كفار ومرتدون ؟!
قال تعالى:
{ وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ
وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ
لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ
سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }
[ التوبة: 101 ].
أما في مكة فإن النفاق لم يظهر بعد،
كيف نكفِّر من نشاء بهذه الطريقة؟
هذا تأل على رب العالمين وتكفير للمسلمين،
وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
( من كفّر مسلماً فقد كفر ).
ألا نراقب ما نلفظ من قول
ونتقي الله في أصحاب نبينا
صلى الله عليه وآله وسلم؟!