عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-11, 07:34 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,332 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 1.96 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشـــامـــــخ المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

المثال الثالث : قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة أولتم قوله تعالى :(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُم)(الواقعة: الآية85) .
إلى أن المراد أقرب بملائكتنا و هذا تأويل ، لأنا لو أخذنا بظاهر اللفظ لكان الضمير (نَحْنُ) يعود إلى الله
و أقرب خبر المبتدأ ، و فيه ضمير مستتر يعود على الله ، فيكون القرب لله - عز وجل -
ومعلوم أنكم أهل السنة لا تقولون بذلك ، لا تقولون إن الله تعالى يقرب من المحتضر بذاته حتى يكون في مكانه
لأن هذا أمر لا يمكن أن يكون ، إذ أنه قول أهل الحلول الذي ينكرون علو الله - عز وجل -
ويقولون إنه بذاته في كل مكان و أنتم أهل السنة تنكرون ذلك أشد الإنكار .
إذن ما تقولون أنتم يا أهل السنة ألستم تقولون نحن أقرب إليه أي إلى المحتضر بملائكتنا
أي الملائكة تحضر إلى الميت و تقبض روحه ؟!
هذا تأويل ، قلنا الجواب على ذلك سهل و لله الحمد ، فإن الذي يحضر الميت هم الملائكة
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ)(الأنعام: الآية61) .
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُم)(الأنعام: الآية93) .
فالذي يحضر إلى المحتضر عند الموت هم الملائكة
وأيضاً في نفس الآية ما يدل على أنه ليس المراد قرب الله - سبحانه وتعالى - نفسه فإنه قال :
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ) (الواقعة: الآية85) .
فهذا يدل على أن هذا القريب الحاضر ، لكن لا نبصره ، وذلك لأن الملائكة عالم غيبي الأصل فيهم الخفاء وعدم الرؤية .
وعلى هذا فنحن لم نخرج بالآية عن ظاهرها لوجود لفظٍ فيها يعين المراد ، ونحن على العين والرأس
والقلب نقبل كل شيء كان بدليل من كتاب الله ، ومن سنة رسوله ، صلى الله عليه و سلم .
المثال الرابع : قال أهل التأويل : أنتم يا أهل السنة أولتم قوله تعالى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)(الحديد:الآية4).
فقلتم : وهو معكم بعلمه ، وهذا تأويل فإن الله تعالى يقول : ( وَهُوَ مَعَكُم)(الحديد: الآية4) .
و الضمير في قوله : ( وَهُوَ مَعَكُم) يعود إلى الله .
فأنتم يا أهل السنة أولتم هذا النص و قلتم : إنه معكم بالعلم .
فإذا كيف تنكرون علينا التأويل ؟
قلنا : نحن لم نؤول الآية ، بل إنما فسرناها بلازمها وهو : العلم ، و ذلك لأن قوله ( وَهُوَ مَعَكُم) .
لا يمكن لأي إنسان يعرف قدر الله عز وجل و يعرف عظمته ، أن يتبادر إلى ذهنه أنه هو ذاته مع الخلق في أمكنتهم
فإن هذا أمر مستحيل ، كيف يكون الله معك في البيت و مع الآخر في المسجد
ومع الثالث في الطريق ، و مع الرابع في البر ، ومع الخامس في الجو ، و مع السادس في البحر : إلخ ؟!
لو قلنا بهذا فكم إلها يكون لو قلنا بهذا لزم أن يكون الله إما متعدداً، أو متجزئاً - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً -
وهذا أمرلا يمكن و لهذا نقول: من فهم هذا الفهم فهو ضال في فهمه و من اعتقده فإنه ضال إن قلد غيره بذلك
و كافر إذا بلغه العلم و أصر على قوله ، و من نسب إلى أحد من السلف أن ظاهر الآية أن الله معهم بذاته في أمكنتهم
فإنه بلا شك كاذب عليهم . إذاً أهل السنة و الجماعة يقولون :
نحن نؤمن بأن الله تعالى فوق عرشه ، و أنه لا يحيط به شيء من مخلوقاته
وأنه مع خلقه كما قال في كتابه ولكن مع إيماننا بعلوه .
ولا يمكن أن يكون مقتضى معيته إلا الإحاطة بالخلق علماً ، و قدرة ، و سلطاناً ، و سمعا ، و بصراً ، و تدبيراً
وغير ذلك من معاني الربوبية إما أن يكون حالاً في أمكنتهم ، أو مختلطاً بهم كما يقول أهل الحلول و الاتحاد
فإن هذا أمر باطل لا يمكن أن يكون هو ظاهر الكتاب و السنة و على هذا فنحن لم نؤول الآية و لم نصرفها عن ظاهرها
لأن الذي قال عن نفسه ( وَهُوَ مَعَكُم)(الحديد: الآية4)
هو الذي قال عن نفسه : ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(البقرة: الآية255) .
وهو الذي قال عن نفسه : (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)(الأنعام: الآية18).
إذن فهو فوق عباده ، و لا يمكن أن يكون في أمكنتهم
ومع ذلك فهو معهم محيط بهم علماً و قدرة ، و سلطاناً ، و تدبيراً و غير ذلك .
وإذا أضيفت المعية إلى من يستحق النصر من الرسل و أتباعهم اقتضت معم الإحاطة علماً و قدرة
اقتضت نصراً و تأييداً ، فنحن و لله الحمد ما خرجنا بهذا اللفظ عن ظاهره حتى يلزمونا بذلك .
وقد بين شيخ الإسلام - رحمه الله - في كتبه المختصرة والمطولة أنه لا تعارض بين معنى المعية حقيقة وبين علو الله سبحانه وتعالى
قال : لأن الله سبحانه ليس كمثله شيء ، في جميع صفاته فهو على في دنوه قريب في علوه ).
وقال : ( إن الناس يقولون ما زلنا نسير و القمر معنا ، مع أن القمر في السماء وهم يقولون معنا
فإذا كان هذا ممكناً في حق المخلوق كان في حق الخالق من باب أولى ) .
والمهم أننا نحن معشر أهل السنة ما قلنا أبداً و لا نقول إن ظاهر الآية هو ما فهمتموه وأننا صرفناها عن ظاهرها
بل نقول : إن الآية معناها أنه سبحانه مع خلقه حقيقة ، معية تليق به ، محيط بهم علماً و قدرة
و سلطاناً ، و تدبيراً ، و غير ذلك لأنه لا يمكن الجمع بين نصوص المعية و بين نصوص العلو إلى على هذا الوجه الذي قلناه
و الله سبحانه و تعالى يفسر كلامه بعضه بعضاً .
المثال الخامس : قال أهل التأويل : إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : قال الله تعالى :
( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها
ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) .
وأنتم يا أهل السنة هل تقولون أن الله يكون سمع ، و بصر ، و يد ، و رجل من يحبه حقيقة ؟
إن لم تقولوا بذلك فقد صرفتم الحديث عن ظاهره ، لأن الله يقول :
(كنت سمعه الذي يسمع به ، و بصره الذي يبصر به و يده التي يبطش بها ، و رجله التي يمشي بها )

وجوابنا : أنه لا أحد يفهم أن ظاهر الحديث هو هذا أي أن الله يكون سمع الإنسان و بصره ، و رجله ، و يده حقيقة
لا أحد يفهم هذا ، إلا من كان بليد الفهم ، أو مظلم القلب بالتقليد أو بالدعوة الباطلة .
فالحديث لا يدل على أن حقيقة سمع الإنسان ، وبصره ، و رجله ، و يده هو الله عز وجل
وحاشاه عز وجل عن ذلك ، لا يدل على هذا بأي وجه من الوجوه .
اقرأ الحديث : (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ) .
(و ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ) .
فأثبت عابداً و معبوداً ، و متقرباً و متقرباً إليه
(و لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ) فأثبت محباً و محبوباً
(و لئن سألني لأعطينه) فأثبت سائلاً و مسئولاً ، و معطي و معطى
(و لئن استعاذني لأعيذنه ) فأثبت مستعيذاً و مستعاذاً به
ومن المعلوم أن كل واحد من هذين هو غير الآخر بلا ريب إذا تقرر هذا
فكيف يمكن أن يفهم أحد من قوله تعالى في هذا الحديث القدسي :
(كنت سمعه ) إن الله سيكون جزءاً في هذا المخلوق الذي يتقرب إليه
والذي يستعيذ به ، و الذي يسأله ، هذا لا يمكن أحداً أن يفهمه أبداً من سياق الحديث
وبهذا يكون معنى الحديث و ظاهر الحديث و حقيقة الحديث :
أن الله سبحانه و تعالى يسدد هذا الإنسان في سمعه ، و بصره ، و سعيه ، فلا يسمع إلا بالله ، و لله ، و في الله
ولا ينظر إلا لله ، و بالله ، و في الله و لا يبطش إلا لله ، و بالله
ولا يمشي إلا لله ، و بالله ، و في الله، هذا هو معنى الحديث
وحقيقته و ظاهره، و ليس فيه و لله الحمد أي شيء من التأويل .

المثال السادس : قال أهل التأويل : إنكم يا أهل السنة أولتم قول الرسول صلى الله عليه و سلم :
( إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن ) .
حيث قلتم : إن المراد أن الله سبحانه و تعالى متصرف في القلوب
ولايمكن أن تكون القلوب بين إصبعين من أصابع اليد فإن هذا يقتضي الحلول وأن أصابع الله حالة في صدر كل إنسان .
قلنا : هذا كذب على السلف والسلف ما أولوا هذا التأويل ، ولا قالوا إن الحديث كناية عن سلطان الله تعالى
وتصرفه في القلوب بل قالوا : نثبت أن لله تعالى أصابع وأن كل قلب من بني آدم فهو بين أصبعين من أصابعه على وجه الحقيقة
ولا يلزم من ذلك الحلول أبداً ، فإن البينية بين شيئين لا يلزم منها المماسة و المباشرة
أرأيتم قول الله تعالى : ( وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ)(البقرة: الآية164) .
فهل يلزم من ذلك التعبير أن يكون السحاب لاصقاً بالسماء و الأرض ؟!
لايمكن فقلوب بني آدم كلها ، كما قال نبينا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وهو أعلم الخلق بالله : ( بين أصبعين من أصابع الرحمن )
ولا يلزم من ذلك أن يكون مماساً لهذه القلوب بل نقول كما قال نبينا و نقول هذا على وجه الحقيقة وليس فيه تأويل .
ونثبت مع ذلك أيضاً أن الله تعالى يتصرف في هذه القلوب كما يشاء كما جاء في الحديث
ونقول : اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك .
المثال السابع و الأخير : فهو الحجر الأسود يمين الله في الأرض
قال أهل التأويل : إنكم تؤولون هذا الحديث لأنكم لا يمكن أن تقولوا إن الحجر هو يد الله .
ونقول هذا حق ، لا يمكن لأحد أن يقول عن الحجر الأسود هو يد الله عز وجل و لكن قبل أن نجيب على هذا نقول :
إن هذا الحديث باطل و لا يثبت عن النبي ، صلى الله عليه و سلم .
قال ابن العربي : إنه حديث باطل و قال ابن الجوزي في (العلل المتناهية ): إنه حديث لا يصح.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - (روي عن النبي صلى الله عليه و سلم، بإسناد لا يثبت ) .
وعلى هذا فإنه ليس وارداً على أهل السنة و الجماعة لأنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم
ولكن قال شيخ الإسلام إنه مشهور عن ابن عباس ، و لكنه مع ذلك لا يعطي المعنى الذي قاله هؤلاء
وأن الحجر الأسود يمين الله ، لأنه قال : ( يمين الله في الأرض فقيده )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - و الكلام إذا قيد ليس كالكلام المطلق ما قال : يمين الله و سكت .
قال : في الأرض . و معلوم أن يمين الله ليست في الأرض
كذلك أيضاً قال في نفس الحديث كما رواه شيخ الإسلام ابن تيميةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفمن صافحه فكأنما صافح الله )
و التشبيه يدل على أن المشبه به ليس هو المشبه ، و إنما هو غيره .

وخلاصة القول :
إن أهل السنة و الجماعة - و لله الحمد - لا يمكن أن يخرجوا الكلام عن ظاهره
لأن ظاهر الكلام و حقيقته ما دل عليه سياقه و هو مختلف بحسب السياق
وبحسب الأحوال فإن لم يكن ذلك و أبي إنسان إلا أن يجعل معنى الكلمة معنى ذاتياً لها
فإننا نقول لا يمكن لأهل السنة و الجماعة أن يتركوا هذا المعنى الذي ادعى أنه ذاتي لها إلا بدليل من الكتاب والسنة
ومتى دل الكتاب و السنة على شيء وجب القول به سواء وافق ما يقال إنه ظاهر اللفظ ، أو خالفه
ونحن كلنا نلتمس ما قاله الله عن نفسه ، و ما قاله عنه رسوله صلى الله عليه و سلم
ويدلكم لهذا ما ثبت في صحيح مسلم أن الله تعالى يقول :
( عبدي جعت فلم تطعمني ، عبدي مرضت فلم تعدني ، فيقول كيف أطعمك وأنت رب العالمين
كيف أعودك وأنت رب العالمين ، فيقول الله عزوجل : أما علمت أن عبدي فلان جاع فلم تطعمه مرض فلم تعده ).
هذا الحديث يدلنا دلالة ظاهرة على أن ما جاء في الكتاب والسنة مما أضافه إلى نفسه فهو حق على ظاهره
مالم يرد عن الله ورسوله صرفه عن ذلك ، فإن ورد صرفه عن ظاهره فإننا آخذون به
وهذا الحديث الأخير دليل واضح على منع التأويل الذي ليس له دليل من الكتاب والسنة ولعلنا نقتصر على هذا خوفاً من التطويل
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 06-04-18 الساعة 12:10 PM
عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس