عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-11, 03:18 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
دآنـة وصآل
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 2325
المشاركات: 8,979 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سنية ولله الحمد
بمعدل : 1.76 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 41
نقاط التقييم: 1070
دآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليلدآنـة وصآل يملك الكثير من الإبداعات لكنه يكتفي بالقليل

الإتصالات
الحالة:
دآنـة وصآل غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : دآنـة وصآل المنتدى : بيت الكتاب والسنة
افتراضي

الفصل الرابع

الواحدي وأسباب النزول

ترجمة المؤلف:
يقول الذهبي: "علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي الشافعي النيسابوري، مات بنيسابور في جُمادى الآخِرة سنة ثمانٍ وستين وأربعمائة، وقد شاخَ... كان طويل الباع في العربية واللغات... ولأبي الحسن كتاب "أسباب النزول" مروي"[13]، ا.هـ.

بيان منهجه في كتابه:
قدَّمت ترجمةَ الإمام الواحدي لغرضين:
أولهما: بيان صحَّة نسب الكتاب المسمى "أسباب النزول" إليه.
ثانيهما: أؤخِّر بيانه حتى حين.

يقول الواحدي: "ولا يحلُّ القول في أسباب نزول الكتاب، إلا بالرواية والسماع ممَّن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجدُّوا في الطِّلاب"[14].

وقال بعدما ذكر الوعيد لِمَن كذب على الرسول أو على القُرآن، الذي ورد في حديثٍ نبوي: "وأمَّا اليوم، فكلُّ أحدٍ يخترع شيئًا، ويختلق إفكًا وكذبًا، ملقيًا زمامه إلى الجهالة، غير مفكِّر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية، وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب الجامع للأسباب...".

"... ثم نفرغ للقول مفصلاً في سبب نزول كلِّ آية رُوِي لها سببٌ مَقُول، مروي منقول..."[15].

هذا نصُّ كلامه، مع اختصارٍ بالحذف فقط، ومُراعاة ألا يُؤدِّي الحذف إلى نقصانٍ في المعنى المراد، أو تعريف مقصده وغايته.

ومن تلكم النصوص يُستَنتَج الآتي:
الواحدي ومفهومه عن سبب النزول:
لم يُعرِّف سبب النزول، وهذا الكتاب من أقدم الكتب المؤلَّفة في أسباب النزول؛ إذ توفي الإمام أبو الحسن سنة 468هـ، ولم يُعرِّفه إمَّا لاشتهار تعريفه، أو لاعتقاده وُضوحَ المعنى المراد من سبب النزول.

ولكن نجد الواحدي قد بيَّن مفهومه تطبيقيًّا من خِلال توسُّعه في المرويَّات في سبب النزول، حتى أدخَلَ الإخبار عن حوادث الأمم الغابرة في نِطاق سبب النزول، وهذا ممَّا أخَذَه عليه السيوطي في "اللباب"، واعتبره ممَّا لا يتَّصِل بحالٍ بسبب النزول، قال السيوطي (بعدما ذكر ما ارتضاه في تعريفه): "... ليخرج ما ذكره الواحدي في سورة الفيل من أنَّ سببها قصَّة قدوم الحبشة؛ فإنَّ ذلك ليس من أسباب النزول في شيءٍ، بل هو من باب الإخبار عن الوقائع الماضية؛ كذكر قصة قوم نوح، وعاد وثمود، وأبناء السبت، ونحو ذلك، وكذلك ذكره في قوله: ﴿وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً﴾ [النساء: 125] سبب اتِّخاذه خليلاً، فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يَخفَى"؛ ا.هـ.

إذًا فمفهوم الواحدي هو:
ما نزلت الآية متحدِّثة عنه بالتوضيح، أو بالإجابة عليه إنْ كان سؤالاً، أو لتذكر قصة من تواريخ الأمم البوائد.

ويُؤكِّد ذلك قولُه في معرض بَيانه فائدة معرفة سبب النزول: "لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها"؛ ا.هـ.

فبيان نُزولها هو ما عبَّر عنه الباحث بـ"ما نزلت الآية بالتوضيح أو بالإجابة عليه..." كما سبق، وقصتها بيانٌ لمفهومه الذي طبَّقَه عمليًّا في كتابه، وانتقده السيوطي كما سبق.

ملحوظة:
علَّق على مقولة الواحدي السابقة بعضُ الباحثين قائلاً: "وإنَّ التعبير عن سبب النزول بـ"القصة" لَيَنُمُّ عن ذوقٍ رفيع، ويَكاد يَشِي هنا بالغاية الفنيَّة إلى جانب الغرض الدِّيني النبيل: فما سبب النُّزول إلا قصَّة تستمدُّ من الواقع غرضها وحلها، وعقدتها وحبكتها، وأشخاصها وأحداثها، وتجعل آيات القرآن تُتلَى في كلِّ زمان ومكان بشَغفٍ وولوع، وتطرد السآمة عن جميع القارئين بما (توالى عرضه) (كذا) من حِكايات أمثالهم، وأقاصيص أسلافهم، كأنها حكاياتهم هم إذ يرتلون آيات الله، أو أقاصيصهم هم ساعةَ يطربون لألحان السماء!"؛ ا.هـ.

نقد وتعليق:
1- يلاحظ الباحث أنَّ الدكتور متشبِّع بما يدور في العصر الحديث، ويحاول - متعسفًا - تفريغَ تصوُّره الحادث على مُراد العلماء السابقين، فهو قد فرَّق بين الغاية الفنيَّة والغرض الدِّيني، وهذا تفريقٌ حادث - فيما أعلم - ترجع جُذورُه إلى طه حسين وأمين الخولي في دِراسة القرآن دراسةً أدبيَّة؛ أي: جعله كتابًا أدبيًّا فنيًّا دون نظرٍ إلى الهدف الديني الهدائي، وإنْ كانت نظرة الأستاذ أمين الخولي أخصَّ من نظرة طه حسين، ولا يقول الباحث: إن الدكتور يرى نفس نظرة الدكتور طه حسين، لا؛ إنما أقول: إنَّه فصَل بين أمرين لا ينفصلان، وحصَر سبب النزول في أنَّه قصة: "فما سبب النزول إلا قصة..."، وليس سبب النزول كله كذلك، بل إنَّه جعل لهذه القصة (سبب النزول في رأيه) عرضًا وحلاًّ، وعقدةً وحَبكة، وأشخاصًا وأحداثًا... والناظر في أسباب النزول التي فيها ذِكر أحداث لا يجد عقدة ولا حَبكة ولا حلاًّ... إنما يجد أشخاصًا وحدثًا واحدًا لا أحداثًا.

والدكتور قد جعل العملية الفنية غاية، وما هي إلا أداة من أدوات تحقيق الغرض الديني، فالقُرآن يستخدم القصص، ويستخدم الأمثال، ويستخدم التصوير، ويستخدم الخيال وغير ذلك، لا ليمتع الناس؛ بل ليهديهم.

ودلائل إسقاط الدكتور فهمَه الحادث على كلام العلماء وتأثُّره بالواقع الذي يعيشُ فيه حتى في كلماته:
1- تفريقه - كما ذُكِرَ - بين الغاية الفنيَّة والغرض الديني.
2- ذكره عناصر القصة وتقسيماتها الحديثة.
3- أقاصيص، ولفظ القرآن "قَصص".
4- يطربون لألحان السماء.

أي طرب؟! وأي ألحان؟! وهناك نقد آخر سوف أذكُره مفصلاً فيما بعدُ، وملخَّصه: رد الاعتبار لشيخ التفسير.

ولكنَّ المهمَّ هنا أنَّ الدكتور لم يفطن إلى مراد الواحدي، رغم أنَّه اطَّلع على قول السيوطي وذكره، لكنَّه من شدَّة تأثُّره بعصره حتى الكِظَّة، غفلَ عن ذلك، وحمل كلام العلماء محامل غيرية، والله تعالى أعلم.

انتهى المراد من النقطة (1)، وهاكم النقطة (2).

2- وهي تتعلَّق بنظرة الواحدي التثبُّتيَّة لأسباب النزول:
أذكُر القول السابق ذكرُه الدالَّ على نظرة الواحدي التثبُّتيَّة، فهو يقول: "ولا يحلُّ القول في أسباب نزول الكتاب، إلا بالرواية ممَّن شاهَدُوا التنزيل ووقَفُوا على الأسباب، وبحَثُوا عن عِلمها وجدُّوا في الطلاب".

وأوضحَتْ ترجمة الواحدي أنَّه تُوفِّي في القرن الخامس الهجري (468هـ)، وهو القرن الذي يتبع القرون التي شهد العالم الإسلامي فيها ثورة علمية شاملة، وقد استقرَّ علم الحديث والرواية، وجلى العُلَماء أصوله وضوابطه الحامية السنةَ من الدخن والدخيل.

والواحدي الذي كان عالمًا باللغة العربيَّة كما ذكر الذهبي، ولم يذكر أنَّه عالم بالحديث والرواية، "كان طويل الباع بالعربية واللغات...".

لذلك نجدُه لا يتبع طريقة معيَّنة في التثبُّت من صحَّة النصوص التي تعتبر أسبابًا لنزول القرآن منجمًا على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم .

وقد عذره البعض في نقله كلامًا مخالفًا للواقع التاريخي بأنَّه ليس مُؤرِّخًا، فالواحدي جمَع أسباب النزول في كتاب، وجدَّ في الطِّلاب، دُون أنْ يكون قصده التثبُّت، وليس عيبًا فيه، وفي ذلك يقول الشيخ ابن تيميَّة في "منهاج السنة" ما معناه: "إنَّ العلماء قد يجمَعُون في كتبهم الغثَّ والثمين واثقين عالِمين أنَّ العلماء يُميِّزون بينهما".

وليس الباحث بصدد الدِّفاع عن الواحدي، ولكنْ هي محاولة للوقوف على طريقته في كتابه؛ لأنَّه أخذ من الشهرة والذيوع ما لم يحظ به كتاب في هذا العلم، وكذلك كتاب السيوطي، ولكنَّ منهجه لا يخدم المعتمِدين على أسباب النزول في فهْم الكتاب وتقييده أو تعميمه، وهذا كله ممَّا له أثر بالغ في المسائل الفقهية والدعوية[16].

وقد كان دافع ابن حجر في تأليف كتابه "العجاب" أنَّ الواحدي لم يَقُمْ إلا بجمع أسباب النزول - أي: ما استطاع التوصُّل إليه - ولم ينتقِ الصحيح أو الحسن، وانتقده في ذلك، وقام في كتابه "العجاب" بعمل جيِّد، وابن حجر كان سيد زمانه في الحديث روايةً ودرايةً، وسوف يتَّضِح ذلك أكثر في مبحث جُهود ابن حجر وأثره فيمَن بعده في مبحث خاص.

وقال ابن حجر: إنَّ الرواية لا تكفي في إثبات المرويِّ، إنما صحَّة السند وخلوُّه من مَثالِب الصحَّة، ولو صحَّة نسبيَّة.

وقد عُلِمَ بالاستقراء أنَّ الناس قد وضَعُوا أسبابًا وهي ليست أسبابًا، وقام العلماء باجتهادات، ولا تصحُّ أنْ تُنسَب للصحابة، فكان لزامًا أنْ تصحح المرويات؛ أي: يُعلَم سقيمُها من صحيحها؛ ليجتنب السقيم في الحكم في الأمور الفقهية وغيرها.

ضرورة الاهتمام بأسباب النزول عند الواحدي:
قول الواحدي: "لا يمكن معرفة تفسير الآية دُون الوقوف على قصتها وبيان نزولها".

وهذا الأسلوب يَشِي بأنَّ لكلِّ آيةٍ سببًا لنزولها، وهذا ما يَرفُضه الواقع الملموس في مرويَّات أسباب النزول وتقريرات العلماء، وهذا الأسلوب العام استَخدَمَه الواحدي في التعبير عن أهميَّة الاعتماد على الرواية في معرفة سبب النزول، وتعقَّبَه ابن حجرٍ العسقلاني في أنَّ الرواية لا بُدَّ أنْ تكون صحيحةً، ويدلُّنا على أنَّ مصطلحات الواحدي غير منضبطة، ومفهومه عن سبب النزول غير واضح - اعتبارُه الحديث عن الأمم الغابرة سببًا لنزول الآيات.

والذي يرجع إلى ترجمة الرجل يجده بارعًا في العلوم العربية اللغوية كما قال الذهبي، وهذا يُبرِّر - نسبيًّا - سبب الخلط الذي وقَع فيه الواحدي، سَواء في فهم الرواية - لم يُخصِّصها بالصحيح والحسن - أو في فهْم سبب النزول، أو تلك العمومية المطلقة في أنَّ لكلِّ آية سببَ نزول، هذه العمومية التي تلقَّفَها الجعبري، فجعل للبسملة سببًا للنزول، واخترع سببًا لنزولها، وهو البركة، وإذا تكلَّم المرء في غير فنِّه أتى بالعجائب!

تعقيب:
لا يُفهَم من تلكم الانتقادات أنَّ عمل الإمام الواحدي لا يُعَدُّ شيئًا، لا؛ بل إنَّ عكسه صحيح، فهو الكتاب الكامل الذي وصل إلينا، حاملاً بين طيَّاته ما سبقه من علمٍ في أسباب النزول، فقبل الواحدي يُعَدُّ تراث أسباب النزول ضائعًا - كتأليفٍ منفرد - بالنسبة إلينا نحن في العصر الحديث.

فهو حلقة وصل لدارسي تاريخ تطوُّر العلوم، وتطوُّر المعاني، وهذا يُعطِي لكتابه أهميَّة كبيرة.

ولكنَّ النقد لازمٌ؛ حتى لا يُوضَع الكتاب في مكانٍ ليس له من جهة صحَّة المرويَّات، بحيث يركَنُ إليه العلماء ولا يقومون بجهدٍ في تحقيق مرويَّات أسباب النُّزول، بحيث اكتفى كثيرٌ من المؤلفين المحدثين إلى اختيار أسبابٍ للنزول وضمها في كتابٍ، بحيث لا يقتصر عملهم إلا على حذف المكرَّر، وصدَق مَن قال[17]: إنَّنا في زمن المختصرات، بحيث يُنفِق الشخص عمره كلَّه في تلخيص كتاب، والأقبح من ذلك أنَّ ذلك الشخص ينسبه إلى نفسه! ولله عاقبة الأمور.










توقيع : دآنـة وصآل



instagram @dantwesal
قال تعالى: ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) .

لاتأسوا على أطفال اصبحوا جوعا خائفين ثم أمسوا بإذن الله في الجنة ؛ المسكين من أصبح شبعانا في قصره وأمسى خائنا لدينه وأمته
د.عبدالمحسن الأحمد

عرض البوم صور دآنـة وصآل   رد مع اقتباس