أسباب النزول عن الصحابة والمفسرين:
تأليف فضيلة الشيخ: عبدالفتاح عبدالغني القاضي، رئيس لجنة مراجعة المصحف الشريف الأسبق، طبعة دار السلام، خرَّج أحاديثه وشرح غريبه: أحمد عبدالرازق البكري، الطبعة الثامنة 1424هـ-2003م.
هل يجوز لي - وأنا أشعر بأبوة أستاذي - أنْ أبوح له بما يضطرم في صدري من حزنٍ وضيقٍ وأسفٍ أتجرَّعه كلَّما أطَّلع على سرقات علميَّة متبرِّجة من كلِّ زيٍّ للعلماء، مُثُلٌ عُليَا تتَساقط أمامي، شخصيات كنت أنأى بها عن وَصْمِها بأيِّ نوعٍ من الخطأ؛ بله السرقة.
وايم الله، إنَّ قلبي يكاد ينفَطِر وأنا أعلِّق على عمل الشيخ عبدالفتاح عبدالغني القاضي، ولولا كلمة عبدالقاهر الجرجاني التي نقلتُها سابقًا، لما اجترأ قلمي على الاقتراب من الورقة وتسطير هذا التعليق، عندما بدأت بحثي واخترته لم أكن أتوقع مدى الحزن الذي سوف يعتريني في أثنائه، هذا الحزن والضيق ليس مصدره طول البحث، لا؛ إنما مصدره ما أراه ماثلاً أمامي من نماذج السطو الخفي والمتبرِّج، عُدت القهقرى بذاكرتي لأجد ما سطره الأستاذ محمود محمد شاكر في كتابه "المتنبي ورسالته في الطريق إلى ثقافتنا"، وكنت عندما قرأتها متشككًا في شمولية الفساد أو عموميَّته النسبيَّة في الأمَّة العربيَّة، ولكن هالَنِي الأمر عند اطِّلاعي على الكتب المؤلَّفة حديثًا عن علوم القرآن، ولولا الخروج من موضوع البحث لنقدت تلكم الكتب.
عذرًا أستاذي قد أطلت، ولكن لبَيان إشكاليَّة ضعف الجهود المبذولة في تصحيح المرويَّات وتمييزها في هذا الحقل، أذكر بعض الدلائل على عمليَّة السطو المسلَّح الذي قام به الشيخ وغير الشيخ، ولا حول ولا قوة إلا بالله!