وقال العلاّمة الفوزان عن الخوارج:
وفي عصرنا ربما سمّوا من يرى السمعَ والطاعةَ لأولياء الأمور في غير ما معصية عميلاً، أو مداهنًا، أو مغفلاً. فتراهم يقدحون في وَليَّ أمرهم
ويشِّهرون بعيوبه من فوق المنابر، وفي تجمعاتهم، والرسولُ
يقولُ:
(من أرادَ أن ينصحَ لسلطان بأمر؛ فلا يبدِ له علانيةً ولكن ليأخذْ بيدِه، فيخلوا به، فإن قَبِلَ منه فذَّاكَ، وإلا كان قد أدَّى الذي عليه)
رواه أحمد: (3/404) من حديث عياض بن غنم -
-، ورواه - أيضًا - ابن أبي عاصم في "السنة": (2/522).
أو إذا رأى وليُّ الأمرِ إيقافَ أحدِهم عن الكلام في المجامع العامة؛ تجمعوا وساروا في مظاهرات، يظنونَ - جهلاً منهم - أنَّ إيقافَ أحدِهم أو سجنَهُ يسوغُ الخروج
أوَلَمْ يسمعوا قولَ النبي
في حديث عوف بن مالك الأشجعي -
-، عند مسلم (1855): (لا. ما أقاموا فيكم الصلاة).
وفي حديث عبادة بن الصامت -
- في "الصحيحين": (إلا أن تروا كفرًا بواحًا، عندكم فيه من الله برهان)
وذلك عند سؤال الصحابة واستئذانهم له بقتال الأئمة الظالمين.
ألا يعلمُ هؤلاء كم لبثَ الإمامُ أحمدُ في السجنِ، وأينَ ماتَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية؟!.
ألم يسجن الإمام أحمد بضع سنين، ويجلد على القول بخلق القرآن، فلِمَ لَمْ يأمر الناس بالخروج على الخليفة؟!.
وألم يعلموا أن شيخ الإسلام مكث في السجن ما يربو على سنتين، ومات فيه
لِمَ لَمْ يأمرِ الناسَ بالخروجِ على الوالي - مع أنَّهم في الفضلِ والعلمِ غايةٌُ، فيكف بمن دونهم -؟؟!.
إنَّ هذه الأفكارَ والأعمالَ لم تأتِ إلينا إلا بعدما أصبحَ الشبابُ يأخذون علمَهم من المفكِّرِ المعاصرِ فلان، ومن الأديب الشاعرِ فلان
ومن الكاتبِ الإسلامي فلان، ويتركونَ أهل العلمِ، وكتبَ أسلافِهم خلفَهم ظهريًا؛ فلا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله.
"من محاضرة ألقاها الشيخ بمدينة الطائف يوم الاثنين الموافق 3/3/1415هـ في مسجد الملك فهد بالطائف. "
http://www.alfuzan.net/islamLib/view...=347&CID=1#s19
فائدة:
وقال عبد الله بن محمد الضعيف – أحد أئمة السلف - : " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج"
[رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح]
قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج: " والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك "
[((هدي الساري)) ص (483) وانظر (( الإصابة )) عند ترجمة عمران بن حطّان]
3- تكفير من لم يحكم بغير ما أنزل الله مطلقاً :
سئل الإمام عبد العزيز بن باز – رحمه الله – متى يكفر الحاكم بغير ما أنزل الله؟
فقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ : إذا كان مستحلا له أو يرى أنه ماهو مناسب أو يرى الحكم بغيره أولى
المقصود أنه محمول على المستحل أو الذي يرى بعد ذا أنه فوق الاستحلال يراه أحسن من حكم الله
أما إذا كان حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون عاصيا مثل من زنا لهواه لا لاستحلال ، عق والديه للهوى ، قتل للهوى يكون عاصيا ، أما إذا قتل مستحلا
عصى والديه مستحلا لعقوقهما ، زنا مستحلا : كفر ، وبهذا نخرج عن الخوارج ، نباين الخوارج يكون بيننا وبين الخوارج حينئذ متسع ولا ـ بتشديد اللام بمعنى أو ـ
وقعنا فيما وقعت فيه الخوارج ، وهو الذي شبه على الخوارج هذا ، الاطلاقات هذه .
وسئل في نفس الشريط هل ترون أن هذه المسألة اجتهادية ؟
فقال الشيخ ابن باز : والله أنا هذا الذي اعتقده من النصوص يعني من كلام أهل العلم فيما يتعلق في الفرق بين أهل السنة والخوارج والمعتزلة
خصوصا الخوارج ، أن فعل المعصية ليس بكفر إلا إذا استحله أو دافع عن دونها بالقتال . [ شريط مناقشة التكفير ]
سئل الإمام محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
عمن يكفر حكام المسلمين فقال: ( هؤلاء الذين يكفّرون؛ هؤلاء ورثة الخوارج الذين خرجوا على علي بن أبي طالب -
-، والكافر من كفّره الله ورسوله
وللتكفير شروط؛ منها: العلم، ومنها: الإرادة؛ أن نعلم بأن هذا الحاكم خالف الحق و هو يعلمه، وأراد المخالفة، ولم يكن متأولاً ...).
[ من شريط كشف اللثام عن أحمد سلام – دار بن رجب ]
فائدة:
قال الإمام الشاطبي في الاعتصام (2/736):
استشهاد الخوارج على كفر الحاكم بقوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة:44]
وهذا الاستشهاد ليس وليد عصرنا، بل خوارج عصرنا رووه بالإسناد المتصل إلى شيوخهم الخوارج الأوّلين
الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
{ تشابهت قلوبهم ...}
أخرج ابن وهب عن بُكير أنه سأل نافعاً: كيف راي ابن عمر في الحرورية (أي: الخوارج) ؟
قال: ( يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أُنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين)
فسُّر سعيد بن جبير من ذلك، فقال: ( مما يتّبع الحرورية من المتشابه قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾
ويقرنون معها:﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾ فإذا رأو الإمام يحكم بغير الحق قالوا: قد كفر، ومن كفر عدل بربه؛ ومن عدل بربه فقد أشرك
فهذه الأمة مشركون. فيخرجون – أي:الحرورية – فيقتلون ما رأيت، لأنهم يتأولون هذه الآية).
4- تكفير الحاكم بحجة أنه عطّل الجهاد :
سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :
هناك من يقول: إن ولاة الأمر والعلماء في هذه البلاد قد عطلوا الجهاد وهذا الأمر كفر بالله، فما هو رأيكم في كلامه؟
ج: هذا كلام جاهل، يدل على أنه ما عنده بصيرة ولا علم وأنه يكفر الناس، وهذا رأي الخوارج والمعتزلة، نسأل الله العافية
لكن مانسيء الظن بهم نقول هؤلاء جهال يجب عليهم أن يتعلموا قبل أن يتكلموا أما إن كان عندهم علم ويقولون بهذا القول، فهذا رأي الخوارج وأهل الضلال.
[الجهاد وضوابطه الشرعية للعلامة الفوازان ص 49]
5- التفجير:
قال الإمام ابن عثيمين في حادث تفجير الخبر:
(( لا شك أن هذا العمل لا يرضاه أحد، كل عاقل، فضلا عن المؤمن، لأنه خلاف الكتابوالسنة، ولأن فيه إساءة للإسلام في الداخل والخارج..
ولهذا تعتبر هذه جريمة من أبشعالجرائم، ولكن بحول الله إنه لا يفلح الظالمون، سوف يعثر عليهم إن شاء الله،ويأخذون جزاءهم
ولكن الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث،منهج الخوارجالذي استباحوا دماء المسلمين وكفوا عن دماء المشركين )) ·
[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]
6- تجويز قتل رجال الأمن:
سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :
انتشر بين الكثير من الشباب منشورات تفيد جواز قتل رجال الأمن وخاصة "المباحث" وهي عبارة عن فتوى منسوبة لأحد طلاب العلم وأنهم في حكم المرتدين
فنرجو من فضيلتكم بيان الحكمالشرعي في ذلك والأثر المترتب على هذا الفعل الخطير؟
ج: هذا مذهبالخوارج، فالخوارج قتلوا علي بن أبي طالب
أفضل الصحابة بعد أبي بكر وعمر وعثمان
فالذي قتل علي بن أبي طالب
ألا يقتل رجال الأمن؟؟ هذا هومذهب الخوارج، والذي أفتاهم يكون مثلهم ومنهم نسأل الله العافية.
[الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية للشيخ فهد الحصين]
7- من أقوالهم: أن الإمام من يجتمع عليه جميعالمسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب :
سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله - :
هل هذا القول صحيح ان الإمام من يجتمع عليه جميعالمسلمين في أنحاء المعمورة من الشرق إلى الغرب؟
ج: هذا كلام الخوارج، الإمام من بايعه أهل الحل والعقد من المسلمين، ويلزم الباقين طاعته. وليس بلازم أنه يبايعه كلهم من المشرق والمغرب
رجالاً ونساء، هذا ليس منهج الإسلام في عقدالإمامة.
وبـعـد:
هل يوجد خوارج في هذا الزمان ؟!!
سئل العلاّمة الفوزان – حفظه الله -:هل يوجد في هذا الزمان من يحمل فكر الخوارج؟
فقال الشيخ:
يا سبحان الله، وهذا الموجود أليس هو فعل الخوارج، وهو تكفير المسلمين، وأشد من ذلك قتل المسلمين والاعتداء عليهم، هذا مذهب الخوارج.
وهو يتكون من ثلاثة أشياء:
أولاً: تكفير المسلمين.
ثانياً: الخروج عن طاعة ولي الأمر.
ثالثاً: استباحة دماء المسلمين.
هذه من مذهب الخوارج،حتى لو اعتقد بقلبه ولا تكلم ولا عمل شيئاً، صار خارجياً، في عقيدتهورأيه الذي ما أفصح عنه.
[ كتاب : "الفتاوى الشرعية في القضايا العصري" لفهد الحصين ]