فمثله لا يحتج به عنده تفرده كما أشار إليه العلامة الألباني في الضعيفة2425 .
قلت : وقد نسب التفرد بهذا الحديث لعمران جماعة منهم الحاكم والذهبي وأبو نعيم في الحلية (2/134) وسار على دعوى التفرد العلامة الألباني في تعليقه على حديث الباب في الضعيفة.
إلا أني وجدت لعمران بن هارون متابعاً ألا وهو أبو نشيط محمد بن هارون وهو الفلاس ثقة كما قال الداراقطني ذكره ابن عساكر في تاريخه 56/211
وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي وهو صدوق قاله في الجرح والتعديل ( 525) 8/117 فبرئ عمران بن هارون من دعوى التفرد.
أخرجه من طريق أبي نشيط البيهقيُ في شعبه (7735) 6/ 224 قال : وأخبرناه أبو ذر عبد الله بن أحمد بن محمد الهروي بمكة نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ببلخ نا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار نا أبو نشيط محمد بن هارون بالرملة نا أبو خالد الأحمر وهو سليمان بن حيان نا داود فذكره بإسناده غير أنه قال قيل كيف ذلك يا رسول الله ؟ ... الحديث.
والذي يظهر لي والله أعلم أن التفرد إنما هو من أبي خالد الأحمر خاصة، فهو يعني- "الأحمر"- وإن كان روى له الجماعة إلا أن كلام الأئمة فيه شديد فيما تفرد به فقال ابن معين في رواية صدوق وليس بحجة.
وقال ابن عدى في الكامل (3/282) له أحاديث صالحة وإنما أتى من سوء حفظه فيغلط ويخطئ.
قلت : وفي هذه حالة فلا يقبل تفرده فكلام ابن عدى يشعر بلزوم الخطأ والتفرد مع وجود مرويات صالحة له تشعر بقلة ذلك ولعل هذا الأمر مما حدا بالبخاري رحمه الله ألا يخرج له إلا (مما توبع عليه) كما قال الحافظ في مقدمة الفتح 1/407: له عند البخاري نحو ثلاثة أحاديث من روايته عن حميد وهشام بن عروة وعبيد الله بن عبد الله بن عمر كلها مما توبع عليه وعلق له عن الأعمش حديثاً واحداً في الصيام وروي له الباقون. اهـ
وما زاد يقيني على تفرده ما ذكره الحافظ أبو بكر البزار في كتابه السنن : ليس ممن يلزم زيادته حجة لاتفاق أهل العلم بالنقل أنه لم يكن حافظاً وأنه قد روى أحاديث عن الأعمش وغيره لم يتابع عليها ذكره ابن حجر في التهذيب (4/159).