وأصلها : سمعت أبي يقول : سمعت يحيى بن مَعِين - وأثنى على إسحاق بن الزبريق خيرا - وَقَال : الفتى لا بأس به ولكنهم يحسدونه. قال (يعني عبد الرحمن) : وسئل أبي عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، فقال : شيخ.". ويؤيده ما نقله ابن عساكر في تاريخه ، قال : وكان يحيى بن مَعِين يثني عليه خيرا ، وكتب عنه أبو حاتم وسئل عنه فقال : شيخ" (تهذيب ابن بدران : 2 / 407) ، فعبارة"لا بأس به"تعود ليحيى بن مَعِين وليس لابي حاتم كما أوردها المزي هنا ووافقه ابن حجر في "تهذيب التهذيب"ونقل عنه ، الذهبي في "الميزان : 1 / 181" ، والله أعلم بالصواب.
وقال (هكذا نقل عن النَّسَائي – يعني قوله في إسحاق : ليس بثقة -وأطلق القول في مجمله ، وتابعه الإمام الذهبي في "الميزان : 1 / 181 وما أظنه - والله أعلم - صوابا فقد قيده بروايته عن عَمْرو بن الحارث الحمصي ، قال ابن عساكر في تاريخه : قال النَّسَائي : إسحاق ليس بثقة إذا روى عن عَمْرو بن الحارث" (تهذيب ابن بدران : 2 / 407) ، ولعل مما يقوي الذي ذهبنا إليه أن الإمام النَّسَائي لم يذكره في "الضعفاء : 285.
وَقَال مغلطاي : خرج الحاكم وابن حبان حديثه في صحيحيهما بعد ذكره إياه في كتاب "الثقات" (1 / الورقة : 26). وَقَال مسلمة : ثقة - كذا لقيته في نسخة وفي أخرى ذكره ولم يتعرض لحاله ، فالله أعلم - وفي كتاب الآجري : سئل أبو داود عنه فقال : ليس هو بشيءٍ.قال أبو داود : وَقَال لي ابن عوف : ما أشك أن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق يكذب"قال بشار : وابن عوف هذا هو محدث حمص محمد بن عوف الطائي ، وقد تصحف في تهذيب ابن حجر إلى : عون.
وانظر ميزان الذهبي : 1 / 181) اه
قلت : وما ذكر مغلطاي من تصحيح الحاكم وابن حبان له وقول مسلمة فيه ثقة – إن صح – وثناء ابن معين عليه مع توهين وتعليل أبو حاتم لمن ضعف إسحاق بالحسد أضف إليهم تقييد النسائي بالضعف إذا روي عن عمرو بن الحارث فقط كما ذكر ابن عساكر في ترجمته [ 2135 ] 611 8/108 مع قول ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم 1/360: هذا إسناد جيد وهو غريب جداً، وقول ابن حجر في الفتح (11/347) وعن حذيفة أخرجه الطبراني مختصراً وسنده حسن غريب إهـ.
مما يقوي في القلب تحسين الحديث وتمشية حديث إبراهيم ابن إسحاق خاصة وقد رأيت جملة من أحاديثه لا بأس بها مما لها أصل صحيح أضف إليه أن رواية الأعلام عنه من المحققين أمثال البخاري في الأدب المفرد محمد بن يحيي الذهلي وأبو حاتم والخلال والجوزجاني وعثمان بن سعيد الدارمي وتكاثرهم في ذلك مما يطمئن في القلب الركون عليه والإعتماد عليه وعدم ترك حديثه.