و دعوى تفرد الوليد أو دعوى شذوذ ذكر ( شهر رمضان ) في الحديث غير صحيحة ، وقد أحسن من انتهي إلي ما قد سمع ، وإليك الدليل طالب الحق وهو ما يلي وهو .
الثاني : لقد توبع الوليد بن مسلم بهذه اللفظة عن سعيد بن عبد العزيز ولم يتفرد بها فقد تابعه :
1 _ ( الوليد بن مزيد ) ومن طريقه تمام في الفوائد 1/261 ( 633 ) فقال رحمه الله :
حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَا: ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ الْبَيْرُوتِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: ( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَإِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ ) .
والوليد بن مزيد هو أبو العباس البيروتي ، قال النسائي : كان لا يخطئ ولا يدلس .
واختلف علي العباس بن الوليد بن مزيد في هذه اللفظة فاثبتها خيثمة بن سليمان كما في هذه الرواية ، وروى عنه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار 1/160 ( 253 ) فقال في حديثه : ( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ .... )
2 _ ( يحيي بن الحارث الغساني ) ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء 8/274 ترجمة سعيد بن عبد العزيز وفي معرفة الصحابة 4/2104 ( 5290 ) فقال :
حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ ثنا يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ . اهـ
و يحيي بن الحارث الغساني الذماري روى عنه أصحاب السنن وهو ثقة إمام قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 6/190 ( 89 ) فقال بعد أن ذكر من الرواة عنه سعيد بن عبد العزيز :
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثِقَةٌ، عَالِمٌ بِالقِرَاءةِ فِي دَهْرِهِ. مَاتَ: سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِيْنَ وَمائَةٍ. قَلِيْلُ الحَدِيْثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. قَالَ أَيُّوْبُ بنُ تَمِيْمٍ: كَانَ يَقِفُ خَلْفَ الأَئِمَّةِ، يَرُدُّ عَلَيْهِم، لاَ يَسْتَطِيْعُ أَنْ يَؤُمَّ مِنَ الكِبَرِ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ تِسْعِيْنَ سَنَةً.
3 _ ( إبراهيم بن هشام ) ومن طريقه محمد بن الفيض الغساني في الأخبار والحكايات 1/28 ، 29 ( 34 ) فقال : حَدثنَا إِبراهيم بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حَتَّى إِن أحدنا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا فِينَا صَائِمٌ إلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ .
واختلف عليه أيضا في هذه اللفظة فاثبتها عنه محمد بن الفيض كما في هذه الرواية ، ورواها عنه أبو علي الحسن بن إبراهيم بن حلقوم أخرجها من طريقه تمام في الفوائد 1/261 ( 634 ) فقال : أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ حَذْلَمٍ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلَالٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَسَنُونَ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حُلْقُومٍ الْمُقْرِئُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ الْغَسَّانِيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: ( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ .... ) الحديث
_ وإبراهيم بن هشام بن يحيي له ترجمة في تاريخ ابن عساكر 7/267 ( 537 ) وذكر بسنده عن ابن أبي حاتم قال : قلت لأبي : لم لا تحدث عن إبراهيم بن هشام ؟ فقال ذهبت إلى قريته فأخرج إلي كتابا ، زعم انه سمعه من سعيد بن عبد العزيز . فنظرت فيه فإذا فيه أحاديث ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة وعن ابن شوذب ويحيى بن أبي عمرو الشيباني فنظرت إلى حديث فاستحسنته من حديث الليث بن سعد عن عقيل فقلت له اذكر هذا فقال : حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ليث بن سعد عن عقيل بالكسر، ورأيت في كتابه أحاديث عن سويد بن عبد العزيز عن مغيرة وحصين قد أقلبها على سعيد بن عبد العزيز فقلت هذه أحاديث سويد بن عبد العزيز فقال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سويد وأظنه لم يطلب العلم وهو كذاب .
فذكرت لعلي بن الحسين بن الجنيد بعض هذا الكلام عن أبي فقال صدق أبو حاتم : ينبغي أن لا يحدث عنه.
وأشار قبلها إلي حديث عند الطبراني أشار فيه إلي توثيق الطبراني له .