عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-11, 10:31 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.26 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حلاوة الإيمان

ما من مسلم إلا ويتطلع إلى حلاوة الإيمان، قد يشعر بها أحيانا وقد يفتقدها أحيانا ويتساءل ما السبب؟ ألست مؤمنا بالله؟ ألست مطيعا؟ إذن أين حلاوة الإيمان ولذة الطاعة؟!
لعلك تجد الجواب الشافي من خلال ما يأتي:
قال البخاري في صحيحه في كتاب الإيمان: باب حلاوة الإيمان عن أنس نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال:" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود على الكفر كما يكره أن يقذف في النار".
قال ابن رجب رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: هذه الخال الثلاث من أعلى خصال الإيمان، ومن كمّلها فقد وجد حلاوة الإيمان، وطعم طعمه، فالإيمان له حلاوة وطعم يذاق القلوب كما تذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم. فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها, فكما أن الجسد لا يجد حلاوة الطعام إلا عند صحته, فإذا سقم لم يجد حلاوة ما ينفعه من ذلك بل قد يستحلي ما يضره, فإذا سلم القلب من أمراض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ, ومتى مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي, ومن هنا قال عليه الصلاة والسلام:" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"[1].
لأنه لو كمل إيمانه لوجد حلاوة الإيمان فاستغنى بها عن حلاوة المعاصي.
سئل وهيب بن ورد: هل يجد حلاوة الإيمان من يعصي الله؟ قال: لا, ولا من هم بالمعصية, وقال ذو النون: كما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه كذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب.
ثم قال ابن رجب:ومحبة الله تعالى على درجتين, إحداهما: فرض, وهي المحبة المقتضية فعل أوامره والانتهاء عن زواجره والصبر على أقداره المؤلمة, فهذا القدْر لابد منه في محبة الله,ومن لم تكن محبته على هذا الوجه فهو كاذب في دعوى محبة الله سبحانه, كما قال بعض العارفين: من ادعى محبة الله ولم يحفظ حقوقه فهو كاذب. فمن وقع في ارتكاب شيء من المحرمات أو أخل بشيء من الواجبات فلتقصيره في محبة الله حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله.
الدرجة الثانية: زهي فضل مستحب, أن ترتقي المحبة من ذلك إلى التقرب بنوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق الشبهات والمكروهات والرضا بالأقضية المؤلمات, كما قال عمرو بن قيس: أحببت الله حبا هون علي كل مصيبة ورضاني بكل بلية فما أبالي مع حبي إياه على ما أصبحت ولا على ما أمسيت, وقال عمر بن عبدالعزيز أصبحت وما لي سرور إلا في مواقع القضاء والقدر, ولما مات ولده الصالح عبدالملك قال: إن الله أحب قبضه فأعو بالله أن تكون لي محبة تخالف محبة الله.
ثم أسهب ابن رجب في شرح بقية الحديث شرحا لا يستغني عنه مسلم, ذكر فيه محبة الرسول عليه الصلاة والسلام ودرجتيها, والمحبة في الله وكراهة الرجوع إلى الكفر, فليرجع إليه[2].
وبهذا نعلم السر في فقد حلاوة الإيمان؛ لأن الدرجة الواجبة في محبة الله لم نحققها – إلا من رحم الله – فكيف يطلب النجاة من يباشر أسباب العطب؟!
فعلى المسلم أن يراجع نفسه ويتفقد إيمانه ويحقق إسلامه كما ينبغي, و ذلك لا يكون إلا بالتوبة الصادقة النصوح.




[1] - متفق عليه.
[2] - باختصار فتح الباري لابن رجب الحنبلي ج/1 ص 47
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

علامات التوبة الصادقة
التوبة الصادقة النصوح لها علامات ودلائل تدل على صدق صاحبها, ولكن لا يحق لأحد أن يحكم لنفسه أو لغيره بصدق التوبة؛ فالله عز وجل هو فقط الذي يعلم ما في القلوب ويعلم خواتيم الأعمال وعواقب الأمور, وإنما هذه العلامان مما يُستبشر بها ويرجى لصاحبها الخير, فمنها:
1-الخوف من الله تعالى؛ فالذي دفع العبد إلى التوبة هو خوفه من العظيم, ورجاء لرحمته, ومحبته له سبحانه, ولم يتب خوفا من الناس أو لطلبا لمدحهم أو عجزا عن إتيان الذنوب إنما استجابة لأمر الله{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ } آل عمران/193
وفي وصف آخر يقول تعالى{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون/60
2-حب التائب للطاعات وإقباله عليها ومجاهدة نفسه في توفيتها وإيقاعها بقدر المستطاع على الوجه الذي يرضي ربه.
3-بغضه للمعاصي ومقته لها ومحاربتها والإنكار على أهلها.
4-إسبال الدمعة, فالتائب أغزر الناس دموعا كلما تذكر تفريطه في حق ربه, وهذه الدموع ما هي إلا كالمطر الذي يغسل الأرض ويهيؤها للإنبات, فكذلك دموع التائب تغسل قلبه مما ران عليه وتهيؤه لنوار الطاعات.
5-التجافي عن دار الغرور والإقبال على دار القرار, فالتائب قد ملك من حلاوة الإيمان ما لا يجعل في قلبه شيئا من الدنيا, وغن ملكها, فهي تكون في يده لا في قلبه.
6-رقة القلب وخضوعه لله تعالى, وعن ذلك يقول ابن القيم:

من موجبات التوبة الصحيحة كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب, تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته وألقته بين يدي ربه ذليلا خاشعا فليس شيء أحب إلى سيده من هذه الكسرة والخضوع والإخبات والانطراح بينيديه والاستسلام له فلله ما أحلى قوله في هذه الحال أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني أسألك بقوتك وضعفي وبغناك عني وفقري إليك هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك عبيدك سواي كثير وليس لي سيد سواك لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك أسألك مسألة المسكين وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير سؤال من خضعت لك رقبته ورغم لك أنفه وفاضت لك عيناه وذل لك قلبه

فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم توبته وليرجع إلى تصحيحها فما أصعب التوبة الصحيحة بالحقيقة وما أسهلها باللسان والدعوى وما عالج الصادق بشيء أشق عليه من التوبة الخالصة ولا حول ولا قوة إلا بالله[1].
7-ومن علاماتها كذلك كثرة ذكر الله في كل وقت وحال, فالتائب يكثر من الاستغفار إلى ربه حتى يمحو ما كان من زلل وتقصير.
8-ومنها حب الصالحين ومجالستهم فالتائب يحبهم لأنهم يذكرونه بالله ويعلمونه ولأنه يعلم أن مجالس الصالحين هي أحب المجالس إلى ربه لأنها مجالس ذكره.
9-ومنها إقبال التائب على كتاب ربه بكثرة قراءته وسماعه وتدبره وقراءة تفسيره, فهو كالظامئ لكتاب ربه بل كالذي كادت روحه أن تخرج فعادت إليه أحسن مما كان, فهو يعاتب نفسه ويلومها كيف كانت حياتي بغير كتاب ربي!

[1] - باختصار مدارج السالكين ج/1 ص 207 - 208


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس