عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-11, 10:35 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.26 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

مكفرات الذنوب
مما ينبغي على التائب فعله الإكثار من مكفرات الذنوب لأنها سبب لمحوها وتزيده قربا إلى ربه وتجعله علي الهمة قوي العزيمة.

و مكفرات الذنوب قد تكون من فعل العبد نفسه – وهذا ما يعنينا هنا – ومنها ما يكون من الله تعالى. قال ابن القيم:التمحيص في الدنيا بأربعة أشياء بالتوبة والاستغفار وعمل الحسنات الماحية والمصائب المكفرة فإن محصته هذه الأربعة وخلصته كان من الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يبشرونهم بالجنة وإن لم تف هذه الأربعة فلم تكن التوبة نصوحا ولم يكن الاستغفار كاملا تاما ولم تكن الحسنات في كميتها وكيفيتها وافية بالتكفير ولا المصائب محص في البرزخ بثلاثة أشياء
أحدها صلاة أهل الإيمان واستغفارهم له وشفاعتهم فيه
الثاني تمحيصه بفتنة القبر وروعة الفتان والعصرة والانتهار
الثالث ما يهدي إخوانه إليه من الدعاء فإن لم تف هذه بالتمحيص محص بين يدي ربه في الموقف بأربعة أشياء أهوال القيامة وشدة الموقف وشفاعة الشفعاء وعفو الله عز وجل فإن لم تف فلا بد له من دخول الكير رحمة في حقه ليتخلص ويتمحص ويتطهر في النار ويمكث فيها على كثرة الخبث وقلته فإذا صفى وصار خالصا طيبا أخرج من النار وأدخل الجنة[1].
وبهذا يتبين الحاجة الشديدة إلى الإكثار من مكفرات الذنوب, والله عز وجل جعل المغفرة لمن تاب وأحسن بعد توبته بصالح العمل والآيات في ذلك كثيرة منها: قال تعالى:{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } النحل/119
{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} طه/82
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } الفرقان/70
{إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} النمل/11
فمن هذه الكفارات: المحافظة على أركان الإسلام التي لن يقبل الله منك عملا مهما كان إلا بأداء ما فترض عليك.
1- الصلاة: عن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: سمعت رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يقول:" أرأيتم لو أن نهرا باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء. قال:" فذلك مثل الصلوات يمحو الله بهن الخطايا"[2].
2- الصوم: عن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة عن النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال:" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"[3]. أي إيمانا بأن الله افترضه وأوجبه, واحتسابا للأجر عند الله.
3- الحج: عن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال عليه الصلاة والسلام:" من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"[4].
4- الوضوء: عن عثمان بن عفان نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:" من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره"[5].
5- صلاة الجماعة: عن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال عليه الصلاة والسلام:" من تطهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة"[6].
6- اجتناب الكبائر: قال الله تعالى:{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا } النساء/31
وعن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر"[7].
وتنبه أيها المسلم إلى ان بعض العلماء عدّ الإصرار على صغائر الذنوب يجعلها كبائر.
7- الذكر وهو أنواع كثيرة منها: أذكار الصباح والمساء, وأذكار ما بعد الصلاة, و أذكار الخروج والدخول واللباس والطعام وغيرها؛ فالمحافظة عليه يكفر الخطايا ويرفع الدرجات ومما جاء في ذلك عن أبي هريرة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال رسول الله:" من قال سبحان الله وبحمده في اليوم مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"[8].
فاحرص أيها المسلم التائب على هذه الأذكار وهي متوفرة ولله الحمد بأشكال مختلفة في كتيبات وبطاقات سهلة المحمل.
ومن مكفرات الذنوب كذلك الإحسان إلى الخلق ناطقهم وأعجميهم, وحضور مجالس الذكر, والصدقة, وقيام ليلة القدر, وكثرة الاستغفار, على غير ذلك من أعمال البر. فعليك أيها المسلم الإكثار من ذلك؛ فالعمل يسير والأجر عظيم والعمر قصير فكن عالي الهمة قوي العزيمة صادق النية.

[1] - مدارج السالكين ج/1 ص 159

[2] - متفق عليه.

[3] - متفق عليه.

[4] - متفق عليه.

[5] - رواه مسلم.

[6] - رواه مسلم.

[7] - رواه مسلم

[8]- متفق عليه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كشف حساب

قال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } الحشر/18
إن محاسبة النفس فيما تأتي وفيما تذر صفة المؤمنين ودأب الصالحين؛ لذلك على التائب أن يحاسب نفسه بعد توبته فيما بينه وبين ربه وفيما بينه وبين الخلق؛ لأن الحقوق التي فرضها الله نوعان: حق له على عبده, وحق للناس على الناس, لذلك أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فيما بينه وبين ربه الصلاة, وأول ما يقضى فيما بين الناس من الحقوق في الدماء.
والحساب يوم القيامة يكون حتى على مثاقيل الذر والخردل والقطمير والفتيل, ولا يظلم أحد شيئا ولو حسنة واحدة. يقول اللهتعالى:{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} الأنبياء/47
وعن أبي برزة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال: قال رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:" لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيما عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه"[1].
فإن كان الأمر كذلك فعليك أيها التائب أن تحاسب نفسك.
1-محاسبة بين التائب وبين الخلق:
يوضح هذا حديثان عظيمتن عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وهما:
قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع, فقال:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا, فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار"[2].
وقال عليه الصلاة والسلام:" من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"[3].
فانظر أيها التائب في حقوق الناس عليك وتحلل منهم قدر الاستطاعة, إن سرقت مالا فرده, وإن اغتبت أحدا فاطلب عفوه وإن لم تستطع أو خشيت مفسدة فاستغفر له كثيرا وأحسن إليه واذكره بخير عند الناس ومع ذلك أكثر من الطاعات فربما بقي من حقوقهو في ذمتك فيأخذ الله لهم من حسناتك, ولعلك أيها التائب إن عفوت عن الناس جازاك الله بأن يعفو الناس عنك, والإحسان بالإحسان والجزاء من جنس العمل.
قال ابن قدامة:إن مظالم العباد فيها أيضا معصية لله تعالى؛ لأنه نهى عن ظلم العباد فالظالم لهم قد ارتكب نهيه تعالى فيتدارك ذلك بالندم والعزم على ترك مثل ذلك في المستقبل والإتيان بالحسنات المضادة لذلك فيقابل إيذاء الناس بالإحسان إليهم وغصب الأموال بالتصدق من ماله الحلال وتناول أعراضهم بالثناء على أهل الدين[4].
2-محاسبة بين التائب وبين نفسه:
1-تفقد ما عليك من فرائض الدين تركتها عمدا او سهوا أو تكاسلا ثم اسأل اهل العلم عما يجب عليك فلكل حال حكم خاص به, ولا تتهاون في ذلك فإن حق الله عظيم.
2-أكثر من نوافل الطاعة التي كنت مقصرا فيها, مثال: إن كنت متهاونا في الصلاة فحافظ عليها وأكثر من نوافل الصلاة, كذلك إن كنت مقصرا في الصيام ولت تحترم حرمة شهر رمضان فأكثر أيضا من نوافل الصيام؛ لأن النوافل تكمل نقص الفرائض.
3-حاسب نفسك فبل وأثناء وبعد العمل؛ فإن النية سريعة التقلب وهذا لا يأتي إلا بعد طول مجاهدة وصبر, قال الحسن: رحم الله عبدا وقف عند همه فإن كان لله مضى وإن كان لغيره أحجم.
4-قال ابن قدامة إذا فرغ العبد من فريضة الصبح ينبغي أن يفرغ قلبه ساعة لمشارطة نفسه فيقول للنفس: ما لي بضاعة إلا العمر فإذا فني مني رأس المال وقع اليأس من التجارة وطلب الربح, وهذا اليوم الجديد قد أمهلني الله فيه وأخر أجلي وأنعم به علي, ولو توفاني لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا حتى أعمل صالحا, فاحسبي يا نفس أنك قد توفيت ثم رددت فإياك أن تضيعي هذا اليوم[5].
قال تعالى:{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) } الإسراء
وليس بعد الحساب إلا الجزاء هكذا قضى الله تعالى فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه.


[1] - رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

[2] - رواه مسلم.

[3] - رواه البخاري.

[4] - باختصار منهاج القاصدين ص 265

[5] - باختصار منهاج القاصدين ص 375











توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس