( الحلقة الأولى )
المسجد الأقصى هو أحد المعالم الإسلامية المقدسة عند المسلمين
وهو أولى القبلتين ، قال تعالى :
" سبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولهُ لنُريهُ من آياتنا إنه هو السميعُ البصير "
فهو المكان الذي أحبه الله تعالى وجعله أول قبلة يُتجه بالعبادة نحوها ..
وبارك حوله وجعله مهبط الرسالات ومهجر الأنبياء والرسل ..
وكان آخر حدث هو استضافة المسجد الأقصى المبارك أعظم اجتماع في التاريخ
بالتقاء خير الخلق وسادتهم وأشرفهم منزلة أنبياء الله يؤمهم محمد
.
وتعتبر القدس من أقدم مدن الأرض .. فقد هدمت وأعيد بناؤها أكثر من 18 مرة في التاريخ
وترجع نشأتها إلى 5000 سنة ق.م، حيث عمرها الكنعانيون.. وفي عام 3000 ق.م سكنها العرب وبنوا المدينة وأطلقوا عليها اسم مدينة السلام ..
وحملت القدس العديد من الأسماء عبر فترات التاريخ..
ورغم هذا التعدد إلا أنها حافظت على اسمها الكنعاني العربي. ودخلت تحت الحكم الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب
..
كما تعتبر القدس ظاهرة حضارية فذة تنفرد فيها دون سواها من مدن العالم ..
فهي المدينة المقدسة التي يقدسها أتباع الديانات السماوية الثلاث: المسلمون، النصارى، واليهود، فهي قبلة لهم ومصدر روحي ورمز لطموحاتهم.
وتمتد القدس الآن بين كتلتي جبال نابلس في الشمال، وجبال الخليل في الجنوب
وتقع إلى الشرق من البحر المتوسط ، وتبعد عنها 52كم، وتبعد عن البحر الميت 22كم ..
وترتفع عن سطح البحر حوالي 775م، ونحو 1150م عن سطح البحر الميت، وهذا الموقع الجغرافي والموضع المقدس ساهما في جعل القدس المدينة المركزية في فلسطين.
وكانت القدس موضع أطماع الغزاة لمكانتها المقدسة وموقعها الجغرافي ومناخها ..
وهي أرض الأنبياء وبها المسجد الأقصى أول قبلة للمسلمين ..
ويُسنُ شد الرحال إلى المسجد الأقصى فالصلاة فيه بـ 500 صلاة فيما سواه من المساجد
كما ورد عن النبي
. والمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام .
وتكثر في فلسطين أضرحة ومقامات ومزارات الأنبياء إبراهيم وصالح ويعقوب وموسى وغيرهم ..
وهي أرض الإسراء والمعراج وأرض المحشر ..
والمقيم المحتسب في فلسطين كالمرابط ..
وقد تناوب على غزوها وحكمها في العهد القديم .. العبرانيون ، الفارسيون ، السلوقيون ، الرومانيون ، والصليبيون ..
أما في العهد الحديث فكان العثمانيون ، والبريطانيون ..
كلهم رحلوا وبقيت القدس صامدة في وجه الغزاة ..
وسيأتي الدور ليرحل الصهاينة، وتبقى القدس مشرقة بوجهها العربي الإسلامي ..