( الحلقة السابعة )
ثالثاً : مسجد قبة الصخرة :
قرر الخليفة عبد الملك بن مروان أن يقيم بناء متميزاً فوق الصخرة المشرفة ..
ليكون أول صرح معماري يقيمه المسلمون في مدينة القدس
وتشير بعض المصادر الإسلامية إلى أن الخليفة قد استعان بأهل الخبرة في مجال البناء ..
وكلف كلاً من رجاء بن حياة الكندي من مدينة القدس ويزيد بن سلام من بيسان للقيام بهذه المهمة ..
من حيث الإشراف على تنفيذ المخطط الهندسي واعتماد طبيعة الفنون الداخلية ..
لقد أمر الخليفة أن يرصد خراج مصر طيلة سبع سنوات لاعتماده في حساب المشروع ..
ولا شك أن الخليفة قد أمر بأن تكون الرعاية الأولى للصخرة المشرفة الواقعة في وسط الحرم الشريف باعتبارها الأكثر قدسية لعلاقتها بصخرة الإسراء والمعراج..
فهي صخرة تبرز عن سطح الأرض حوالي متر ونصف المتر..
بينما تمتد حوالي 18 متراً طولاً، وتمتد 13 متراً عرضاً ..
ولهذا كان الهدف الأول هو احتواؤها بشكل هندسي رفيع...
مراحل بناء مسجد قبة الصخرة :
المرحلة الأولى من البناء:
رسم دائرة قطرها 20.44 م حول جسم الصخرة البارز فوق سطح الأرض ..
وتم وضع أربع دعائم على شكل مربع على محيط الدائرة ..
كما تم وضع ثلاثة أعمدة بين كل دعامة وأخرى..
وهكذا يصبح مجموع الأعمدة اثني عشر عموداً وأربع دعائم موزعة بانتظام على محيط الدائرة التي تحيط بالصخرة المشرفة ..
وتم وصل هذه الأعمدة مع الدعائم بواسطة الأقواس على ارتفاعات واحدة ..
وبنيت فوق الأقواس حلقة دائرية عريضة تسمى بالعنق أو الإطار ليكون المحيط الذي ترتكز عليه قبتان من الخشب ..
إحداهما قبة صغيرة داخلية تطل عى الصخرة مباشرة ..
والأخرى فوق القبة الصغيرة وتطل على ساحة الحرم الشريف..
وقد تم فتح 16 نافذة في الإطار الذي يحمل القبة من أجل دخول النور والهواء..
وقد ارتفعت القواعد إلى الأعلى حتى تقوم بحمل القبتين..
المرحلة الثانية من البناء :
وهي تمثل مجموعة من الدعائم على شكل ثماني يحيط بالقبة المركزية..
وقد تم توزيع الدعائم الثماني على زوايا المثمن، كما تم إقامة عمودين بين كل دعامتين ..
وبهذا يكون مجموع الأعمدة 16 عموداً تم وصلها مع الدعائم بواسطة الأقواس..
وقد تم عمل هذه المرحلة الإنشائية لحمل السقف الذي يغطي المسافة بين القبة وبين الجدار الخارجي الذي يمثل المرحلة الثالثة من المخطط الهندسي ..
المرحلة الثالثة :
وهي تتكون من ثمانية جدران حجرية، تم تنظيمها على شكل ثماني خارجي يحيط بالمراحل السابقة..
ويبلغ طول ضلع الثماني هذا 20.60م وتبلغ سماكة الجدار 1.3م
بينما يبلغ ارتفاعه 9.5م ..
وقد تم فتح أربع بوابات رئيسية ومحورية في أربعة جدران متقابلة تواجه الجهات الأربع..
بينما تم فتح خمس نوافذ في كل جدار من الجدران الثمانية..
وبهذا يكون مجموع النوافذ أربعين نافذة بالإضافة إلى الأبواب الرئيسية الأربعة.
لمسجد قبة الصخرة أربعة أبواب تواجه الجهات الأصلية..
وهي أبواب مزدوجة مصنوعة من الخشب المصفح بالحديد ..
كل باب من هذه الأبواب ارتفاعه 3.4 مترا وعرضه 2.6 مترا .... لأبواب مسجد قبة الصخرة أسماء
الجنوبي ( القبلي ) : يسمي باب الأقصى ، باب الصلاة. .باب القبلة..
الشمالي : يسمي باب الجنة .
الشرقي : يسمي باب النبي داود أو باب إسرافيل .
الغربي : باب السلام
المرحلة الرابعة :
وكانت المرحلة الختامية في مجال الإنشاء المعماري ..
وهي إقامة السقف الخشبي فوق المساحة الواصلة بين الجدران الخارجية حتى عنق القبة المركزية ..
بحيث يستند على الأعمدة المتوسطة التي تتكون منها المرحلة الثانية ..
ويتكون السقف من الجسور الضخمة والعوارض الخشبية المسطحة..
وبهذا تم تحديد المخطط الأرضي ومجسم البناء المعماري بحيث كانت وظيفة الدعائم والأعمدة والجدران لتحديد أبعاد المخطط وشكله الهندسي..
بينما تم اعتماد بناء القبة والأقواس والجدران لتقوم بوظيفة حمل السقف الذي يغطي كافة المساحات حول الصخرة المشرفة بشكل دقيق ومحكم...
( الحلقة الثامنة )
الرمزية في تصميم مسجد قبة الصخرة
إن تصميم مسجد قبة الصخرة تحفة معمارية أذهلت المصممين المعماريين ..
لتكشف عن قوة الحضارة العربية الإسلامية وعن الإبداع المعماري في الحضارة الإسلامية ..
ولقد اعترف كثير من المهندسين المبدعين بأن مسجد قبة الصخرة من أفضل التصاميم المعمارية في التاريخ ..
يقول هايتر لويس : «إن بناء قبة الصخرة المشرفة في القدس هي أجمل المباني التي خلدها التاريخ» ..
كما ذكر ماكس فان برشم : «لعل عظمتها وجمالها يعودان لما نشاهده في مخططها من البساطة والتنسيق، حقاً إنها مفخرة العمارة الإسلامية» ..
وأشاد غوستاف لوبون المؤرخ الفرنسي المشهور بقوله:
«إن بناء قبة الصخرة أعظم بناء يستوقف الناظر..وأن جمالها وروعتها لا يصلان إلى خيال بني البشر»
أما العلامة كرزويل فذكر أن لمخطط بناء قبة الصخرة خصوصية نادرة في تاريخ العمارة الإسلامية ..
فقد أذهلت كل من حاول دراستها من حيث فخامتها وسحرها وتناسق أقسامها ودقة النسب الهندسية فيها..
تمثل القبة الدائرة المركزية التي تحيط بالصخرة المشرفة ..
فان هذه القبة تجلس على رقبة تقوم على أربع دعامات حجرية ..
وهي ترمز إلى فصول السنة الأربع ..
ومجموع الأعمدة التي تتخلل كل دعامتين من الدعامات الأربع اثني عشر عموداً ..
بمجموع ثلاثة أعمدة بين كل دعامتين ..
وهي ترمز إلى عدد أشهر السنة..
وإما التثمينة الداخلية فتحتوي على ثماني دعامات حجرية التي تشكل أساسات المسجد ..
كما يتخلل تلك الدعامات الثمانية عمودان بين كل دعامة وأخرى ..
فبمجرد الدخول من أي باب من أبواب المسجد الأربع تجد أمامك خمسة أعمدة ..
اثنان في المقدمة وهما الذين يتخللان كل دعامتين من الدعامات الثمانية ..
وثلاثة أعمدة في الخلف وهم الذين يتخللون الدعامات الأربع للقبة ..
وهي ترمز لأركان الإسلام الخمسة ..
ويعلو هذه الأعمدة عقود نصف دائرية متصلة ببعضها البعض بواسطة جسور خشبية وعددها 24 قوسا ...
ترمز إلى 24ساعة في اليوم والليلة ..
أما النوافذ فعددها 52 نافذة ترمز إلى عدد أسابيع السنة..
وإما الزخارف الداخلية فقد اشتملت على أشجار مختلفة الأنواع كالنخيل والزيتون والرمان والتين واللوز ..
وفواكه متنوعة وموضوعة في سلال أو صحون واخذ من كل نوع زوجين مستمدا من قوله تعالى :
ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين ..
وأراد الفنان المسلم أن يذكر بالأشياء الموجودة في الجنة التي وعد الله بها عباده الصالحين المؤمنين ..
وجاء وصفها في القران الكريم أساليب الفنون والزخارف الإسلامية فيها ..
فقد كانت تنطوي على النظرة الإسلامية المجردة التي وضعت حداً للفنون القديمة ومعالمها الوثنية ..
وأظهرت الفنون الإسلامية من خلال لوحات الفسيفساء الجدارية بأسلوب فلسفي هادئ ..
وقد اعترف علماء الغرب بأنه فن عربي أصيل..
ولهذا أطلقوا عليه اسم فن الأرابسك..
كما تم التركيز في الزخارف على تصوير التاج بصورة متكررة ..
وتم تصميمه على الشكل البيزنطي والفارسي التاج ذي الأجنحة ..
وذلك رمزا لنصر الدولة الإسلامية على الحضارة البيزنطية والفارسية ..
بالرمز إلى التاج الذي يشير إلى السلطة والملكية كما استخدم الخط في الزخارف..
حيث تعتبر أقدم كتابة توثيقية لمعلم حضاري يعود للفترة الأموية ...
ومن جهة أخرى تم التركيز على الآيات الدالة على وحدانية الله جل وعلى...
كما تم نقش بعض الآيات من سورة مريم تذكر بالمسيح عيسى
لتدل على مكانته عند المسلمين....
صحن قبة الصخرة
المقصود بصحن قبة الصخرة هو الساحة الخارجية او الباحة التي تحيط بمبنى قبة الصخرة ..
والتي ترتفع عن ارضية الحرم الشريف بأربعة امتار ويوصل اليها عن طريق ادراج ..
توجت بقناطر حجرية تتألف من مجموعة عقود حجرية تقوم على اعمدة رخامية ..
وتعرف باسم البوائك "جمع بائكة" ..
وصممت هذه البوائك لتفي بالغرض الجمالي والهندسي .
وهو ملء الفراغ الموجود في صحن قبة الصخرة ليتجانس مع مخططها الهيكلي من جهة ..
وللغرض التوجيهي وهو الاشارة والدلالة الى مداخل مسجد الصخرة..
وهذه بعض الصور الجمالية لقبة الصخرة
الحلقة ( التاسعة )
استكمال للجولة التفصيلية داخل بناء المسجد الأقصى
البوائك :
يتميز المسجد الأقصى بوجود البوائك المتعددة أو ما يسمى بالقناطر ..
وقد صممها الفنان المسلم حتى لا يترك الدرج بلا نهاية فجميع البوائك هي عبارة عن نهاية للادراج الحجرية الموصلة لصحن الصخرة..
ويبلغ عدد البوائك المحيطة بصحن قبة الصخرة ثمانية ..
حيث مرت هذه البوائك بمراحل ترميم مختلفة تراوحت بين الصيانة والترميم الى اعادة بنائها من جديد وقد وزعت في جهات صحن الصخرة الاربع
أولاً : البائكة الشمالية
تقع في منتصف الحد الشمالي لصحن الصخرة المشرفة في قلب المسجد الأقصى المبارك..
أنشئت في العهد المملوكي عام 721هـ - 1321م، ويبلغ ارتفاعها 7.5م ..
وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف، وعمودين أسطوانيين في الوسط، وسلمها الحجري يقوم على مرحلة واحدة ودرجاته تسع.
البائكة الشمالية الغربية
تقع على الطرف الغربي لصحن الصخرة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك) في جهته الشمالية، قريبا من قبة الخضر . يعود إنشاؤها إلى العهد المملوكي عام 778هـ - 1376م ، ثم جددت في العهد العثماني , ارتفاعها 7م.
وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف، وثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط، سلمها الحجري تبلغ عدد درجاته ثلاثا وعشرين درجة.
البائكة الغربية
تقع في منتصف الحد الغربي لصحن الصخرة المشرفة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك ..
يعود بناؤها المعروف حالياً إلى عام 340هـ - 951م ..
وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف ، وثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط، ..
سلمها تبلغ درجاته أربعا وعشرين درجة ..
توصل الصاعد إلى صحن الصخرة من ساحة المسجد الغربية.
البائكة الجنوبية الغربية
تقع على المحيط الغربي لصحن الصخرة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك) في جهته الجنوبية ..
يعود إنشاؤها إلى سنة 877هـ - 1472م ..
وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف، وعمودين من الرخام في الوسط ، ارتفاعها 7م ، ويوصل إليها سلم حجري، درجاته أربع وعشرون درجة ..
وفي الحائط الشمالي للركبة الشمالية يوجد محراب صغير الحجم لعل تاريخ نقشه يعود إلى العهد العثماني ..
البائكة الجنوبية
توجد في منتصف الحد الجنوبي لصحن الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك ..
وربما تكون قد أنشئت أول مرة في العهد الأموي , ولكن من المؤكد أنها جددت في العهد العباسي ، ثم الفاطمي والعثماني ..
ثم رممتها دائرة الأوقاف الإسلامية عام 1402هـ - 1982م ..
وهي عبارة عن ثلاثة أعمدة أسطوانية في الوسط، تحفها عن اليمين واليسار ركبتان عظيمتان..
ارتفاعها 6.5م. ويصل ساحة المسجد بصحن الصخرة درج حجري درجاته عشرون ..
وفي الواجهة الجنوبية من هذه البائكة الجنوبية توجد مزولة شمسية يستعين بها المصلون للتعرف على أوقات الصلوات..
وكانت الاستعانة بها سابقا أوسع مما هي عليه اليوم ..
للاستعاضة عنها بساعات اليد ..
وهي من صنع مهندس المجلس الإسلامي الأعلى رشدي الإمام، وذلك في سنة 1907م...
وهذه هي صورة المزولة ..
البائكة الجنوبية الشرقية
تقع قرب الطرف الشرقي للحد الجنوبي لصحن الصخرة الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك. أنشئت في العهد الفاطمي عام 412هـ - 1021م, وتم تجديدها في العهد الأيوبي عام 608هـ - 1211م.
وهي عبارة عن ركبتين عظيمتين في الأطراف، وعمودي رخام في الوسط، أسطوانيي الشكل، وعدد درجات سلمها الحجري تسع عشرة، ويتراوح ارتفاعها بين 6.5 و7م.
ويوجد بين هذه البائكة والبائكة الجنوبية على محيط صحن الصخرة حجر منحوت داخل السور الحجري على شكل محراب، ارتفاعه ارتفاع السور المنخفض، ويعتقد أنه جعل بهذا الشكل إشارة للقبلة، وهو مجهول سنة الإنشاء، ويرجح أنه عثماني العهد أنشئ عند تبليط صحن الصخرة.
البائكة الشرقية
هي البائكة الوحيدة في جهتها على الحد الشرقي لصحن الصخرة الواقعة في وسط المسجد الأقصى المبارك ..
أنشئت على الأرجح في العهد الأموي , وأعيد بناؤها في العصر العباسي، في القرن العاشر الميلادي- الرابع الهجري ...
وتعد أكبر البوائك حول صحن الصخرة ..
حيث تتكون من ركبتين عظيمتين ، وأربعة أعمدة أسطوانية رخامية الصناعة ..
ويصل ساحة المسجد الشرقية بصحن الصخرة اثنتان وعشرون درجة ، وثلاث درجات أخريات ، ارتفاعها 6.5م.
( الحلقة العاشرة )
الأروقـــــة
الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك
ممر مسقوف يتكون من 55 عقدا ..
ويمتد بطول الواجهة الغربية للمسجد الأقصى المبارك ..
بنى على عدة مراحل في العهد المملوكي، وتحديدا ما بين عامي 707– 737هـ/ 1307– 1336م ..
بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الغربية للمسجد المبارك ..
تسبب فتح سرداب أسفل المسجد الأقصى يبدأ من حائط البراق ..
قيل إنه تم على يد المسمى حاخام المبكى، والذي عمل لأشهر بسرية تامة في حفره،
وبدعم مما تسمى وزارة الأديان، في إحداث تشققات في الرواق، وسارعت دائرة الأوقاف الإسلامية إلى إغلاق السرداب بالخرسانة المسلحة ..
الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك
ممر مسقوف بطول الواجهة الشمالية للمسجد الأقصى المبارك ..
بنى على عدة مراحل في العهدين: الأيوبي والمملوكي , وتحديدا ما بين عامي 610 – 769هـ/ 1213 – 1367م ..
بهدف تسهيل المرور بين كافة المعالم الموجودة في المنطقة الشمالية للمسجد ..
واليوم يتكون الرواق من مدارس ، ولا يتبق منه أي جزء..
مـــــآذن الأقـــصى
للمسجد الأقصى المبارك أربع مآذن شامخة ..
تتوزع على جهتيه الشمالية والغربية..
حيت يمتد العمران ناحيتهما نظرا لطبيعة الأرض التي تميل للاستواء في هاتين الجهتين ..
بعكس الجهتين الجنوبية والشرقية..
ويعود البناء الحالي لهذه المآذن - باستثناء مئذنة الأسباط التي أعيد بناؤها على الطراز العثماني- إلى العصر المملوكي ..
الذي يعتبر من أزهي العصور التي مرت بالمسجد الأقصى المبارك ..
من حيث الاهتمام بعمارته وتجديده ..
وهذه المآذن تعرضت لأضرار عديدة بسبب الهزات الأرضية والزلازل التي تتعرض لها مدينة القدس ..
أو بسبب قذائف المحتلين أثناء الاحتلالين البريطاني والصهيوني ..
وإزاء ذلك قامت بترميمها كلها أو بعضها الجهات الإسلامية المسئولة عن إدارة الشئون الداخلية للأقصى المبارك ..
مثل المجلس الإسلامي الأعلى في فترة الاحتلال البريطاني ..
ولجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ..
والتي تتبع بدورها وزارة الأوقاف الأردنية، والمكلفة إدارة شئون المسجد الأقصى المبارك..
بموجب القانون الدولي الذي لا يجيز لقوة الاحتلال تغيير الأوضاع في الأراضي المحتلة.
وللمسجد الأقصى المبارك أربعة مآذن هي :
أولاً : مئذنة باب المغاربة (المئذنة الفخرية)
تقع هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى المبارك قريبا من باب المغاربة ..
وتحديدا فوق الطرف الشمالي الغربي لجامع النساء الواقع داخل المسجد الأقصى المبارك ..
وتسمى أيضا المنارة الفخرية نسبة إلى الشيخ القاضي شرف الدين بن فخر الدين الخليلي
ناظر الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس والذي أشرف على بنائها وعلى بناء المدرسة الفخرية القريبة منها عام 677هـ - 1278م، أي في العهد المملوكي.
وهذه المئذنة بنيت بلا أساس ..
وتعد أصغر مآذن المسجد الأقصى المبارك إذ يبلغ ارتفاعها 23.5م فقط .
ثانياً : مئذنة باب السلسلة
تقوم فوق الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك قرب منتصفه إلى الشمال قليلا من باب السلسلة ..
عرفت كذلك بمنارة المحكمة ، حيث تقع بالقرب من مبنى المحكمة الشرعية - الذي يعرف أيضا بالمدرسة التنكزية ..
وكل من المئذنة والمدرسة من أبنية الأمير سيف الدين تنكز الناصري سنة 730هـ - 1329م..
فـي عهـد السلطان الملوكي الناصر محمد بن قلاوون.
أعاد المجلس الإسلامي الأعلى بناءها إثر زلزال أضر بها عام 1341هـ -1922م ..
كما أعيد ترميمها قبل بضعة أعوام على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، ويبدو هذا واضحا في بياض حجرها..
وتعتبر مئذنة باب السلسلة المئذنة الوحيدة من بين مآذن الأقصى الأربعة التي ظل المؤذنون يرفعون منها الأذان يوميا ..
إلى أن بدأ استخدام مكبرات الصوت الموجودة في غرفة المؤذنين المقابلة للباب فوق صحن قبة الصخرة (الواقعة في قلب المسجد الأقصى المبارك).
وتقع المئذنة في موقع حساس جداً حيث تشرف على حائط البراق المحتل والذي حوله اليهود منذ الاحتلال عام 1967م إلى ما يسمونه "حائط المبكى"..
فلا يسمح لأحد من المسلمين بالصعود إليها ، كما يسعى الصهاينة للسيطرة عليها وعلى باب السلسلة المجاور بعد استيلائهم على كل أجزاء المسجد الأقصى المبارك ..
المجاورة لها من جهة الجنوب ..
فضلا عن ذلك فإن الحفريات الصهيونية المتمركزة في هذه الجهة من المسجد الأقصى المبارك ومحيطه ..
خاصة نفق الحشمونائيم الذي افتتح رسميا عام 1996م، أثرت عليها إلى حد باتت تحتاج معه إلى ترميم سريع.
ثالثاً : مئذنة باب الغوانمة
تقع على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك، في أقصى غربه، قرب باب الغوانمة المدعوة به..
وكغيرها من مآذن الأقصى، يعود بناؤها الحالي للعصر المملوكي ، وتحديدا إلى عهد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين عام 697هـ - 1297م ..
إلا أن بعض الأثريين نص على أنها بنيت أصلا في العصر الأموي.
وهي أكثر مآذن المسجد الأقصى المبارك ارتفاعا وإتقانا في الزخارف ..
يبلغ ارتفاعها 38.5م ، وتقوم على قاعدة رباعية الأضلاع، وبدنها رباعي، إلا أن جزءها العلوي ثماني الأضلاع، يصعد إليها بـ 120 درجة ..
وبسبب هذا الارتفاع الذي يجعلها تشرف على مختلف نواحي المسجد الأقصى المبارك ..
سعى الصهاينة إلى السيطرة عليها عبر المدرسة العمرية المجاورة والتي كانت بلدية الاحتلال قد وضعت يدها عليها منذ بدء الاحتلال ..
كما أن النفق الغربي المشؤوم الذي افتتح عام 1996م يمر قرب أساسات هذه المئذنة الجليلة ..
مما أدى إلى تصدعها، واستلزم ترميمها الأخير عام 2001م.
رابعاً : مئذنة باب الأسباط
تقع هذه المئذنة على الرواق الشمالي للمسجد الأقصى المبارك ..
بين بابي الأسباط وحطة. ومن أسمائها "مئذنة الصلاحية" لكونها واقعة في جهة المدرسة الصلاحية (الواقعة خارج المسجد الأقصى المبارك، والتي أصبحت "كنيسة القديسة حنة" خلال العهد العثماني)..
بنيت في عهد السلطان المملوكي في سنة 769هـ- 1367م، على قاعدة رباعية كباقي مآذن الأقصى ..
وفي الفترة العثمانية أعيـد بناؤها بشـكل أسطواني على غرار المآذن العثمانية، فأصبحت المئذنة الوحيدة الأسطوانية الشكل في المسجد الأقصى المبارك...
يبلغ ارتفاعها 28.5م ، وقد تصدعت بفعل زلزال عام 1346هـ - 1927م, مما اضطر المجلس الإسلامي الأعلى إلى هدم القسم العلوي وبنائه من جديد ..
وعند الاحتلال الصهيوني للقدس سنة 1967م، تضررت المئذنة اثر إصابتها بالقذائف ..
وجرى ترميمها كاملا مرة أخرى بعد ذلك على يد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، وكست قبتها بالرصاص...
كما تعرضت مئذنة الأسباط لإطلاق نار مكثف من جانب جنود الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى ..
لإجبار المتظاهرين المحتمين بها على الاستسلام، بعد أن امتدت المواجهات إليها عقب صلاة الجمعة 6/10/2000م...
وفي هذه الأثناء، ارتكبت وحدة مستعربين صهاينة عملية قتل شنيعة للفتى الشهيد مجدي المسلماني (15 عاما) قرب هذه المئذنة لإخافة المتظاهرين ..
إلا أن الجريمة أدت إلى امتداد المظاهرات بوتيرة أعنف حتى صلاة المغرب ..
حيث لم يستطع المحتلون إخمادها إلا بعد اقتحام أعداد غفيرة منهم للمسجد الأقصى المبارك.
يتبع ..
يتبع