البرهان 147
من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )
{ ذٰلِكَ مِنْ أَنْبَاء ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ *
وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ
فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ ءالِهَتَهُمُ
ٱلَّتِى يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ
لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبّكَ
وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }
{ 100 -101 }
ولما ذكر قصص هؤلاء الأمم مع رسلهم،
قال الله تعالى لرسوله: { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ْ}
لتنذر به، ويكون آية على رسالتك،
وموعظة وذكرى للمؤمنين.
{ مِنْهَا قَائِمٌ ْ} لم يتلف، بل بقي من آثار ديارهم، ما يدل عليهم،
{ وَ ْ} منها { حَصِيدٌ ْ} قد تهدمت مساكنهم،
واضمحلت منازلهم، فلم يبق لها أثر.
{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ْ} بأخذهم بأنواع العقوبات
{ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ْ} بالشرك والكفر، والعناد.
{ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ
الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ
لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ْ}
وهكذا كل من التجأ إلى غير الله،
لم ينفعه ذلك عند نزول الشدائد.
{ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ْ}
أي: خسار ودمار،
بالضد مما خطر ببالهم.