البرهان 149
من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )
{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ
وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *
وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ْ}
{ 113 ْ}
أمر نبيه محمدا
، ومن معه من المؤمنين،
أن يستقيموا كما أمروا، فيسلكوا ما شرعه الله من الشرائع،
ويعتقدوا ما أخبر الله به من العقائد الصحيحة،
ولا يزيغوا عن ذلك يمنة ولا يسرة، ويدوموا على ذلك،
ولا يطغوا بأن يتجاوزوا ما حده الله لهم من الاستقامة.
وقوله: { إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ْ}
أي: لا يخفى عليه من أعمالكم شيء, وسيجازيكم عليها،
ففيه ترغيب لسلوك الاستقامة، وترهيب من ضدها،
ولهذا حذرهم عن الميل إلى من تعدى الاستقامة فقال:
{ وَلَا تَرْكَنُوا } أي: لا تميلوا { إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ْ}
فإنكم إذا ملتم إليهم، ووافقتموهم على ظلمهم،
أو رضيتم ما هم عليه من الظلم
{ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ْ} إن فعلتم ذلك
{ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ْ} يمنعونكم من عذاب الله،
ولا يحصلون لكم شيئا، من ثواب الله.
{ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ْ} أي: لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم،
ففي هذه الآية:
التحذير من الركون إلى كل ظالم،
والمراد بالركون، الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك،
والرضا بما هو عليه من الظلم.
وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة،
فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟!!
نسأل الله العافية من الظلم.