البرهان 152
من سورة يوسف ( عليه الصلاة والسلام )
{يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }
{ 87 - 88 }
أي: قال يعقوب
لبنيه:
{ يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ }
أي: احرصوا واجتهدوا على التفتيش عنهما
{ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ }
فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه،
والإياس: يوجب له التثاقل والتباطؤ،
وأولى ما رجا العباد،
فضل الله وإحسانه ورحمته وروحه،
{ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }
فإنهم لكفرهم يستبعدون رحمته،
ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبهوا بالكافرين.
ودل هذا على أنه بحسب إيمان العبد
يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه.