عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-11, 03:07 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: المذهب السني
بمعدل : 1.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 28
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جارة المصطفى المنتدى : بـاب السيـرة النبـويـة
افتراضي

صفة شعره، وشيبه، وترجله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة -
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لم تحظ شخصية تاريخية عظيمة بتدوين تفاصيل مظهرها بدقة، وتأريخها بعناية، وروايتها بأسانيد متصلة من الرجال الثقات الأثبات، كما حظيت به شخصية الحبيب محمد - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-.
وها هي ذي مدونات السير، ومصنفات السنن تتباهى بجملة من أوصافه الجسدية المتكاملة المعبرة، تنقشها على لوحة الزمان، وتبعثها لخواطر قلب عَمَّرَهُ الإيمان، ونأى به الزمان؛ ليسعد بوصفه الفؤاد، إن حرمت من رؤيته العينان.
عن أم المؤمنين عائشة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا- قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- من إناءٍ واحد، وكان له شعرٌ فوق الجمّة، ودون الوفرة"(1).
والجمّةُ: ما سقط على المنكبين، والوفرة: ما وصل إلى شحمة الأذن، وهذا يدل على أن شعره - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- كان متوسطا بينهما، فهو لمّة في الجملة، وله أحوال أخرى.

وهذا التصوير اللطيف، والتعبير العفيف من كمال الأدب النبوي الذي تعلمته أم المؤمنين عائشة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا- يبين لنا مقدار طول شعره - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-.
وعن بن عباس - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا- أن: "رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم، وكان رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- رأسه"(2).
ومعنى يسدل شعره: يرسل شعر ناصيته حول الرأس، ويرخيه على جبينه من غير أن يقسمه إلى قسمين.
موافقةً لأهل الكتاب حين كان عبدة الأوثان كثيرين، وإنما آثر محبة ما فعله أهل الكتاب على فعل المشركين لتمسك أولئك ببقايا شرائع الرسل، وهؤلاء وثنيون لا مستند لهم إلا ما وجدوا عليه آباءهم، وقد حرص النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- على تألف أهل الكتاب ليجعلهم عوناً على قتال من أبى واستكبر من عباد الوثن، كما تألفهم في قبلتهم(3).

قال القرطبي - رحمه الله-:
حبه - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- كان لموافقة أول الأمر عند دخوله المدينة؛ حتى يصفو إلى ما جاء به، فلما تألفهم ولم يدخلوا في الدين، وغلبت عليهم الشقوة، أمر بمخالفتهم في أمور كثيرة، كقوله: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم"(4).
وعن عبد الله بن مغفل قال: "نهى رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- عن الترجل إلا غباً"(5).
والمراد: النهي عن دوام تسريح الشعر وتدهينه، ليفعل يوما ويترك يوما؛ لأن المواظبة تشعر بشدة الإمعان في الزينة والترفّه، وذلك شأن النساء، ولهذا قال ابن العربي - رحمه الله-: موالاته تصنّع، وتركه تدنّس، وإغبابه سنّة.
وعن أبي بكر - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال: يا رسول الله، قد شبت (أي ظهر فيك أثر الشيب). قال: "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت"(6).
وحكمة السؤال: أن مزاجه اعتدلت فيه الطبائع، واعتدالها يستلزم عدم الشيب، وهذا لا ينافي حديث أنس أنه لم يبلغ الشيب؛ لأن الروايات الصحيحة صريحة في أن ظهور البياض في رأسه ولحيته لم يكثر، فيحكم عليه بالشيب بسببه.

وجوابه البليغ بإسناد السبب إلى السور، والمؤثر هو الله تبارك وتعالى، من حسن الأدب مع الرب – سبحانه- فالخير كله بيديه، والشر ليس إليه، ولربط المقادير بالأسباب الحقيقية، وذكر هوداً وأخواتها لاشتمالها على بيان أحوال السعداء والأشقياء، وأحوال يوم القيامة، والأمر بالاستقامة له ولأمته، ونحوه مما يوجب استيلاء سلطان الخوف، لاسيما على أمته؛ لعظيم رأفته بهم ورحمته، وتتابع الغم فيما يصيبهم، واشتغال قلبه وبدنه، وإعمال خاطره فيما فعل بالأمم الماضية، وذلك كله يستلزم ضعف الحرارة الطبيعية، وبضعفها يسرع الشيب، ويظهر قبل أوانه.
و لما كان عند النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- من انشراح الصدر، ونور اليقين ما يسليه ويثبته؛ لم يستول ذلك إلا على قدر يسير من شعره الشريف؛ ليكون فيه مظهر الجلال والجمال معاً.
ووجه تقديم سورة هود هو أمره بالاستقامة، قال تعالىنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةفاستقم كما أمرت) والثبات على الاستقامة من أعلى المراتب، ولا يستطيع الترقّي إلى ذروتها إلا من شرّفه ربه بخلع السلامة، واختصّه بسابغ الهداية(7).

تكتب هذه السلسلة
د/ منى القاسم

(1) - سنن الترمذي (1755) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن عائشة أنها قالت: "كنت أغتسل أنا ورسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- من إناء واحد (ولم يذكروا فيه هذا الحرف) وكان له شعر فوق الجمة، ودون الوفرة". وعبد الرحمن بن أبي الزناد ثقة، كان مالك بن أنس يوثقه، ويأمر بالكتابة عنه .
(2) - صحيح البخاري ( 3365).
(3) - ينظر: المواهب المحمدية (1/150).
(4) - متفق عليه: رواه البخاري (3275)، ومسلم (2103) من حديث أبي هريرة.
(5) - رواه الترمذي في سننه (1756)، وقال : هذا حديث حسن صحيح.
(6) - رواه الترمذي في سننه (3297)، وقال : حديث غريب وقال الحاكم : صحيح ووافقه الذهبي، وقال البوصيري في الإتحاف (2/171): رواته ثقات.
(7) - المواهب المحمدية (1/150).
ما جاء في صورة خلقته - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة -
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عن أنس -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال: "لم يكن رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد، ولا بالأبيض الأمهق (الشديد البياض الخالي عن الحمرة كالجصّ)؛ بل كان بياضه نيّرا مشربا بحمرة)، ولا بالآدم (شديد السمرة)، وليس بالجعد القطط، ولا بالسبط (شعره متوسط بين التجعد والاسترسال)، بعثه الله على رأس أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين، وبالمدينة عشرا، وتوفاه الله على رأس ستين سنة، وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء"(1).

وعن علي- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال: "لم يكن رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- بالطويل ولا بالقصير، شثن الكفين والقدمين (يميلان إلى غلظ وقصر)، ضخم الرأس، ضخم الكراديس (عظيم رؤوس العظام وجسيمها)، طويل المسربة (ما دق من شعر الصدر)، إذا مشى تكفأ تكفؤا (يمشي إلى الأمام)، كأنما انحط من صبب (ينزل من منحدر الأرض لقوة مشيه)، لم أر قبله ولا بعده مثله "(2).

وعن جابر بن سمرة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال: "كان رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- ضليع الفم، أشكل العينين، منهوش العقب، قال شعبة: قلت لسماك: ما ضليع الفم ؟ قال: واسع الفم، قلت: ما أشكل العين ؟ قال: طويل شق العين. قال: قلت: ما منهوش العقب ؟ قال: قليل اللحم."(3)

عن جابر بن سمرة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال: "رأيت رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- في ليلة إضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر"(4)
النفوس المحبّة تتوق إلى ملاقاة محبوبها؛ لتنعم العين برؤيته، ويأنس الفؤاد بقربه ومودته، ويبلغ الشوق غايته، والحب ذروته، عندما يكون المراد هو قرة عيون المؤمنين، خاتم النبيين والمرسلين، محمد - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-، فما تنفك الخواطر الحرّى تتلمس طرفاً من أخبار نعوته، وبيان صفاته؛ لتطمئن برؤية خياله، كلما أعياها الظفر بوصاله، واكتوت حزنا على بعده وفراقه.
طيف تجلّى نوره ساطعاً * حتّى رأته مقلة الهائم(5)
و هذه الروايات الثابتة عن أصحابه- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- تحكي أوصافاً شاملة لجمال صورته، وروعة خلقته، ممن عرفه عن كثب، وخالطه عن قرب، تنبيك دقّة بيانها، واستيعاب تفاصيلها عن غزارة الحبّ العظيم الراسخ في الفؤاد، كأغلى ما يحبه أحدنا من زهرة الحياة الدنيا وزينتها، يتلذذ بمرآه صباح مساء، ولفرط حرصه عليه، وشوقه له، يحفظ أدقّ تفاصيله، وصفات شكله!.
وبعد... فهذا الخلق الفائق في الحسن والتناسق، المبدع في التصوير، المخرج في أحسن تقويم، كالقمر المنير في أديم السماء يتلألأ إشراقا وبهاءً، أراده الخلّاق الحكيم – سبحانه- ليكتمل به إعداد الشخصية النبوية المكلّفة بأعباء الرسالة العالمية، فيكون حسن مظهره سبباً لائتلاف القلوب عليه، وميلها إليه؛ فإن النفوس فطرت على حب الجميل تنساق له طواعية، وما جمال ظاهره بأحسن من كمال باطنه، وطهارة سيرته، وطيب حياته كلها - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-.
أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـقٌ، بالحسن مشتملٍ، بالبشر متَّسـمِ، كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ
والبحر في كرمٍ، والدهر في هِمَمِ، كأنه وهو فردٌ من جلالتــه في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون في صدفٍ، من معْدِنَي منطقٍ منه مُبْتَســم، لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــم(6)
تكتب هذه السلسلة
د/ منى القاسم

(1) - جامع الترمذي (3623) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني :صحيح .
(2) - ،جامع الترمذي ( 3637) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني :صحيح .
(3) - جامع الترمذي (3647)و قال أبو عيسى :هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني : صحيح .
(4) - جامع الترمذي (2811) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب .
(5) - تزيين الأسواق بمصارع العشاق (2/418) .
(6) - بردة البوصيري.
ضحكه، ومزاحه - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عن جرير -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال :" ما حجبني النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ..."(1) الحديث .
وعن أبي ذر- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال : قال رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : "إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولا الجنة، وآخر أهل النار خروجا منها، رجل يؤتى به يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه، وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه فيقال عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، وعملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر، وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه، فيقال له فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول رب قد عملت أشياء لا أراها ها هنا، فلقد رأيت رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- ضحك حتى بدت نواجذه ".(2)

عن أبي هريرة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا قال :"إني لا أقول إلا حقا ".(3)

البسمة آية من آيات الله تعالى، ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال تنبثق من القلب، وترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة، وتنشر نسائم المحبة، وتستلّ عقد الضغينة والبغضاءً لتحل ّالألفة والإخاء، وكما قال ابن عيينة -رحمه الله -: البشاشة مصيدة القلوب. وأوصى ابن عمر- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- ابنه فقال:

بنيّ إن البر شيء هيّن ** وجه طليق وكلام ليّن
لقد أرسى الحبيب محمد - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- خلق البسمة والبشاشة، وعلّم الإنسانية هذه اللغة العالمية اللطيفة بقوله، وفعله، وسيرته العطرة.
فكان - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- بسّام الثغر، طلق المحيا، يحبه بديهة من رآه، ويفديه من عرفه بنفسه وأهله، وأغلى ما يملك!
لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه بذرا طيبا آتى أكله ضعفين، خيراً في الدنيا، وأجراً في الآخرة .
أما الخيرية العاجلة ؛ فانشراح القلب، وراحة الضمير، ومنافع صحية أخرى أثبتها الأطباء على البدن، ويتبعها مصالح اجتماعية وشرعية من تأليف القلوب وربطها بحبل المودة المتين، وترغيبها لحب الدين ، فالبسمة بريد عاجل إلى الناس كافة، لا تكلفنا مؤنا مالية، أو متاعب جسدية؛ بل تبعث في ومضة سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس!
والخيرية الآجلة ؛ الثواب المثبت في جزاء الصدقة، وبذل المعروف ، فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة، يسطيعها الفقير والغني على حدّ سواء.
وربما ساغ للبعض البخل بالابتسامة، وإيثار العبوس والجفاء، للظهور بما يظنه سمت أهل العبادة والزهد، أو يحسب بشاشته سبباً لقسوة القلب وغفلته، وذهاب المروءة ! فأين هو من هدي النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- وسنته، ويسر دينه ورحمته ؟!.
ألا ترى كيف ضحك الحبيب - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- ابتهاجاً برحمة ربه - تبارك وتعالى- حتى بدت أنيابه ، وكان يداعب الصغار ويسليهم ، ويؤانس أصحابه الرجال ويمازحهم ، حتى يقول القائل منهم متعجباً لسماحته -نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- : (إنك تداعبنا ؟!) فلا يمنعهم مزاحه، ولا يعتبره منافيا لمقام النبوة، وشرف الرسالة، ومهام الدعوة إلى الله تعالى .
و يكتفي لأصحابه بضابط الدعابة الحسنة بقوله:" إني لا أقول إلا حقاً " أي صدقاً وعدلاً.
فالمداعبة مطلوبة محبوبة، لكن في مواطن مخصوصة، فليس في كل آن يصلح المزاح، ولا في كل وقت يحسن الجد.

أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى ** وإني إذا جدّ الرجال لذو جدّ
قال الراغب - رحمه الله -: المزاح والمداعبة إذا كان على الاقتصاد محمود، والإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرّئ السفهاء، وتركه يقبض المؤانس، ويوحش المخالط.
فالمنهي عنه ما فيه كذب، أو مداومة عليه؛ لما فيه من الشغل عن ذكر الله تعالى(4).
وبعد، فهل يترقى المربون، والمعلمون، والدعاة، والموجهون، والآباء، والأمهات والمسؤولون، والرعاة إلى أن تعلو شفاههم البسمة فيقتدي بهم من كان تحت أيديهم وتحت رعايتهم؟!.


تكتب هذه السلسلة
د/ منى القاسم

(1) - صحيح البخاري (5739).
(2) - صحيح مسلم (190).
(3) - سنن الترمذي (1990) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.
(4) - فتح الباري 10 /526 ، تحفة الأحوذي 6/108، فيض القدير 3/14.










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس