عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-11, 03:34 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: المذهب السني
بمعدل : 1.00 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 28
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جارة المصطفى المنتدى : بـاب السيـرة النبـويـة
افتراضي

صبره وتضحيته نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عن عروة بن الزبير قال قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص أخبرني بأشدّ ما صنع المشركون برسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة قال" "بينا رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وقال: ( أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم )"(1).
وعن عائشة ( نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا) زوج النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أنها قالت للنبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: هل أتى عليك يوم كان أشدّ من يوم أحد؟ قال: "لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على بن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال؛ فسلم علي، ثم قال: يا محمد فقال ذلك فيما شئت إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً (2).
* * * *
نبينا محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أكثر الرسل دعوةً وبلاغاً وجهاداً، و من ثم كان أكثرهم ابتلاءً وإيذاءً و أعداءً، بل كان الابتلاء حليفه منذ ولادته يتيما فاقداً أباه ثم أمه متنقلاً من حضن إلى حضن، تكلؤه عناية الله، وتحوطه مبرته، حتى أشرقت شمس الدعوة إلى الله تعالى، وحينها اشتد الأذى بالنبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، ولاقى من قومه وعشيرته وقرابته ما يشيب منه النواصي، ويزلزل الجبال الرواسي!
لقد نصبوا له العداء، فرموه بكل ما قدروا أن يرموه به من السحر والكهانة والشعر والجنون، وغير ذلك مما درجوا على التفوّه به زوراً وبهتاناً، وهو البراء من ذلك كله، فلازم الصبر الجميل الذي تواتر حضّ الله عز وجل به نبيه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وأمته به في مواضيع كثيرة من كتابه الحكيم كما في قوله: (واصبر وما صبرك إلا بالله) (3) وقوله تعالى: (فاعبده واصطبر لعبادته) (4) ،وقوله تعالى: (واصبر نفسك من الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) (5).
وما فتئ القرآن الكريم يذبُّ عنه افتراءاتهم، ويدحضُ أباطيلهم، فتبوء أقوالهم بالخيبة والخسران.
وحتماً.. لشريفُ القدر، العظيم الهمة، الكريم المعدن، لا يقدر على تحمل ذلك؛ فقول الزور والبهتان ينزل على مسامعه وقلبه كالصواعق، فتهد كيانه، وتشغل فؤاده، حيث يعلم براءة نفسه، وعزة أصله، وصدق منطقه، ثم هو بما يمتلكه من إحساس مرهف ورقة مشاعر يضيق صدره بما يقلون، وتتألم نفسه عند سماع تلك الأقوال الباطلة الأفاكة، لاسيما من قومه وقرابته الذين يعرفون أمانته وصدقه كما يعرفون أنفسهم وأبنائهم.

وظلم ذوي القربي أشدُّ مضاضة ** على النفس من وقع الحسام المهند(6)

ويعظم البلاء به نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لعظم جهلهم وتمادي طغيانهم وقسوة قلوبهم، حتى بالغوا في إيذاء الحبيب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة جسديا ومعنويا – بأبي هو وأمي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة – فأُخِذ بتلابيب ثوبه حتى سقط على ركبتيه، ولوي عنقه بالثوب حتى خنق خنقاً شديداً، ووضع سلا الجزور على ظهره الشريف، وهو ساجد لربه تعالى! (7).
ورمي بالحجر حتى أدميت قدماه، ودبر قتله في مكيدة عظيمة، وشق وجهه، وخرج طريداً من الطائف مهموم القلب حائراً ... يدعو مولاه سبحانه ويشكو إليه ضعف قوته وقلة حيلته، وهوانه على الناس، مناشداً رب المستضعفين مستعيذاً بنور وجهه الذي أشرقت له الظلمات أن ينزل به غضبه، أو يحل به سخطه!
فيرسل له ربه له ملك الجبال ويراوده أن يطبقها على مكذبيه إن شاء فيجيبه: بل أرجو أ يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً" !
فعجباً ثم عجباً لصبره الجميل وتحلمه الذي عز عن المثيل!
صبر.. يستحيل العذاب معه إلى لذة مناجاة، وقرب من مولاه!
صبر .. يرتقب من زواياه الضيقة وآلامه المبرحة أفقاً رحباً وأملاً ممتدا لأمة توحد الله وتعظم حرماته وتحقق شريعته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) صحيح البخاريج4/ص1814 برقم(7).
(2) متفق عليه، صحيح البخاري ج/3ص1180 برقم (3059) وصحيح مسلم ج3/ص1420.
(3) سورة النحل، الآية: (127).
(4) سورة ميرم، الآية: (65).
(5) سورة الكهف، الآية: (28).
(6) من قصيدة طرفة بن العبد الكعبي.
(7) ينظر إلى كاتب هذه المقالة إلى أخلاق النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في القرآن والسنة ( 1/440 ) فيه مبحث رائع لصفة الصبر.

الخاتمة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بعد رحلة سريعة ماتعة في رياض الشمائل النبوية الزاخرة بألوان الجمال, الساحرة بأفانين الأدب الحسان, نقف لنستجلي آثار تلك الشمائل على شخصية النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وأصحابه, وأمته ونقطف بعض ثمارها.
1- الاستدلال بها على صدق نبوته, واصطفائه للرسالة, والإيمان به, فلم يكن في عصره ومن بعده من داناه في كماله خلقاً وخلقاً, فهو كما وصفه الذي اختاره بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم)(1), وحقيق لمن بلغ من الفضائل غايتها, واستكمل لغايات الأمور آلتها, أن يكون لزعامة العالم مؤهلاً, وللقيام بمصالح الناس موكلاً, ولا غاية بعد النبوة فاختص بها نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة (2).
وقد حظي نبينا محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بفضائل وكرامات فاقت غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مصداقاً لقوله: (ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً) (3).
كيف ترقى رقيك الأنبياء ** يا سماء ما طاولتها سماء ؟!!(4).
2- تجلي معنى القدوة الحسنة, ففي شمائله الكريمة تطبيق عملي لما أمر الله به من الأخلاق الكريمة والصفات الفاضلة, قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) (5), وتحقيق لمكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحثّ عليها القرآن الكريم, كما قالت عائشة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا في وصفه: "كان خلقه القرآن يرضى لرضاه ويسخط لسخطه"(6).
وبذلك عرف أن كمالات خلقه لا تتناهى كما أن معاني القرآن لا تتناهى, وأن التعرض لحصر جزئياتها غير مقدور للبشر) (7).
وظل الناس يلمسون طيب شمائله في معاملته لهم, و ولايته عليهم, ومعاشرته ومأكله ومشربه ومدخله ومخرجه وحله وسفره, وسلمه وغزواته وسائر شؤون حياته, ويتأسّى بها من اهتدى.
3- تحليه بهذه الشمائل الفاضلة, بتوازنها وتكاملها وثباتها وانسجامها يجعل شخصيته معجزة خالدة ! يعز نظيرها في الواقع, إذ هو النبي الذي كملت فيه معاني الإيمان, وآداب الإسلام, ومقام نبوته شامل لكل أنواع الحكمة والعبادة والأدب, جامع لكل خير وعزّ وسؤدد.
4- أن أخلاق النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مبنية على أصول قطعية الثبوت والدلالة من العلم الإلهي, فلم تنشأ من تجربة أو فلسفة, أو تعليم وتدريب, فشمائله كانت في أصل خلقته واكتملت بعد نبوته بالجود الإلهي والفيض الرباني الذي لم تزل تشرق أنواره في قلبه إلى أن وصل لأعظم غاية وأتمّ نهاية.
وتلك الشمائل هي وعاء النبوة, وأسُّ الوحي, وجوهر العناية الربانية (8), قال تعالى: (وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) (9), وهي قرينة لعلمه الجم الذي دعا ربه أن يزيده منه: (وقل رب زدني علما)(10).
5- محبة النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة من قبل أصحابه وأمته, وتأليف القلوب إليه, وشهادة المنصفين من أعدائه بعظمته وبراءته من أي نقص خلقي.
شهد الأنام بفضله حتى العدا ** والفضل ما شهدت به الأعداء
وقد زخرت السيرة النبوية بمواقف متوافرة من حياة الصحابة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة تدلل على عمق محبتهم, وصدق مودتهم, حتى استرخصوا النفس والمال والولد والأهل فداء له ولدينه, وبادروا لتقديم ما يجب له من الصلاة عليه, والدفاع عنه وتعظيمه, واتباع سنته.
6- فضيلة التأسي بأخلاقه النبيلة, وسجاياه الكريمة, وأثرها على النفس بهدايتها وزكاتها واطمئنانها, والأسرة بتآلفها ونجاحها واستقامتها, والأمة بصلاحها ونصرها وسعادتها.
وختاماً.. نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين, غير ضالين ولا مضلين, وأن نكون لسنة نبينا محمد نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة مقتدين , وبشمائله ممتثلين, وبالحق عاملين, وفي الجنان منعمين, الله آمين.


(1) سورة القلم الآية: (4).
(2) أعلام النبوة للبوصيري (2 304)
(3) سورة الفتح الآية: (2).
(4) من قصيدة أحمد شوقي.
(5) سورة الأحزاب الآية: (21).
(6) والمعنى: العمل به والوقوف عند حدوده والتأديب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته عون المعبود (4/ص154), والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (1/30) وأحمد في مسند من طرق عدة عنها (6/91), (6/163), (216).
(7) فيض القدير (5/ص 170).
(8) شمائل المصطفى ص 106
(9) سورة النساء الآية: (113).
(10) سورة طه الآية: (114).










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس