حكم مابين السورتين
قال النَّاظِم -رحمه الله- :
وَبَيْنَ كُلِّ سُورَتَيْنِ بَسْمِلا
لا بَيْنَ الاَنْفَالِ وَتَوْبَةٍ فَلا
تَأْتِ بِهَا بَلْ قِفْ أوِ اسْكُتْ أَوْصِلا
ثَلاثَةٌ صَحَّتْ لِكلِّ مَنْ تَلا
لقالون بين كل سورتين- من سور القُرْآن- البسملة سواء كانتا مرتبتين؛ كأول الفاتحة والبقرة وأول الروم ولقمان أو واحدة متأخرة عن الأخرى؛ كآخر الكهف بأول يونس أو آخر الجاثية بأول الدخان؛ فيتعين الإتيان بالبسملة لقالون.
وأشار النَّاظِم إلى إنه لا يجوز الإتيان بالبسملة أول سورة التوبة؛ فإذا وصلنا آخر الأنفال بأول التوبة تمتنع البسملة وتجوز الوجوه الآتية:
1- القطع : وهو أن يقف القارئ على آخر الأنفال ثم يبتدئ بأول التوبة من غير بسملة
2- السكت : وهو الوقف على آخر الأنفال من غير تنفس بمقدار حركتين ونبدأ بأول سورة التوبة من غير بسملة
قال الإمام الشَّاطبي -رحمه الله- [1])
وسَكْتُهُمُ الْمُخْتَارُ دُونَ تَنَفُّسٍ
وَبَعْضُهُمُ فِي الْأَرْبِعِ الرُّهْرِ بَسْمَلاَ
وقال ابن بَرِّي -رحمه الله- [2])
واسكت يسيرا تحظ بالصواب
3- الوصل: وصل آخر سورة الأنفال بأول التوبة من غير بسملة كذلك فهذه ثلاثة أوجه
قال العلامة الخليجي -رحمه الله- :
وبين الأنفال وتوبة بلا
بسملة للكل قف واسكت صلا
فجمع -رحمه الله- الأوجه الثلاثة في هذا البيت .
والعلة من عدم ثبوت البسملة بين الأنفال والتوبة لان البسملة أمان وسورة التوبة ليس فيها أمان للمشركين لأنها نزلت بالسيف والوعيد والتشديد والتهديد للمشركين( قال ابن عباس -
- سالت علي -
- لمَ لمْ تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم فقال:لأن بسم الله أمان وبراءة ليس فيها أمان نزلت بالسيف ).
قال الإمام الشَّاطبي -رحمه الله- [3])
وَمَهْمَا تَصِلْهَا أَوْ بَدَأْتَ بَرَاءَةً
لِتَنْزِيلِهاَ بالسَّيْفِ لَسْتَ مُبَسْمِلاَ
يعني أنها نزلت بالسيف؛ فلا تجوز البسملة في أولها، أما البسملة في أجزائها أي في أجزاء سورة التوبة، فالقارئ مخيَّر بين البسملة أو عدم البسملة .
قال الإمام الشَّاطبي رحمه الله[4])
سِوَاهاَ وَفي الْأَجْزَاءِ خُيِّرَ مَنْ تَلاَ
قال العلامة إبراهيم المارغيني -رحمه الله- :
وخيرن فيها لدى الاداء
إذا ابتدأت أول الأجزاء
أما الأوجه الجائزة بين السور لقالون فهي كالأتي :
1- الوقف على آخر السورة والوقف على البسملة والابتداء بأول السورة والوقف يكون مع التنفس قال بعضهم ([5]):
والوقف قطع الصوت آخر الكلام
وضعفا وقدره التنفس علم
2- الوقف على آخر السورة المنتهية ووصل البسملة بأول السورة .
3 وصل آخر السورة بالبسملة مع وصلها بأول السورة الموالية .
فهذه ثلاثة أوجه لقالون وعليها العمل؛ فبأي وجه أتى القارئ فقد أصاب ولا يلزمه الإتيان بكل الأوجه إلا إذا كان يجمع لأجل التعلم على يد الشَّيْخ . بقي وجه واحد ممنوع لا تجوز القِرَّاءة به وهو وصل البسملة بآخر السورة والوقف على البسملة، والعلة من عدم جواز هذا الوجه كون البسملة لأول السورة لا لآخر السورة لأن البسملة تكون خاصة بأوائل السور.
قال الإمام الشَّاطبي -رحمه الله- [6])
وَمَهْمَا تَصِلْهَا مَعْ أَوَاخِرِ سُورَةٍ
فَلاَ تَقِفَنَّ الدَّهْرَ فِيهاَ فَتَثْقُلاَ
قال ابن بَرِّي -رحمه الله- [7])
ولا تقف فيها إذا وصلتها
بالسورة التي ختمتها
***
([1]) بيت رقم 103
([2]) بيت رقم 51
([3]) بيت رقم107
([4]) بيت رقم106
([5]) هذا البيت الشعري قال به احد الفقهاء في مدينتنا ولا نعرف له قائلا فلو علم احد الأفاضل بصاحب البيت أن يفيدنا بارك الله فيكم
([6]) بيت رقم 107
([7]) بيت رقم 71