المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2011 |
العضوية: |
6166 |
المشاركات: |
47 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.01 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
0 |
نقاط التقييم: |
21 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
لي أصحاب مسافرون معي قد تجهزوا وما تجهزت*
لقد حملوا طيبات كثيرة وما حملت .... ﻻ ، بل لي حمل أثقل كاهلي ... حمل يضر وﻻ ينفع ..
فليت شعري ما الذي جعلني أحمل ما يضر وﻻ ينفع ؟
ثم ليت شعري إنَّ صحبي حولي أراهم قد حملوا الطيبات فسعدوا وارتاحوا ... نفوسهم راضية مطمئنة ، وأما نفسي فحزينة متألمة..
كم مرة ٍ راودتني نفسي أن أكون معهم ؟
لكن خطواتي ثقيلة ﻻ تتقدم نحوهم !!
فقلت لها يا نفسي إن لم تتحركي من أجل ما ينفعك فﻼ أقل من أن تتخلصي مما تحملين .
فلم تجبني..
فناديت : يا*عيني*
فلتذرفي*
الدموع*
.
قرب وقت السفر واشتد الجمع له ، فمن حولي أمثال دوي خلية النحل من العمل والسعي الدءوب من أجل السفر .
نعم ﻷنه ليس سفرا ً مهما ً وفقط ، بل أهم سفر سنسافره جميعا ً ... إنه السفر لﻶخرة ، وهل هناك سفر أهم منه ؟
ﻻ وألف ﻻ ... إنه أهم سفر منذ ولدتنا أمهاتنا ... سفر ٌ ﻻ رجعة فيه ..*
ومع هذا فلم يحركني كل هذا ،
فناديت يا عيني فلتذرفي الدموع .
تقاربت اﻷيام ولكن اليوم ليس ككل يوم..
أحس ذلك ولكن ﻻ أدري لماذا ؟
لكن هال عيني ما رأت من هذا ؟ من هؤﻻء ؟
أحقا ً هي النهاية ؟ هل بدأ السفر ؟
ما بال أطرافي قد بردت ؟*
لقد أيقنت أنها النهاية ... نعم بدأ السفر ، ولكـن أين الزاد ؟ أحقا ً سأرحل بﻼ زاد ؟*
لكن أشغلني أمرٌ آخر .. لقد وجدتني أحمل حمﻼً سيئا ... إنه فرصة للتخلص منه ، ولكن مالي ﻻ أستطيع ؟
هل أنادي يا عيني فلتذرفي الدموع ؟
لكن حتى هذه ﻻ أستطيع .
اللسان ﻻ يتحرك ، والجسد كله هامد ، فﻼ إله إﻻ الله .
" كﻼ إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق "
" فلوﻻ إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ ٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن ﻻ تبصرون "
أفي هذه اللحظة توبة ؟ كﻼ وربي .
ما هذا ؟ وإلى أين ؟ إنه عالم جديد كل من يدخله يوزن بما معه من زاد .
لقد هالني ذلك عن النوم على التراب ، ومفارقة اﻷحباب ، لكن كل هذا يهون أمام الميزان ...*
أين الزاد؟ أين ؟*
ولكن يا ويحي مما أحمل .. أتراني سأضعه في الميزان أيضا ً ؟
ياعيني فلتذرفي الدموع .
حتى إذا شاء الله أن تحق الحاقة وتقرع القارعة فإذا باﻷرض قد زلزلت زلزالها ، وأخرجت أثقالها ، فقمت مع من قاموا حفاة عراة غرﻻ .
فيا لهول ما أرى ... إن منهم من يغطي العرق نصفه ومنهم يلجمه العرق ، ومنهم من يحمل أوزارا ً مثل الجبال ولكن أين؟؟
إنه يحملها على ظهره يسعى بها إلى الحشر .
ومنهم من يطوق أرضا ً ... في رقبته ولكن أي أرض ؟ إن شبرا ً من أرض الدنيا يطوق اليوم في الرقبة إلى سبع أراضين .
وها أنا كم أحمل ... فيا عيني فلتذرفي الدموع .
حتى إذا شاء الله ـ بعد وقوف طويل ـ أن يفصل بين الخﻼئق فتطايرت الصحف فآخذ ٌ باليمين وآخذ بالشمال ، فإلى أين هؤﻻء ؟ وإلى أين أولئك ؟
أهل اليمين في نعيم مقيم ... فأطلق لخيالك العنان ليسبح في هذا النعيم حتى يصل إلى غايته ، فهناك تعرف أنه أعلى من ذلك كيف ﻻ ؟ وفيها ما ﻻ عين رأت وﻻ أذن سمعت وﻻ خطر على قلب بشر .
أما أهل الشمال فـ " في سموم وحميم وظل من يحموم ﻻ بارد وﻻ كريم " ... ينادى على أحدهم*
" خذوه فغلّوه ثم الجحيم صلّوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه " .
فحدِّث وﻻ حرج ... تقرح العيون ، وتفطر القلوب ، وتهتك الجلود ، ولكن ...
" كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " .
فعفوك يا رب اﻷرباب .
أرجوك ﻻ تنادي : يا عيني فلتذرفي الدموع ؛ فأمامك الفرصة بعد أن عدت من رحلتك تلك ـ إن شاء الله ـ بالعِبرة .
:-)
dhudkd tgj`vtd hg]l,u
|