عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-11, 10:23 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
جارة المصطفى
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية جارة المصطفى


البيانات
التسجيل: Mar 2011
العضوية: 1225
المشاركات: 5,141 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: المذهب السني
بمعدل : 1.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 28
نقاط التقييم: 326
جارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمرجارة المصطفى عطاءه مستمر

الإتصالات
الحالة:
جارة المصطفى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جارة المصطفى المنتدى : بيت الكتاب والسنة
افتراضي

13) من هدي القرآن للتي هي أقوم أن حثنا على التوبة لما فيها من خير عظيم في ديننا ودنيانا لو تحققت بشروطها وآدابها حيث ليتخيل كل إنسان نفسه أنه لا قدر الله ارتكب ذنباً وهو يعلم أنه سيحاسب عليه يوم القيامة وأن الله سيعذبه بسببه, كيف تكون حاله؟ كيف تكون نفسه؟ هل سيهنأ بطعام أو شراب أو نوم؟
إذن خبر عظيم ما عرفناه إلا عن طريق هدي القرآن الكريم.
والآيات التي تتحدث عن التوبة كثيرة.
14) من هدي القرآن للتي هي أقوم أنه هدانا لكل خلق جميل وحثنا عليه ونهانا عن كل خلق ذميم, وحذرنا منه إذ إن الأخلاق هي العمود الذي تدور حوله جميع العبادات, لذلك لا نبالغ إذا قلنا أن الأخلاق أساس الدين فمثلاً الصلاة ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ[العنكبوت : 45].
فالإنسان الذي يصلي ولا تردعه صلاته عن الخلق السيئ ولا تدفعه إلى الخلق الحسن صارت عادة يؤديها لا عبادة تربط روحه بخالقه. وهكذا في بقية العبادات.
وأيضاً حثنا على الصدق والكرم والتعاون والصدقة وبر الوالدين وصلة الرحم...الخ.
ومما نهانا عنه الغيبة والنميمة والكذب والغش والخداع والتجسس...الخ.
15) من هدي القرآن للتي هي أقوم أنه بين محاسن الإسلام وأنه دين الفطرة وأنه ليس فيه ما يخالف ما تدعو الحاجة إليه, ولا تتعارض تعاليمه مع فطرة النفس الإنسانية وما تحبه وما تكرهه, بل انتكاس الفطرة عند البعض يجعلهم لا يقبلون تعاليمه. ومن هديه في ذلك أن مجرد القول لا يكفى في صحة الدين بل لابد من الحزم القاطع واليقين التام وكذلك لا يكفى فيه الحسبان حيث يحسب الإنسان أنه على حق فيه, فالله تعالى ذم الكافرين أنهم يحسبون أنهم مهتدون, قال جل وعلا: ﴿ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف : 30].
﴿ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴾ [الزخرف : 37].
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾ [الكهف : 103- 104].
16) من هدي القرآن للتي هي أقوم أن أرشدنا إلى أن توفر النعم والدخول في الترف والانهماك في الملذات والشهوات يشغل النفس وينسيها طاعة الله إلا من عصمة الله تعالى: ﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الحجر : 3].
ولذلك حرص القرآن الكريم في هديه لنا أن يبين لنا خسة الدنيا وحقارتها وأن ما أعده الله تعالى لعباده في الآخرة خير من حطام الدنيا.
وحذرنا من اتخاذ الأبنية الفخمة للخيلاء والفخر وقهر العباد ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء : 128-131].
وكذلك أرشدنا أن قسمة الأرزاق بيد الله تعالى وبين حكمته تعالى بأن فاوت بين عباده لينتظم معاشهم ويصل كل منهم إلى مطلبه وتتم مصالحهم, قال تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً ﴾ [الزخرف : 32].
وكذلك هدانا إلى ضرورة حفظ الوقت وقضاؤه فيما يقرب إلى الله تعالى: ﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ﴾ [الذاريات : 17].
﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة : 24].
وأرشدنا إلى أن لا نعترض على أحكام الله تعالى فلا يفعل ذلك إلا سفيه معاند, أما المؤمن العاقل الرشد فيتلقى أحكام ربه بالقبول والتسليم. ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾ [النور : 51].
وبذلك يوطن الإنسان نفسه على المصائب, فالدنيا دار بلاء واختبار والمؤمن مأمور فيها بالصبر ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة : 155].
﴿ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ [الأنبياء : 35].
وهدانا إلى أنه ربما تكره النفس شيئاً وهو خير لها وربما تحب شيئاً وهو شر لها, فينبغي للعبد أن يصبر ويرضى ويكل الأمور إلى علام الغيوب. ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة : 216].

17) من هدي القرآن للتي هي أقوم نهيه للمؤمن من الجلوس مع من ينتقص الدين ويزدري أحكامه, قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ﴾ [النساء : 140].
وقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام : 68].
وتبعاً لذلك يبين لنا صفات المنافقين لنتجنبها ونحذر منها وهي:
أ‌- الخداع ﴿ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء : 142].
ب‌- الكسل: خصوصاً التثاقل عند القيام للصلاة ﴿ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى ﴾ [النساء : 142].
ت‌- الرياء ﴿ يُرَآؤُونَ النَّاسَ ﴾ [النساء : 142].
ث‌- قلة الذكر ﴿ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [النساء : 142].
ج‌- أي مضطر بين مائلين تارة إلى المؤمنين وتارة إلى الكافرين, لا يخلصون لفريق منهم, لأنهم يسعون إلى منافعهم في علاقتهم بهم. ﴿ مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء ﴾ [النساء : 143].

18) من هديه للتي هي أقوم ذكر بعض الأخبار عمن سلف من الأمم السابقة للعظة والعبرة وزيادة الإيمان.
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة : 243].
وكذلك قصص الأمم السابقة مع أنبيائهم للتيقظ والاعتبار والإقتداء بالرسل ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ ﴾ [هود : 100].

19) ومن هديه للتي هي أقوم إرشاد الدعاة إلى طريقة الدعوة وهي أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة المشتملة على الترغيب والترهيب, لأن الدعوة هي السبيل الوحيد لنشر الدين بين الناس ﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل : 125]
فإذا لم يهتد الداعية إلى أحسن الطرق وأقومها لم تصب دعوته ولا تجد قبولاً.
20) ومن هدي القرآن للتي هي أقوم الإنذار والتخويف والحث على التوبة و الإجتهاد في الأعمال الصالحة. ﴿ وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة : 281].
والتهديد الشديد للظالمين بيوم يشيب من هوله الوليد ويتحير اللب ويدهش العقل. ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ﴾ [إبراهيم : 42-43].
ويبين لنا عجز المجرمين وذلهم وذكر بعض صفاتهم والتي منها
﴿ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ ﴾ [إبراهيم : 49-50].
﴿ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾ [غافر : 71-72].
وذكر بعض أهوال يوم القيامة للاتعاظ والاعتبار والجد والاجتهاد ومن ذلك تسيير الجبال من أماكنها وتشقق السماء وتزلزل الأرض وسقوط النجوم وخسوف القمر...الخ.
ونبهنا القرآن على دقة الحساب يوم القيامة وأن كتاب المرء لا يغادر صغيرة ولا كبيرة, ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ﴾ [الكهف : 49].
﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء : 47].
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾ [الزلزلة : 7-8].
وقد هدانا القرآن أنه عند ذلك لا تنفع الأحساب ولا الأنساب ولا يسأل قريب عن قريبه. ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ ﴾ [المؤمنون : 101].
﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس : 34-37].
﴿ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ * وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ ﴾ [المعارج : 11-14].
وهنا تظهر حال السعداء والأشقياء فمن رجحت حسناته سعد ونجا من النار ومن ثقلت سيئاته فاتته الجنة وهلك وأدخل النار وبئس القرار إلا من رحم الله, ﴿ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ * أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [المؤمنون : 102-108].
قد أرشدنا إلى العمل الذي ننال به الجنة ونعيمها , وتشمله كلمة واحدة عظيمة سعد حقاً من عمل بها على أكمل وجه ألا وهي (الإحسان) والجزاء من جنس العمل. فكلما حسن العمل زاد ثوابه. وقد وصفت آيات القرآن الجنة ونعيمها وملذاتها وصفاً يشوق النفس إليها فيجعلها تسعى في سبيل الحصول عليها, معرضة تماماً عن الدنيا وملذاتها وبذلك تحقق النفس درجة الإحسان. ثم وعدهم أن نعيمها دائم لا ينقطع ولا منغصات فيه ليطمئنوا إلى أن ما سينالونه لن يفقدوه فيهون على النفس ما تفقده من ملذات الدنيا.
وبالمقابل ذكر أحوال أهل النار عندما يرونها وعندما يعرضون عليها وإذا دخلوها.
- نعوذ بالله منها -
﴿ إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً ﴾ [الفرقان: 12].
﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا ...﴾ [الأحقاف: 20].
﴿ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأحقاف: 34].
﴿ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ ﴾ [الشورى: 45].
و والله إن العرض على جهنم لعذاب كافي لما يحدثه في النفس, فكيف يكون وقعه على نفوس الكفار وهم يعلمون أنهم سيدخلونها؟!
وكيف يكون وهم يعلمون أنهم مخلدون فيها.
.. يا رب رحماك .. يا رب رحماك .. يا رب رحماك ..
وإذا دخلوها ﴿ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ ﴾ [الأنبياء: 100].
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴾ [هود: 106].
﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴾ [فاطر: 36-37].
وقد ذكر للاتعاظ والاعتبار ما يلاقيه الكفار في جهنم من العذاب الأليم الدائم, الذي لا يجدون عنه محيصاً في مأكلهم ومشربهم ومقيلهم ومبيتهم فطعامهم الزقوم شديد المرارة منتن الرائحة كريه المنظر. وشرابهم الحميم يمزق لحوم الوجه ثم يقطع الأمعاء. ومقرهم نار تأجج وجحيم توقد وسعير تتوهج.
﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات : 62-68].
﴿ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً ﴾ [الكهف: 29].
﴿ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ ﴾ [محمد : 15].
وكل ما ذكر عن يوم القيامة يحفز عزائم المؤمنين ويقوي رغباتهم لنيل ما أعد الله لأهل جنته من النعيم المقيم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
﴿ َإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ * مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ * إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ * هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [صـ: 49-58].
وصف قوي رهيب يثير الرعب والفزع في قلوب الطغاة المجرمين الجاهدين ليرتدعوا وأيضاً يقوي عزائم المتقين ليجتهدوا في الباقيات الصالحات.

22) من هدي القرآن للتي هي أقوم الإيمان بمعالم الغيب الذي ورد ذكره في القرآن الكريم مثل الجنة والنار والملائكة والصراط والحساب والميزان....الخ.
لأن الإيمان بها دون رؤيتها دليل وبرهان على صدق درجة الإحسان عند العبد فيصل إلى درجة الصديقين الذين قال عنهم: ﴿ َأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ﴾ [النساء : 69].
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ﴾ [الحديد : 19].
23) من هدي القرآن للتي هي أقوم إرشاد العباد إلى ثلاثة أمور ننال بها السعادة والفوز والفلاح والنجاح وهي:
أ‌- الإيمان بالله ورسله.
ب‌- الهجرة.
ت‌- الجهاد في سبيل الله للإعلاء كلمة الله ونص دينه.
فالإيمان بالله ورسله لا يتحقق إلا بكامل الخضوع والاستسلام لأوامرهما واجتناب نواهيهما.
والهجرة تشمل هجرة المكان وهي الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان وهجرة عمل وهي هجرة كل ما نهي الله عنه.
والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونصر دينه بجهاد اعدائه. وجهاد النفس والهوى.
قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال : 74].
﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [البقرة : 218].
24) من هدي القرآن للتي هي أقوم أنه بشر المؤمنين بما يسرهم وهو إخبارهم بأن الله وليهم يخرجهم من الظلمات إلى النور.
﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 257].
فكم هي مساحة السعادة التي تتربع عرش القلب عند سماع ﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾؟!
كم هي الراحة التي تتمدد على مساحة الشعور؟!
كم هي الطمأنينة التي تغشي النفس عند تلاوة آيات القرأن؟!
أليس حقاً إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم؟!


خاتمة..


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذه جولة قلب مع آية من آيات الله ذكر عنها مؤلف كتاب الأنوار الساطعات لآيات جامعات الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان رحمه الله. وعند قراءتي لكتابه أثار في نفسي ما كتبه عن هذه الآية الكثير والكثير لم أستطع أن أسطر منه إلا ما كتبت. وأنا مدركة تماماً أن كل نفس مؤمنة قد أدركت ما أدركت وشعرت بما شعرت به.
وختاماً أسأل الله تعالى العظيم الحليم الكريم الحنان المنان بديع السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة, ورب كل شيء ومليكه أن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وهمومنا وأن يرزقنا حفظه وتلاوته وتدبر معانيه وأحكامه والعمل بمقتضاه, وأن يجعلنا ممن يقيم حدوده وحروفه, ويحل حلاله ويحرم حرامه, وأن يكون أنيسنا في قبورنا وقائدنا على الصراط إلى الجنة, وحجيجنا عند الحساب إنه سميع مجيب.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جزى الله خيرا كاتبته
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : جارة المصطفى

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور جارة المصطفى   رد مع اقتباس