[ابو الحسين الأثري]

{ فوائد من الشرح الصوتي للشيخ عثمان الخميس على المنظومة البيقونية }




72 ) للسنة النبوية مع القرآن خمس حالات :
الأولى : تأتي موضحة ومبينة للقرآن , مثل قول الله تعالى ( ولا يغتب بعضكم بعضا ) فجاءت السنة لتوضح الغيبة كما قال النبي ( أتدرون ماالغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم , فقال : الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) .
وكذلك قوله تعالى ( وأقيموا الصلاة ) , فجاءت السنة لتوضح , كما قال النبي - - (صلوا كما رأيتموني أصلي ) .
الثانية : تأتي السنة مُقَيِّدة لمطلقِ القرآن , كقوله تعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) فجاءت السنة تبين أن القطع ليس لليد كلها وإنما للكف فقط , فقيدت مطلق القرآن .
الثالثة : تأتي السنة مخصِّصة لعامِّ القرآن , كقوله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) فجاءت السنة لتخصص فقال النبي - - ( انا معاشر الأنبياء لانورث ) .
الرابعة : تأتي السنة مؤكِّدة لما في القرآن , وهذا غالب السنة النبوية فيأتي الأمر بالصلاة والزكاة وصلة الرحم .... .
الخامسة : تأتي السنة مضيفة لأحكام أخرى لاتوجد في القرآن , كما قال تعالى ( حرمت عليكم امهاتكم .. ) فأضافت السنة على المحرمات أن يجمع الرجل بين المرأة وعمتها والمرأة وخالتها , وكذلك قوله تعالى ( قل لا أجد فيما أوحيَ اليَّ محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتتة أو دماً مسفوحاً ... ) فجاءت السنة لتحرم كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير .




تدوين السنة
73 ) تدوين السنة مرَّ بمرحلتين :
الأولى : التدوين غير الرسمي , هذا كان موجوداً من زمن النبي - - كما كان عبد الله بن عمرو بن العاص يكتب , وكذلك قول النبي - - ( اكتبوا لأبي شاه ) , ولما جاء عبد الله بن عمرو الى النبي - - وقال له إنه بعض شيوخ قريش عن كتابة كل شئ يقوله النبي - - فقال له النبي - - ( اكتب فوالله لاأقول الا حقا ) أو كما قال , فكان كلُّ يكتب لنفسه وهذه الكتابة غير الرسمية , وقد نُهيَ عن الكتابة فترة من الزمن لعدم اختلاط السنة بالقرآن ثم أُذِنَ بها على الاطلاق , وكتب الصحابة ومن جاء بعدهم .
الثانية : التدوين الرسمي : قام به سنة 100 هـ عمر بن عبد العزيز وذلك لمَّا أمَرَ أبا بكر بن عمرو بن حزم ومحمد بن شهاب الزهري أن يكتبا سنة النبي - - مما يحفظانه ويجدانه عند من يعرفون من اهل المدينة او مكة , ثم تكاثر التدوين الرسمي فكتبت المصنفات والموطآت والسنن والمسانيد .



تدوين مصطلح الحديث
74 ) لمَّ دونت السنة كان من المهم ان يُعرَف صحيحها من ضعيفها , فأُلِّفَتْ كتب في الرجال الثقات والضعفاء وكتب في رجال بلد بعينه ... , ثم جاءت المصنفات في مصطلح الحديث , فأول من صنف الرامهرمزي في القرن الرابع الهجري سنة 360 في كتابه (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) ثم جاء كتاب (معرفة علوم الحديث) للحاكم , ثم كتاب (الكفاية) للخطيب البغدادي , ثم جاء كتاب (علوم الحديث) لأبي عمرو عثمان بن الصلاح , وهو يعتبر أهم كتاب في علم مصطلح الحديث , وبعده اشتغل العلماء على شرحه او اختصاره او نظمه والاستدراك عليه .