20-12-11, 01:49 AM
|
المشاركة رقم: 2
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1225 |
المشاركات: |
5,141 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
المذهب السني |
بمعدل : |
1.00 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
28 |
نقاط التقييم: |
326 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
أبي .. وفقك الله

ومما يجب مفاتحتك به أيضاً الاعتراف لك بما تمتلكه من قلب كبير وثقة ممتدة.. تشبع الرغائب.. وتلبي المطالب.. ولكن.. وبعد ذلك كله تبين لي أن الثقة لا تعني أبداً ترك عود الثقاب مشتعلاً قرب إناء ممتلئ بالوقود.. ولا تعني الثقة أبداً إثراء المنزل بما نشتهيه ونرغبه ونطلبه من ملذات المادة الفانية على حساب الجوهر الذي خلقنا من أجله..
.. أقول هذا الكلام وأنا أتصفح في خاطري رصيداً ضخماً من التجاوزات الشرعية والأخطاء التربوية والتي أوكتها يداك ونفخنا فيها بأفواههنا.. أذكر منها للمثال لا الحصر:
موافقتك شبه المفتوحة لنا في الاختلاف إلى السوق والذهاب إليه.. دون محرم أو رقيب.. لشراء ما يعن لنا حتى لو لم يكن ذا بال!!.. وكم لاقينا في السوق من تعرض للفتنة كثير؟! وكم جر السوق من آلام؟!..
وكم عقد السوق بين شيطان وشيطانة عقداً إبليسياً دون شروط؟!
فلقد كنا نخرج إلى السوق فنزاحم الرجال ونكثر الحديث معهم على أشياء غير ضرورية.. ونخاطب الباعة وهم في أوج زينتهم شكلاً ومنطقاً ونمايز بينهم... فهذا بائع حلو الكلمة.. عذب الأسلوب..
وذاك جميل المنظر.. باسق الطول.. أنيق.. وذاك أحسن من هذا وذلك أفضل.. والنفس تميل والهوى غلاب.. ولقد كنا نجول فنرى البائع في شئون المرأة الخاصة.. رجلاً.. زين نفسه.. وألان لسانه.. والشيطان يعرضه بصورة أحسن مما هو عليه.. وتبدأ المبايعة بلغة يفرض عليها الموقف أن تكون غير نظيفة وتتداول الأيدي ما أستحي من ذكره لك... وتتباين الاختيارات فتُسترجع هذه لأنها صغيرة!! وتؤخذ الأخرى لأنها كبيرة!! وتلك قصيرة!!.. وهذه أحسن!! وذيك الأنسب!! والولي غافل والشيطان حاضر... يؤجج في الكلمات.. ويوقد النار في النفوس وخلق الإنسان ضعيفا [النساء:28] وفي الحديث عن النبي : {... أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان } ولئن كنت تحس بعظم التبعة في بعض الأحيان فتأمر أمي بالخروج معنا فإنه لا يفوتني الآن أن أنبهك لعدم صوابية هذا التصرف.. لأن المرأة في أصلها ضعيفة أينما حلت.. رقيقة رحيمة.. تغلبها الكلمة اللينة.. وتؤثر فيها حركات الوجه.. ويثني رأيها شيء من الإلحاح!!
ومن الأمثلة أيضاً:
يوم أدخلت في منزلنا (امرأة) لا يربطنا بها نسب أو رحم.. حتى لكأنها مدرسة متنقلة تدرسنا أنت فيها كيف تعامل المرأة الرجل الغريب عنها!! فتراك وأنت تناديها وتأمرها.. ونراك ـ وهي ليست بمحرم لك ـ تكلمها وهي كاشفة عن وجهها.. أو تناولها بعض الأغراض أو تأخذ منها.. أو عندما أحضرتها من المكتب لوحدك من دون محرم وكذلك يوم ذهبت بها إليه مسافرة... ولا نحفظ كم كنت تعتب على جارنا تهاونه في ترك نساءه مع السائق!!.. أفيجوز لك مع النساء ما لا يجوز للسائق!! أم هل يجوز لتلك المرأة ما لا يجوز لنساء جارنا؟!
وكذلك حين تأمنها راضياً أن تكون حاضنة لأخي الصغير.. فيشب في حجرها وقلبه متعلق بها بحكم قربها منه... فيسري إليه عدوى ما تعتقده هذه المرأة من سلوك وأخلاق وحتى المبادئ والمعتقدات كما نسمع في كثير من القصص وكذلك أيضاً حين ننظر لتلك المرأة من منظار المجمتمع فإن كثيراً من الرجال يزهد بالفتاة التي لم تتعلم أن تقوم بشئون بيت زوجها أو تجهل شيئاً منه.. أو حتى من تنوء بحمله لأدنى سبب.. وذلك كله لا يكثر وجوده إلا عند من أجهزت عن العمل في وقت تربيتها لوجود مثل تلك ( الخادمة ).
أفتراك يا أبي بعد هذا ترى مكوثها في البيت سائغاً؟!
ومن الأمثلة أيضاً:
تهاونك في وضع الهاتف موضعه الصحيح.. حينما تتركه في كل زاوية من زوايا المنزل.. أو في كل غرفة منه.. وأنت تعلم أنه بوابة كبيرة يدخل معه الرجال الطامعون!!
يوم أن تتوالى رنات الهاتف.. ولا أحد حوله إلا أنا.. فأرفع السماعة.. فيسألني الرجل مخطئاً من يريد.. فأرد عليه.. فيعيد سؤالاً آخر مطلي ببراءة خبيثة ثم كلمة مدح وإطراء.. وأخرى فيها قصد ودهاء.. والعذارى يستهويهن الثناء.. فأغلق الهاتف في وجهه.. ثم تتوالى رناته أخرى فأعزم على أن لا أرفع السماعة.. ولكن.. من يدري ربما لا يكون هو؟!.. فأرفع السماعة.. فيسابقني إلى ترحيبة مخدّرة.. ولوم لطيف كما لو كان هناك علاقة بعيدة.. ويلومني الشيطان: أنت مخطئة!!.. هو كلام.. وكلام فقط.. والمكان خال.. وأنت بالفعل كما يقول في صوفه وإعجابه.. والنفس في شهوتها جائعة تفتقر للإشباع.. فأنزلق مع التيار.. وأنساق مع الكلام في رحلة غامضة آثمة.. نعم يا أبي. أعلم أن الخطأ نتقاسمه أنا وأنت.. وأن لي نصيب الأسد منه.. غير أن لك يا أبي حظاً وافراً من الخطأ حين تُشرع ذلك الباب دون حارس أو رقيب.. أو حتى معالجة وضعية ذلك الجهاز وترشيد مكانه..
ومن الأمثلة أيضاً:
اللامبالاة الظاهرة فيما يخص المظهر.. فكم كنا نلبس الضيق من الملابس وتراها وهي تصف أعضاءنا وصفاً أحسن مما هي عليه.. فلا نرى منك أمراً.. أونهياً.. أو تنبيهاً...
ومثله المفتوح... والقصير.. والبنطال.. والخفيف.. ولا أكتمك ما ترسخ في عقولنا منذ الصغر من أن بعض تلك الأعضاء ليست من العورة.. وأنها خارجة عن دائرة الحياء.. لأنها لم تتعود الستر منذ الصغر!! أو حينما ترى قصات الشعر غير العادية والإفراط فيها...ثم لا نراك تحرك ساكناً معها!!
وكم رجف فؤادي عندما طرق سمعي حديث النبي : { صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا }.
وكذلك حينما نركب معك فتفوح رائحة العطر في السيارة.. وأنت تعلم أنها ليست منك فلا تلقي لذلك بالاً والنبي يقول: { أيما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية }.
أو حينما ترى منزلنا وقد شبع من كلمات العشق والحب والهيام حتى التخمة وهي ترتفع من كل جهاز فيه من أصوات المزامير المخدرة.. والطبول الفاتنة ثم لا نرى بعد ذلك توجيهاً أو إرشاداً وكأن الغناء حلال محض جاءت به الشريعة!!
ذلك ما أتذكره الآن.. وغيره كثير ربما تلاشى مع فوران الذاكرة غير المنضبط وأشكرك يا أبي إذ تحرص مجتهداً على بعض الأمور وإن كنت غير ملتفت إلى حكم الشرع فيها.. والاجتهاد هنا لا يسوغ أبداً اقتراف تلك الأمور المنهي عنها..
وأخيراً.. أبشرك يا أبي أن سأختط لي درباً هو إلى كل ما ذكرته لك بعيد.. وإلى الدرب الذي دعا إليه الله ورسوله قريب.
أبي..
وأختم كلامي بسؤال سيظل شاهراً رايته وهو:
هل تفكر جاداً في التغيير يا أبي لكل ما ذكرته لك؟
.. والجواب بين يديك..
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته..
منقول ..
موقع طريق الدعوة
|
|
|