وَهَذا نصٌّ في أَنَّ ظهُوْرَ الدِّين ِ، الحاصِلَ بتَعْجِيْل ِ الفِطرِ ، لأَجْل ِ مُخالفةِ اليَهُوْدِ وَالنَّصَارَى .
وَإذا كانَ مُخالفتهُمْ سَبَبًا لِظهُوْرِ الدِّين ِ، فإنمَا المقصُوْدُ بإرْسَال ِالرُّسُل ِ: أَنْ يَظهرَ دِيْنُ اللهِ عَلى الدِّين ِ كلهِ ، فيَكوْنُ نفسُ مُخالفتهمْ ، مِنْ أَكبَرِ مَقاصِدِ البعْثة)اه.
وَكانَ مِنْ أَشَدِّ مَا خَشِيَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلى أُمَّتِهِ : الشِّرْك ُ باِللهِ ، وَمَا يُفضِي إليْه .
وَلمّا مَرِضَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَضَ مَوْتهِ ، وَكانَ وَعْكهُ شَدِيْدًا : لمْ يَشْغلهُ مَرَضُهُ الشَّدِيْدُ ، وَلا مَا كانَ فِيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ تَحْذِيْرِ أُمَّتِهِ مِنَ الشِّرْكِ وَوَسَائِلِهِ قبْلَ قبْض ِ رُوْحِهِ الطاهِرَةِ بخمْس ِ ليَال ٍ، فقالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -وَهُوَ كذَلِك َ-:«أَلا وَإِنَّ مَنْ كانَ قبْلكمْ ، كانوْا يَتَّخِذُوْنَ قبوْرَ أَنبيَائِهمْ وَصَالحِيْهمْ مَسَاجِدَ ، أَلا فلا تتَّخِذُوْا القبوْرَ مَسَاجدَ ، فإني أَنهَاكمْ عَنْ ذلك) رَوَاهُ مُسْلِمٌ في «صَحِيْحِهِ»(532) عَنْ جُنْدُبِ بْن ِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ الله ُ عَنْه .