لأن هؤلاء عادة يرون في انفسهم أنهم أصحاب فكر يحق لهم قيادة الآخرين فيه ,,,
و هم لا يعلمون أن فكرهم لم يسخروه لصالح أمتهم , بل هم مقلدون فحسب ,,,
فلو عملت إحصائية لكل عربي اكتشف إكتشافا علميا , أو كان له تأثير في الحضارة الإنسانيه الحاليه , فلن تجد واحدا منهم ليبراليا أو علمانيا أو ملحدا , و إن وجدت فهم أقلية لا تذكر ,,,
بل إن أكثر من ذهب للدراسة لدى الغرب عاد متدينا ,,,
إن خفافيش النت اكثرهم مقلدين و مثابرين لإبراز أنفسهم اكثر من إفادة مجتمعهم و دولهم ,,,
لان لديهم نقص يريدون إبرازه من خلال إنكار دين المجتمع , و كأنهم يريد أن يقولون لنا : -
(( نحن ظلمنا الله إذ خلقنا في بيئة كهذه , فنحن اصحاب فكر لا ترقون إلى مكانته , و الأصح أن يخلقنا الله اوربيين و امريكيين )) ,,,
في مثل هذه الأيام الكريسماسيه , يتسابق الشعب العربي المسلم أو يتنافس على صنع أكبر شجرة ميلاد في العالم , أو في صنع الإحتفالات الخاصة بهذه المناسبه , لدرجة أنك تنسى في بعض الأحيان أنك في دولة مسلمه , و كل يريد أن يكون الأول في هذا المجال , و إن تحدث الناس عنهم و عن أفعالهم فهم سعيدون بما حققوه من إنجاز يغضب الرب منهم ,,,
و للاسف سيتسارع المتسارعون من الشباب العربي و فئة لا بأس بها من منتصفي العمر أو قليل من الكهله على قدم و ساق كل يغني على ليلاه , فهذا أو هذه يشترون هدية لحبيب القلب , و هؤلاء يتسارعون لحجز طاولات السهر و السكر , و غيرهم يقدم هدية لزوجه ,,,
و المناسبة ( رأس السنة الميلاديه ) ,,,
دعونا نعرف قليلا , ما هي هذه المناسبه ؟؟؟ ,,,
هذه المناسبة هي مناسبة وثنية بحته , يحتفل بها النصارى على أساس انها تعبر عن يوم ميلاد المسيح عيسى بن مريم , و مع أنه لا يوجد دليل واضح لديهم على يوم ميلاد المسيح , فمنهم من يحتفل به في 25 / 12 , و منهم من يحتفل به في 7 / 1 من السنة الجديده ,,,
و ايا كان وقت إحتفالهم , فإن هذا الأمر لا يخصنا لعدة أسباب منها شرعيه و منها منطقيه ,,,
فالمنطقية هو أننا أولى بنا لو جاز الإحتفال بميلاد أحد أن نحتفل بمولد رسولنا , و لكن هذا محرم شرعا لدينا للأسباب التي سأذكرها لاحقا في الراي الشرعي ,,,
ثم أنه من المنطق أن يعتز الإنسان بدينه و يفتخر به , و أن لا يعتنق الإنسان أكثر من دينا دون أن يعلم , فاليوم مسلم و غدا نصراني حتى لو لم يقصد ,,,
فالحجة اقيمت عليك أيها المسلم بعد أن علمت أنك واقع في خطأ عظيم قد يودي بك إلى التهلكة دون أن تعلم ,,,
فتصور أنك تحتفل بيوم ميلاد المسيح و هو أمر مبتدع غير شرعي , ثم تموت و أنت على هذا الوضع ,,,
فأي دين ستموت عليه , على الدين النصراني أم الإسلامي ؟؟؟ ,,,
المنطق يقول أنك إن كنت تعلم بالحكم الشرعي فقد تكون أقرب إلى النصرانيه منك إلى الإسلام ,,,
(( هذا رأي خاص بي وضعته , يستدعي البحث فيه من قبل العلماء , و لا أحكم فيه , و لكنه مدعاة للتفكر به جيدا )) ,,,
الحكم الشرعي لمثل هذه الإحتفالات ؟؟؟ ,,,
لن اسرد عليكم حديث الرسول (( من أحدث في امرنا هذا ما ليس فيه فهو رد )) كحكم شرعي للمسأله , ذلك أنني اعلم جيدا أن أكثر من يقوم في هذا الفعل يقوم به على شكل غير ديني ,,,
و لكن سأسرد عليكم بعد إقامة الحجه و العلم بحرمة هذه المناسبة على المسلمين حديث رسول الله صل الله عليه و سلم : -
(( من تشبه بقوم فهو منهم )) ,,,
و لا شك أن مشاركة النصارى أو غيرهم بدينهم , و ممارسة طقوسهم على نحو التقليد يعتبر تشبه بالقوم , و بالتالي ينطبق عليه حديث الرسول ( فهو منهم ) و العياذ بالله , ذلك أن التشبه في الظاهر يجر إلى التشبه في الباطن ,,,
و لقد عمد رسول الله صل الله عليه و سلم إلى مخالفة اليهود و النصارى في كل شيء , و منها صيام يوم عاشوراء حينما سأل اصحابه عنه , فقالوا له هذا يوم يعظمه اليهود و يصومونه لنجاة سيدنا موسى من فرعون , فقال : - أنا أولى بموسى منهم فصامه و أمر بصيام يوم قبله تحقيقا للمخالفه ,,,
فياللعجب , ايها المسلم ,,,
الرسول يخالفهم و أنت تقلدهم ,,,
فقل لي بربك أي غيرة على دينك و أنت تفعل ذلك بعد أن أتتك البينه ؟؟؟ ,,,
كذلك حديث رسولنا عندما قدم إلى المدينة فوجد لهم يومان يلعبون بهما فقال لأصحابه : -
(( قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما يوم الأضحى و الفطر )),,,
و في هذا لا يشرع للمسلمين الإحتفال بغير هذين العيدين , لدرجة أنه حتى لو أراد المسلمين الإحتفال بيوم ميلاد النبي فهو لا يشرع , و إن كانت هناك مذاهب تفعله فإنه يدخل ضمن نطاق البدع , فما بالك بميلاد غير النبي ؟؟؟,,,
و ليس أدل على أن من يقوم بتلك الإحتفالات غير الشرعيه أنه يرتكب خطئا يمس عقيدته , إلا قول النبي : -
(( ..... و من رغب عن سنتي فليس مني )) ,,,
فهل تترك سنة الرسول ايها المسلم لتتبع سنن الأمم الأخرى المخالفه لدينك و ملتك ؟؟؟ ,,,
مع ما تحمله من مخاطر تمس عقيدتك ,,,
فقد يتحول هذا الإعراض ( رغب ) عن سنة الرسول إلى إعتقاد بأفضلية الفعل أو التساهل فيه و عدم تحريمه من باب الحضارة و الأخوة الإنسانية و التعايش , و هنا تكون قد تجاوزت الخطوط الحمر الذي قد تخرجك من دينك سواء بجهل أو بغير جهل ,,,
و لا تعذر بالجهل إن كنت عالما بالحكم الشرعي ,,,
إن في مشاركة غير المسلمين و مباركتهم على أفعالهم التي تكون في معظمها كفرية أو شركيه فيه إقرار منك أيها المسلم بفعلهم ,,,
فكما هو معلوم لدى الجميع ما هي عقيدة النصارى في عيسى ؟, فقد وصل فيهم الغلو إلى أنهم يعتبرونه أنه ابن الله , و أنت بفعلك هذا تأيد فعلهم لدرجة المباركة لهم و إعطائهم الإحساس و الثقة بأن دينهم مثل دين الإسلام كلاهما على حق , و في هذا مخالفات عدة للقران و لأحاديث الرسول , فالقرآن الذي يفرض علينا تبيان الحق للناس و دعوتهم لترك الكفر و الشرك , و يحملنا مسؤولية هداية الناس , نجد أنفسنا على النقيض من هذا ,,,
فقد قال الله تعالى : -
(( كنتم خير أمة أخرجت للناس , تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر )) ,,,
و قال تعالى : -
(( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنه )) ,,,
فأي أمر و دعوة نقوم بها و نحن نرقص و نحتفل و نبارك لهم افعالهم , و كأننا نقرها لهم ؟؟؟ !!! ,,,
كما أننا لم نراع تحذيرات الرسول في مواقع عدة من مثل هذه الأفعال ,,,
فقد قال صل الله عليه و سلم : -
(( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة , حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه , فقال الصحابة يا رسول الله : - اليهود والنصارى قال : - فمن إذا ؟ )) ,,,
حذار ثم حذار ثم حذار أيها المسلم أن تكون راغبا عن دينك ,,,
هذا ما تم إيراده من العبد الفقير , أسأل الله ان ينفع به ,,,
و كتبه / العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه
داعي التوحيد و نابذ البدع
آلحٍّجًِْهٍَ آبٌَِنْ عًٍآئشًِْهٍَAlllprooof
==================