قال عبدالله : ما أنا بمجنون ولكني سمعت رسول الله
يقول لعمار : (تقتلك الفئة الباغية) .
فقال له معاوية : فلمَ خرجت معنا ؟
قال عبدالله :
لأن رسول الله أمرني أن أطيع أبي، وقد أطعته في الخروج، ولكني لا أقاتل معكم
واذ هما يتحاوران دخل على معاوية من يستأذن لقاتل عمار في الدخول، فصاح عبدالله بن عمرو :
ائذن له وبشره بالنار
وأفلتت مغايظ معاوية على الرغم من طول أناته، وسعة حلمه، وصاح بعمرو :
أو ما تسمع ما يقول ؟
وعاد عبدالله في هدوء المتقين واطمئنانهم، يؤكد لمعاوية أنه ما قال الا الحق، وأن الذين قتلوا عمارا ليسوا الا بغاة
والتفت صوب أبيه وقال :
لولا أن رسول الله أمرني بطاعتك ما سرت معكم هذا المسير
وخرج معاوية وعمرو يتفقدان جيشهما، فروّعا حين سمعوا الناس جميعا يتحدثون عن نبوءة الرسول لعمار
تقتلك الفئة الباغية
وأحس عمرو ومعاوية أن هذه المهمة توشك أن تتحول الى نكوص عن معاوية وتمرّد عليه
ففكرا حتى وجدا حيلتهما التي مضيا يبثانها في الناس
قالا :
نعم ان رسول الله
قال لعمار ذات يوم
تقتلك الفئة الباغية
ونبوءة الرسول حق
وها هو ذا عمار قد قتل
فمن قتله ؟
انما قتله الذين خرجوا به، وحملوه معهم الى القتال
وفي مثل هذا الهرج يمكن لأي منطق أن يروّج، وهكذا راج منطق معاوية وعمرو
واستأنف الفريقان القتال
رجال حول الرسول ص333 - 334
أنظر إلى قوله : (ففكرا حتى لقيا حيلتهما التي مضيا يبثانها بين الناس) .
إن هذا أقل ما يقال عنه : قلّة أدب
لأنه واجب عليه -إن كان مسلماً- أن يتأدب في حديثه عن صحابة رسول الله
.
ثم أن هذا الكاتب لا يستند في كلامه إلى اي دليل
==========================================
وفي حديثه عن الفتنة يقول :
وقام معاوية ينازع الخليفة الجديد عليّاً كرم الله وجهه حقه في الأمر , وفي الخلافة
رجال حول الرسول ص138
الصحيح هو ما يعتقده أهل السنّة والجماعة في أن معاوية
كان يطالب بالقصاص من قتلة عثمان
بينما عليّاً
يطالبه بالمبايعة أولاً ثم عندما تستقر الأمور يبدأ بالقصاص من قتلة عثمان
. ( هذا كل ما في الآمر , ومن زعم أن القتال الذي نشب بينهما من أجل الخلافة فقد كذب وأدّعى بما ليس عليه دليل ) .
========================
وفي حديثه عن عمار بن ياسر في معركة صفين يقول :
ثم يندفع كقذيفة عاتية صوب مكان معاوية ومن حوله من الأمويين ويرسل صياحه عالياً مدمدماً :
لقد ضربناكم على تنزيله ... واليوم نضربكم على تآويله
ضرباً يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
أو يرجع الحق إلى سبيله
رجال حول الرسول ص140
أنظروا كيف يخلط الأمور ويوردها في غير مكانها !! ..
أليس عبدالله بن رواحة
هو من قال تلك الأبيات أثناء دخول الجيش الإسلامي إلى مكّة المكرمة بقيادة رسول الله
-في غزوة الفتح- ؟؟ .
======================================
ويقول عن عمرو بن العاص
:
وياليت عمرو بن العاص كان قد قاوم في نفسه حب الإمارة ..
إذاً لكان قد تفوّق كثيراً على بعض المواقف التي ورّطه فيها هذا الحب .
رجال حول الرسول ص380
ومن أنت حتى تتحدث عن صحابي جليل لا ينكر مناقبه وفضائله إلاّ حاقدٌ أو جاهل متعمّق في الجهل .
==========================================
وفي حديثه عن أبا ذر الغفاري
يقول :
ولقد بلغ الآمر بأبي ذر إلى تجنّب إخوانه إن لم يكن مقاطعتهم , لأنهم ولوا الإمارات , وصار لهم بطبيعة الحال ثراء ووفرة ..
لقيه أبو موسى الأشعري يوماً , فلم يكد يراه حتى فتح له ذراعيه وهو يصيح من الفرح بلقائه : ( مرحباً أبا ذر .. مرحباً بأخي ) .
لكن أبا ذر دفعه عنه وهو يقول :
( لست بأخيك , إنما كنت أخاك قبل أن تكون والياً وأميراً ) .
كذلك لقيه ابو هريرة يوماً واحتضنه مرحباً , ولكن أبا ذر نحّاه عنه بيده وقال له : ( إليك عني .. ألست الذي وليت الإمارة , فتطاولت في البنيان , واتخذت لك ماشيةً وزرعاً ) ؟ .
ومضى أبو هريرة يدافع عن نفسه ويبرئها من تلك الشائعات .
رجال حول الرسول ص48 - 49
وفي كلامه هذا طعنٌ واضح في ثلاثة من أكابر الصحابة وهم : أبو ذر الغفاري و أبو موسى الأشعري و ابو هريرة
أجمعين .
===============================================
إن طريقة هذا الكاتب هي : ( دس السم بالعسل ) ..
أنظر كيف يمدح عبدالله بن مسعود
وفي نفس الوقت يطعن في عثمان
بطريقةٍ خفيّه :
في سياق حديثه عن ابن مسعود و عثمان
ا , يقــول :
ولقد حدث بينهما حوار وخلاف تفاقما حتى حُجب عن عبدالله راتبه ومعاشه من بيت المال .. ومع ذلك لم يقل في عثمان كلمة سوءٌ واحدة .
رجال حول الرسول ص121
================================================== ========
مما قاله مؤلف كتاب رجال حول الرسول عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود :
ويتحدث عما نسميه اليوم نسبيّة الزمان فيقول :
( إن ربكم ليس عنده ليلاً ولا نهار ... نور السموات والأرض من نور وجهه ) .
رجال حول الرسول ص121 - 122
وقد بحثت عن هذا الاثر فوجدته ( موضوع ) :
رقم الحديث: 83
(حديث موقوف) حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
ثناحَمَّادٌ وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ ،
عَنِالزُّبَيْرِ أَبِي عَبْدِ السَّلَامِ ،
عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيِّ ، أَنَّ
ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ : " إِنَّ
رَبَّكُمْ لَيْسَ عِنْدَهُ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ ، نُورُ السَّمَوَاتِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ وَإِنَّ مِقْدَارَ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ عِنْدَهُ ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً ، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُكُمْ بِالْأَمْسِ أَوَّلَ النَّهَارِ ، الْيَوْمَ فَيَنْظُرُ فِيهَا ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فَيَطَّلِعُ فِيهَا عَلَى مَا يَكْرَهُ ، فَيَغِيظُهُ ذَلِكَ ، فَأَوَّلُ مَنْ يَعْلَمُ بِغَضَبِهِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ يَجِدُونَهُ يَثْقُلُ عَلَيْهِمْ ، فَيُسَبِّحُهُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَسُرَادِقَاتُ الْعَرْشِ ، وَالْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ، وَسَائِرُ الْمَلَائِكَةِ " .
================================================== =========