03-01-12, 12:57 AM
|
المشاركة رقم: 2
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2011 |
العضوية: |
5125 |
العمر: |
40 |
المشاركات: |
508 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
القرآن و السنة بفهم سلف الأمة |
بمعدل : |
0.10 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
15 |
نقاط التقييم: |
91 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
أبو عائشة السوري
المنتدى :
بيت فـرق وأديـان
لكن الآن لدينا مرتبة ثالثة ألا وهي الإحسان،عبر عنها الله تعالى بقوله :
{وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} و فسرها رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله:
{أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك}
و سنوضحها بمثال كنا قد تحدثنا عنه في موضع آخر من قبل،
سنتخيل معاً أن شاباً في مقتبل العمر يمشي في الطريق ومعه أهله والناس على اختلافهم موجودون في الشارع،ثم جاء إليه أحد الناس وأوسعه ضرباً وشتماً،لنفترض أن هذا الشاب أراد في هذه اللحظة أن يطبق الوحيين المطهرين،ينظر أولاً إلى قوله تعالى:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان"فالعدل هنا هو "جزاء سيئة سيئة مثلها"وهي أن يرد عليه بالضرب وبالمثل و هذه هي مرتبة الإيمان،والإحسان الذي يحبه الله ويأمر به وقال عن أهله :"ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم" هو ما سيكون شاقاً على معظم البشر،لنتأمل في هذا الشاب وهو يبتسم ويضحك لهذا الرجل الذي وجه إليه هذه الإساءة المنكرة أمام أهله والناس،ويقول له - في رمضان أو حتى غير رمضان - "سامحك الله،أنت أخي في الله ،غفر الله لي ولك"من الذي سوف يطيق هذا التطبيق العملي لنصوص الوحيين المطهرين؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"وماذا نقول عن أهله وباقي الناس الذين يشاهدونه في هذا الموقف ويشفقون عليه أو يشمتون به أو يلومونه أو حتى يحتقرونه؟الجواب في قوله تبارك وتعالى:" وإن تطع أكثر من في
الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون"فالرباني يقول في نفسه:"سواءاً كنت قادراً على رد الإساءة بالمثل أو أكثر فلن أرد عليها وأحتسب ذلك لوجه الله تعالى ،والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً إن كان في الدنيا عبر خجل الرجل المسيء واعتذاره لي ،أو حتى في الدار الآخرة"ومن يخرج عن المنهج الرباني - ولو قيد أنملة - أول ما سيتذكر هو قول رسول الله :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير"وسيتعامى بعقليته التي دخلتها الشوائب عن قوله :"ليس الشديد بالصرعة،وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب"فإن كان قادراً على المسيء فربما يحرقه ويكويه بالنار ليشفي هذا الشعور الداخلي بالاضطهاد والمظلومية والذل،وإن لم يقدر في تلك المرة على الرد فسيبحث عن أحدى النوادي الرياضية ليتعلم فناً من فنون الدفاع عن النفس ليكون قادراً على الرد في المرة المقبلة ،فلينظر كل واحد منّا إلى نفسه ،و ليختر الطريقة التي يحب أن يلقى الله عليها،الإسلام،ثم الإيمان،ثم الإحسان ،لنعد الآن إلى موضوعنا،قلنا بأن الصادقين نوعان،و الكاذبين نوعان،فالصادق الأول من يتعامل مع الوحيين المطهرين بالإحسان أو الإيمان على أقل تقدير،و الصادق الثاني هو الكافر لأنه صريح في كفره،و هذا الكافر إما أن يكون من المغضوب عليهم و هم اليهود كما في التفاسير،و إما أن يكون من الضالّين و هم النصارى كما في التفاسير، و ميزة اليهود هي الظلم و الاستكبار في الأرض بغير الحق لدرجة أن عقيدتهم قائمة على أنهم فوق و باقي الناس حيوانات على صورة بشر وجدت لخدمتهم،و ميزة النصارى هي الجهل،فمن لديه اطلاع على كتابهم المقدس فسيجد فيه تناقضات مخيفة،و جهلهم هو إطفاء سراج العقل على مبدأ:"صدق و أنت أعمى" .
قلنا إلى الآن،إن الصادقين نوعان،المؤمن بحق،و الكافر بحق،لكن هنالك نوعان من الكاذبين هم :" المنافقون" سنفهم الآن لماذا هم قسمان،و لماذا صرّح الوحيان المطهران أنهما :{ في الدرك الأسفل من النار } .
القسم الأول هم المنافقون المغضوب عليهم،و ميزة هؤلاء هو الاستكبار على باقي المؤمنين بغير الحق، و مثالهم :"علماء الرافضة" في استغلالهم لعوام الرافضة بنهب خمس أموالهم بالباطل،و التمتع ببناتهن دون السماح لعوامهم بالتمتع بقريباتهن ،يعني بنت :"السيد" عند الرافضة لا يحق لعامتهم أن يتزوجها للمتعة ،و قلنا بأنهم كاذبون لأنهم يتحدثون باسم الإسلام الذي أكد أنه لا فضل لعربي على عجمي و لا لسيد على خادم و لا لغني على فقير و لا لأبيض على أسود و لا لجميل على قبيح إلا بالتقوى،و أن اليهود صادقون لأنهم صريحون بأنهم فوق،و باقي الناس حيوانات على صورة بشر وجدت لخدمتهم ،هذا عن القسم الأول من الكاذبين الذين نذروا أنفسهم لإخراج الناس إلى عبادتهم تحت مسمّى إخراج الناس إلى عبادة رب العباد ،و لقد مدح الله عباده الصالحين بقوله : {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} باختصار شديد،بقدر ما يخفض المرء جناح الذل من الرحمة لوالديه و للمؤمنين و المؤمنات، بقدر ما يكون عزيزاً على الكافرين .
القسم الثاني من الكاذبين هم المنافقين الضالّين، و مثالهم عوام الصوفية الذين يتبركون بمشايخهم و يسجدون عند قبورهم دون أن يتحرّوا سبيل الرشاد ،و قلنا بأنهم كاذبون لأنهم يتحدثون باسم الإسلام،و الإسلام براء من هذه التهمة،و لنا أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه جلس الليالي في غار حراء بعبادة التفكر المهجورة،و الله تبارك و تعالى مدح عباده بقوله:
{ إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار }هذا عن التفكر في الآيات الكونية، {وفي الأرض آيات للموقنين (20) وفي أنفسكم أفلا تبصرون (21)}و هذا عن التفكر في آيات الرحمن في خلق الإنسان،{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها } و هذا عن التفكر في الآيات الشرعية، بل و أغلظ رب العباد جل شأنه في مواضع كثيرة على المشركين بأنهم دائماً يرددون عبارة :{ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون * قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون * فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين } و قولهم " وجدنا آباءنا " مداره على العادات و التقاليد التي وقفت حاجزاً دون تطبيق الوحيين المطهرين و إعمال الفكر للوصول إلى الحق و سبيل الرشاد، و قلنا بأن النصارى صريحون بإطفاء سراج العقل و اتباع قساوستهم في أمور يشيب لها الولدان ليس المقام هنا للحديث عنها و من أراد التعرف عليها فليتفضل إلى هذا الرابط :
http://www.wesaltv.net/vb/showthread.php?t=16449
و من هذا المنطلق نفهم لماذا توعدهم الله جميعاً بـ:" الدرك الأسفل من النار" لأنهم في الحقيقة يعيشون في نار الدنيا من غياب طمأنينة القلب و سكينته و الصدر الضيق الحرج فضلاً عن نار الحقد و الحسد تجاه المؤمنين .
و لنتدبر معاً مقولة عمر و أرضاه:{ أتدرون من هو أخسر الناس؟} قالوا :{من ؟} ، قال :{ الذي باع دينه بدنياه ، أتدرون من هو الأخسر منه}،قالوا :{ من ؟} ،قال :{ الذي باع دينه بدنيا غيره} .
و من هنا نفهم لماذا رفضت الجبال التكليف :{ إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً} لنتدبر قوله تبارك و تعالى :"ظلوماً جهولاً" فالظلم ميزة اليهود المستكبرين و من انتهج نهجهم من منافقي أمة محمد صلى الله عليه و سلم، و الجهل ميزة النصارى المُضَلَّلين و من انتهج نهجهم من أمة محمد صلى الله عليه و سلم
يتبع إن شاء الله
توقيع : أبو عائشة السوري |
من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
و تذكر : لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :" كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله "
|
|
|
|