15-01-12, 07:13 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2011 |
العضوية: |
5155 |
المشاركات: |
2,936 [+] |
الجنس: |
|
المذهب: |
|
بمعدل : |
0.59 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
30 |
نقاط التقييم: |
1126 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
البيــت العـــام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى :" فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممّن أنجينا منهم " (هود 116)
- الغرباء في العالم هم أهل هذه الصفة المذكورة في الآية و هم الذين أشار إليهم النبي صلى الله
عليه و سلم في قوله : بدأ الإسلام غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء " ، قيل : و من الغرباء يارسول الله؟ قال: " الذين يُصلحون إذا فسد الناس " ، و في رواية : " الذين يزيدون إذا نقص
الناس" معناه الذين يزيدون خيرا و إيمانا و تقى إذا نقص الناس من ذلك ، و في رواية ": إنّ
الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء " ، قيل : و من الغرباء يا رسول الله ؟ قال
:"النزاع من القبائل" قال البغوي : حديث صحيح ، و معناه : المهاجرون الذين هاجروا أوطانهم في
الله و في حديث عبد الله بن عمرو قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم ذات يوم و نحن عنده :"
طوبى للغرباء" ، قيل : و من الغرباء يا رسول الله؟ قال : "ناس صالحون قليل في ناس كثير من
يعصيهم أكثر ممّن يطيعهم" (صحيح)
- الداعون إلى السنة الصابرون على أذى المخالفين هم أشدّ الناس غربة
- الغربة ثلاثة أنواع :
1) غربة أهل الله و أهل سنة رسوله صلى الله عليه و سلم بين هذا الخلق و هي الغربة الممدوحة
و هذه الغربة لا وحشة على صاحبها و من هؤلاء الغرباء من ذكرهم أنس في حديثه عن النبي صلى الله عليه و سلم: " رُبّ أشعث أغبر ذي طمرين لا يٌؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه " ، قال الحسن
:" المؤمن في الدنيا كالغريب لا يجزع من ذلها و لا ينافس في عزّها ، للناس حال و له حال، الناس
منه في راحة، و هو من نفسه في تعب "
و من صفات هؤلاء الغرباء الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه و سلم التمسك بالسنة إذا رغب عن
الناس و ترك ما أحدثوه و إن كان هو المعروف عندهم و تجريد التوحيد و إن أنكر ذلك أكثر الناس و ترك الانتساب إلى أحد غير الله و رسوله ، لا شيخ و لا طريقة و لا مذهب و لا طائفة بل هؤلاء
الغرباء منتسبون إلى الله بالعبودية و إلى رسوله بالإتباع لما جاء به وحده و هؤلاء هم القابضون
على الجمر حقا ، و أكثر الناس لائم لهم ، فلغربتهم بين الخلق يعدونهم أهل شذوذ و بدعة و مفارقة للسواد الأعظم
-كيف لا تكون فرقة واحدة قليلة جدا غريبة بين اثنتين و سبعين فرقة؟؟
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ": مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى إذا رأيت هوى متبعا وشحا مطاعا و إعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ، و دع عنك أمر العوام ، فإنّ وراءكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر ، أجر العامل فيهن أجر خمسين بعلا ، قيل يا رسول الله ، منا أو ممن بعدنا ، قال منكم " ( صحيح)
- جعل للمسلم الصادق في هذا الوقت إذا تمسك بدينه أجر خمسين من الصحابة
2) النوع الثاني من الغربة : غربة مذمومة و هي غربة أهل الباطل :رغم كثرتهم فهم يُعرفون في
أهل الأرض و يخون على أهل السماء
3) النوع الثالث : غربة مشتركة : لا تحمد و لا تذم و هي الغربة عن الوطن فإن الناس كلهم في
هذه الدار غرباء إذ ليست مستقر لأحد
قال النبي صلى الله عليه و سلم لعبد الله بن عمر : " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "
- الاغتراب على ثلاث درجات :
1) الاغتراب عن الأوطان : و يقاس له في قبره من مدفنه إلى وطنه :عن عبد الله بن عمرو قال : توفي رجل بالمدينة - ممن ولد بالمدينة - فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال :يا ليته مات في غير مولده ، فقال رجل : و لم يا رسول الله ؟ فقال : إن
الرجل إذا مات في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة ، صححه ابن حبان و حسنه الألباني
2) غربة الحال : و هذا من الغرباء الذين طوبى لهم و هو رجل صالح في زمان فاسد بين قوم فاسدين أو عالم بين قوم جاهلين أو صديق بين قوم منافقين
3) غربة الهمة : و هي غربة طلب الحق و هي غربة العارف ، و غربة العارف هي غربة الغربة
لأنه غريب الدنيا و الآخرة و هذه الدرجة أعلى مما قبلها : لأن الأولى غربة بالأبدان ، و الثانية :
غربة بالأفعال و بالأحوال ، و الثالثة غربة بالهمم ، فهو غريب في أبناء الآخرة فضلا عن أبناء الدنيا
* من كتاب " الغربة و الاغتراب" لابن القيم بتحقيق علي حسن عبد الحميد
الله أكبر
أسال الله أن يجعلنا من الغرباء
توقيع : الحرة |
قل لمن يحمل هماً أن همك لن يدوم … مثلما ماتفنى السعادة … هكذا تفنى الهموم
|
|
|
|