دَعِ الأيّــامَ تـفعـلُ ما تشاءُ
ولا تَجْزَعْ لحـادِِثــةِ اللَّيالي
وكُنْ رَجُلاً على الأهْوَالِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ جَلْدًا
و إنْ كَثُرَتْ عيوبُك في البَرايا
تستّــَرْ بالسخاءِ فكلُّ عَيْبٍ
ولا تُـرِي للأعادي قَـطُّ ذُلاًًّ
ولا تَرْجُ السماحةََ مِنْ بَخيلٍ
ورِزْقُكَ ليسَ يُنْقِصُهُ التَأنّي
ولا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورٌ
إذا ما كنتَ ذا قلْبٍ قََََََنُوعٍ
ومَنْ نزَلَتْ بساحته المنايا
و أَرْضُ اللهِ واسعةٌ ولكن
دَعِ الأيَّامَ تَغْدِرُ كلَّ حينٍ
وطِبْ نفسًا إذا حَكَمَ القضَاءُ
فما لحوَادِثِ الدنيا بَقـــاءُ
وشِيمَتُكَ السَّماحةُ والوفـاءُ
وسرَّك أنْ يكونَ لها غِطــاءُ
يُغطِّيهِ كما قــيلَ السخـاءُ
فإنّ شـماتةَ الأَعْدَا بَــلاءُ
فما في النارِ للظَمْآنِ مـــاءُ
وليس يزيدُ في الرِزْقِِ الَعَنَــاءُ
ولا بُؤْسٌ عليــك ولا رخـاءُ
فأنتَ ومالِكُ الدنيا ســـواءُ
فلا أرْضٌ تَقِيهِ ولا سمــــاءُ
إذا نزلَ القََضَا ضَاق الفَضَــاءُ
فما يُغْنـــي عنِ الموتِ الدَوَاءُ
[«ديوان الشافعي»: (12)]