أخي في الله : قل معي: رحم الله تعالى أولئك الصادقين.. المخلصين.. وأجزل لهم من عظيم إحسانه ثواب المتقين.. وحشرهم في زمرة الناجين.. يوم يكون الملك لرب العالمين.. وسلكنا معهم، آمين.. آمين.. آمين..
أخي: وتعوذ من حال المرائين.. وشعار الغافلين.. فكم أفسد الرياء من قلوب.. ، وكم ضيَّع نفوسًا لا تخشع ولا تؤوب.
«وقد يشيع عن المتعبد إنه يصوم الدهر فيعلم بشياع ذلك فلا يفطر أصلاً وإن أفطر أخفى إفطاره لئلا ينكسر جاهه ، وهذا من خفى الرياء، ولو أراد الإخلاص وستر الحال لأفطر بين يدي من قد علم أنه يصوم ، ثم عاد إلى الصوم ولم يعلم به، ومنهم من يخبر بما قد صام فيقول: اليوم منذ عشرين سنة ما أفطرت، ويلبس عليه بأنك إنما تخبر ليقتدى بك، والله أعلم بالمقاصد» [ابن الجوزي].
أخي المسلم: ما أسوأ ديار الغافلين.. وما أقفر أرض المرائين.. هنالك حيث الأرض اغبرَّتْ.. والمحاسن اسودَّتْ.
ديار ينعق في جنباتها البوم والغربان.. لا تمسك ماءً ولا تنبت كلاً إنما هي قيعان!!
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا * وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا} [النساء].